الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ولنا في صوت العرب عبرة وعظة

صدى البلد

تفجرت القومية العربية من بين ثنايا فكر وعقول مصرية وقلوب محبة لعروبتها وهويتها، ولأن الشعب العربي تجمعه لغة واحدة وثقافة مشتركة، كان لابد أن يحمل أفكار قوميته إدارة عربية خالصة، تنادي بوحدته وترسخ لثقافته، فخرجت إذاعة صوت العرب في الرابع من يوليو لسنة 1953 من مصر، وسرعان ما جهر هذا الصوت بدعم المناضلين العرب في كل بقعة عربية، وكان لها دور بارز في قضايا التحرير  لجنوب اليمن شمال وشرق إفريقيا، ودعم المناضلين العرب، ومحاربة ما يسمى بالرجعية.

ومع محاولات الاستعمار أن يخمد تأثير هذه الإذاعة باءت جميعها بالفشل، ذلك لأن صوت العرب لم يكن مجرد بث إذاعي، بل أصبح صوت مجاهدي الجزائر والمغرب وتونس، فدعم جبهة تحرير الجزائر من خلال بث رسائل مشفرة، وساند المقاومة الفلسطينية وجبهات التحرير بإفريقيا، لتشارك صوت العرب في تحرير دول الخليج العربية واستقلالها، حتى وصفت إذاعة صوت العرب بأنها صوت المناضلين العرب وحصن العروبة الإعلامي والمدافع عن القضايا العربية.

واليوم وبعد مرور السنوات ورغم حصول الدول العربية على استقلالها، عادت المخاطر والتحديات الكبيرة تهدد أمتنا العربية من جديد، بل إن العدو اليوم على عكس الماضي لا يظهر في العلن بل يستخدم دمى يحركها من خلف ستار، تسعى هذه الأدوات إلى بث الفرقة ونشر الفتنة وإجهاض كل محاولات التقارب بين الشعوب وحكوماتها، أو بين الدول العربية بعضها البعض، في ظل واقع فُرض علينا، إقليمياً ودولياً، وتغيرات متلاحقة، سياسية وعسكرية وجغرافية،  وواقعاً لابد من التعامل معه بما يلائم المرحلة، وبما يفضي في النهاية إلى تحقيق الاستقرار والأمن والأمان للبلاد، ونحن بقدر حاجتنا إلى حنكة سياسية، وخبرة في التعامل مع الأزمات والمشكلات، وَتَرَوٍّ في اتخاذ القرار، فإننا بحاجة أيضاً إلى توحيد الرؤى الإعلامية، إعلام يدعو إلى جمع الصف وإذا كانت صوت العرب قد قامت منفردة بدورها في الماضي، فلا بد أن يستفيد إعلامنا اليوم من هذه التجربة وأن يسير على نهج إذاعة تجاوزت كونها صوت أثير لتصبح صوت كل عربي، هنا لابد أن يكون الإعلام واعيا، إعلام يحمي ويساند ويتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار، في عصر مليء بالفتن والخصوم المتربصين للأمة العربية، لا بد من أن  يكون الاعلام على دراية بكم المخاطر  التي تحاول اقتلاع جذورنا وطمس كل المقومات التي تكفل القومية أو الوطنية.

وإذا كانت مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يدرك أبعاد هذه التحديات ويؤمن بوحدة الصف العربي على جميع الأصعدة ويواصل الليل بالنهار في بناء جسور من الترابط، لبناء قومية عربية قوامها الترابط والتكامل بين أبناء لغة واحدة وثقافة مشتركة، فلابد أن يتخذ إعلامنا من إذاعة صوت العرب العظة والعبرة، لدعم هذه الرؤية ومساندة هذا التوجه.