الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رؤية واحدة لمواجهة بايدن.. ماذا ناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماع بيروت؟

الاجتماع التشاوري
الاجتماع التشاوري في لبنان

يسعى العرب جاهدين لجمع الصفوف وتوحيد الكلمة وتقريب وجهات النظر للاتفاق على رؤى وقرارات واحدة، وفي هذا السياق عقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت، للتشاور حول ملفات القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر في الأول من نوفمبر المقبل، بحضور ممثلين عن 21 دولة عربية وغياب سوريا المجمدة عضويتها في الجامعة. 

من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت، جدد تأكيد الدعم والتضامن العربي مع لبنان وعكس الثقة باستقرار لبنان ومستقبله.

أبو الغيط في اجتماع التشاور 

تضامن عربي كامل مع لبنان

وقال أبو الغيط: “إننا كجامعة عربية، نقف خلف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني، وإن اللقاءات بين وزراء الخارجية العرب مهمة للتواصل، وأهمية الاجتماع أنه ليس لديه جدول أعمال ولا وثائق للبحث والنقاش، بل هو لقاء يتم فيه تبادل الآراء والمواقف والأفكار، بصورة مفتوحة، والتي من شأنها أن تتبلور في مشاريع وبرامج تفيد الجامعة العربية”.

ورأى أبو الغيط أن انعقاد مثل هذا اللقاء في بيروت، وتحديداً في هذا الوقت بالذات له معنى هام، ومغزاه أن الدول العربية تقف إلى جانب لبنان، وقيادته السياسية وشعبه، مع الأمل أن يتجاوز هذا البلد الجميل وتاريخه المديد، المشاكل الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها، مضيفا: “من هنا، فإن لقاءنا في بيروت يعكس الثقة باستقرار لبنان ومستقبله”.

 وكرر رئيس جمهورية لبنان، ميشال عون، الحديث عن قضية اللاجئين والنازحين، مؤكداً أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل هذا الواقع، وأن موقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة، كما أكد تصميم لبنان على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من أزماته.

وأشار الرئيس اللبناني، خلال استقباله وفد المشاركين في الاجتماع، إلى أهمية العلاقات العربية-العربية، لا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه العالم العربي وما يواجهه من تحديات تستوجب اقصى درجات التشاور والتعاون المشترك، معتبراً أن التعاون والتضامن بين الدول العربية الشقيقة أمر مهم في ظل ما تشهد دولنا من أزمات وضغوط وتحولات.

واختتم الاجتماع التشاوري أعماله  في بيروت، وهو اجتماع تلا اجتماعين في الدوحة والكويت في وقت سابق ويعقد بالتوافق بين جميع الدول العربية.

اجتماع تشاور في لبنان

ماذا ناقش الاجتماع العربي؟

من جانبه، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت كان بشكل خاص لمناقشة الأزمة اللبنانية، لأنها رائد المشكلات العربية، بسبب تدخل الأطراف الإقليمية، وهي إيران، في الأراضي والعواصم العربية، ويرى أن حل هذه المشكلة سيكون بتوافق عربي عربي لحل مشكلة تلك التدخلات السافرة في الشئون والأقاليم والعواصم العربية، ومنها الأزمة اللبنانية.

وأضاف البرديسي، في تصريحات لـ “صدى البلد”: “الحل لن يكون إلا عن طريق العرب لأن المشكلة غير عربية، وهي التدخل الإيراني، ولكن الحل سيكون عن طريق بلورة رؤية عربية مشتركة موحدة، وأيضا عن طريق الدعم المالي للعرب، ولكن شريطة أن يذهب هذا الدعم للمؤسسات الرسمية النظامية وليس إلى الميليشيات”. 

ولفت البرديسي، إلى أن الاجتماع تطرق إلى جميع القضايا العربية، وأن الموضوع به قضايا كثيرة جدا وهذه القضايا لها علاقة بكل المشكلات العربية، وتابع: “هناك توافق، كما قال الرئيس السيسي إن هناك توافقا على صلب الموضوعات، وإن الاختلافات طفيفة”. 

وأشار لزيارة بايدن، موضحا أنه سيأتي ويكون للعرب رؤية واحدة متماسكة تتكون من دول الخليج مع مصر والأردن والعراق وتركيا كطرف إقليمي فاعل، وسيكون لهم رؤيا واحدة يقدمونها للإدارة الأمريكية، وأمريكا لم تعد سيدة وعمدة العالم، وأصبح في العالم أقطاب جديدة وعمد آخرون، ولكن هذا لا يمنع العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين العرب والولايات المتحدة.

ويذكر أنه خلال لقاء الوفد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد بري أن لبنان لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام، لكن الآن لبنان يطلب ويتوق إلى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول إلى صلب ما يشكو منه لبنان.

وقال بري، خلال اللقاء، إن لبنان على الإطلاق ليس بلداً مفلساً إنما هو في حالة توقف عن الدفع، وهو يمتلك كل مقومات النهوض والقيام من الأزمات إذا ما توافرت النيات الصادقة من أبنائه، كما من أشقائه العرب وأصدقائه في العالم.

 وأوضح بري، أن لبنان الذي يملك إضافة إلى أبنائه المغتربين في العالم العربي وكل دول العالم الذين يشكلون رافداً إنسانياً وثقافياً ومالياً مهماً يمكن لهذا الرافد أن يشكل عاملاً مهماً ومحورياً في النهوض إلى جانب الثروة المائية والنفطية والغاز الموجودة في بحرنا، وخصوصاً عند حدودنا مع فلسطين المحتلة، حيث تجري مفاوضات غير مباشرة عبر الأمم المتحدة والوسيط الأمريكي، وهذه المحادثات تشهد حالة من التطور.

العلاقات المصرية اللبنانية على مر التاريخ 

ويذكر أن العلاقات العلاقات المصرية اللبنانية تتسم بجذورها التاريخية، وتتميز دائما بالتوافق التام تجاه القضايا السياسية المطروحة على الساحة، بالإضافة إلى أن دور مصر مرحب به من جانب الأطياف والقيادات اللبنانية تجاه معظم القضايا الراهنة بالمنطقة، وتعتبر مصر الدولة العربية الأولى التي اعترفت باستقلال لبنان في الأربعيات، وشكلت القاهرة مركزاً للتفاوض على استقلال لبنان، واستضافت اجتماعا حضره كل من الرئيس بشارة الخورى ورياض الصلح برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس باشا في الأربعينيات ونتج عن الاجتماع إعلان التحالف بين الخورى والصلح وصياغة “الميثاق الوطني”، الذي أسس نظام الحكم في لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.

وقد تطورت العلاقة المصرية اللبنانية إلى الأفضل، خاصة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بسبب دعمه المستمر للبنان والدول العربية، خصوصًا بعد إنشاء الجمهورية العربية المتحدة، والتي رحبت بها لبنان، ومجابهة العدوان الثلاثي. 

الرئيس المصري واللبناني

العلاقات المصرية اللبنانية في عهد السيسي

وتطورت العلاقات المصرية اللبنانبة تطورا ملحوظا بداية من عهد الرئيس السيسي في مصر، وفي 28 أبريل 2014، صدق الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، على إقلاع طائرة عسكرية إلى مطار بيروت وعلى متنها 12 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية والتعيينات والمهمات المقدمة من مصر إلى دولة لبنان الشقيقة لدعم مستشفى السلام المصري التابع للقوات المسلحة بمدينة بيروت.

وفي 23 سبتمبر 2014، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنيويورك، تمام سلام، رئيس وزراء لبنان، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحث الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

وفي سبتمبر 2016، التقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أكد الرئيس حرص مصر على متابعة التطورات في لبنان واهتمامها بالحفاظ على أمنه واستقراره، كما أكد أهمية الحفاظ على وحدة الشعب اللبناني ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية.

وفي أكتوبر 2016، انتخب ميشال عون رئيسا للبنان بعد عامين ونصف العام من شغور المنصب، وقد أعربت رئاسة الجمهورية عن خالص التهنئة للشعب اللبناني، بمناسبة انتخاب مجلس النواب اللبناني، ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية. 

وأعلنت رئاسة الجمهورية، في بيان لها، عن ترحيبها بما يمثله انتخاب ميشال عون رئيسًا للبنان الشقيق من خطوة مهمة لترسيخ مفهوم الدولة الوطنية بمؤسساتها، وما تعكسه من حرص مختلف القوى السياسية اللبنانية على إعلاء المصلحة الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي، وإنهاء حالة الفراغ الرئاسي، متمنيةً للرئيس عون خالص التوفيق في الاضطلاع بمهامه، بما يساهم في مُضى البلاد قدمًا على طريق التقدم والازدهار.

وأكدت رئاسة الجمهورية في هذه المناسبة عُمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر ولبنان، وحرصها على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

في فبراير 2017، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس اللبناني ميشال عون خلال زيارته الرسمية لمصر، أعقبها لقاء ضم أعضاء الوفدين، حيث جدد الرئيس خلال لقائه مع الرئيس عون التهنئة بمناسبة انتخابه رئيساً للبنان، وأن نجاح لبنان في استكمال الاستحقاق الرئيس يعد نموذجاً يحتذى به للحلول الوطنية الخالصة.

في نوفمبر 2017، قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بتكليف من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بجولة شملت ست دول عربية (الأردن والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان والسعودية)، حيث قام بإجراء مباحثات تتضمن الأزمة المثارة حول استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري. 

وأكدت مصر موقفها الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على التضامن العربي في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة، وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في نوفمبر 2017 بقصر الاتحادية، سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، حيث تناول اللقاء آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، وتطورات الموقف في لبنان.


العلاقات الاقتصادية بين مصر ولبنان

وترتبط مصر ولبنان بعلاقات اقتصادية قوية، واستطاعت اللجنة المصرية – اللبنانية المشتركة العليا في تعزيز ودعم حركة التجارة بين البلدين، خاصة بعد تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلى.

في 23 مارس 2017، تم اجتماع الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين مصر ولبنان، برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وحضر المباحثات عن الجانب المصري وزراء الكهرباء، والاستثمار والتعاون الدولي، والثقافة، والتجارة والصناعة، والمالية، والتربية والتعليم، والزراعة، والنقل، وعن الجانب اللبناني حضر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة العامة، ووزراء التربية والتعليم العالي، والزراعة، والمالية، والداخلية والبلديات، والأشغال العامة والنقل، والطاقة والمياه، والاقتصاد والتجارة. 

وشهد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره اللبنانى سعد الحريرى، مراسم التوقيع على 17 وثيقة واتفاقية بروتوكول للتعاون المشترك بين البلدين التي تسهم في دعم وتعزيز جميع مجالات التعاون بين البلدين في جميع المجالات.