الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو شاهين.. طاحونة أثرية تحكي تاريخ مدينة رشيد في البحيرة.. شاهد

طاحونة شاهين
طاحونة شاهين

تشهد مدينة رشيد العديد من المشروعات القومية والاستثمارية والخدمية والتنموية العملاقة الجاري تنفيذها لصالح المواطن المصري على أرض المدينة، وسوف تحقق طفرة اقتصادية هائلة للمحافظة من خلال توفير فرص عمل وتنشيط السياحة، بالإضافة إلى احتوائها على سجل تاريخي عظيم وأيضاً العديد من الأماكن الأثرية والسياحية التي تجذب الزوار من المحافظات المجاورة والسياح الأجانب من جميع أنحاء العالم.

و من بين الآثار الجاذبة للسياح برشيد "طاحونة شاهين"، التي تقع في شارع الأمصيلي بمدينة رشيد الساحلية، وتم إنشاؤها غلى يد عثمان أغا الطوبجى، قائد المدفعية بالحامية العثمانية، ليخصص جزءا من ربحها للإنفاق على المسجد، ومع ظهور الآلات الحديثة توقف العمل بالطاحونة، ولكن صمد المبنى ومحتوياته ليظل أثرًا شاهدًا على نمط معماري فريد وحقبة زمنية هامة في تاريخ المدينة ذات الطابع التراثي المميز.

وبالنسبة الوصف المعماري للطاحونة، تطل الواجهة الرئيسية على شارع الأمصيلي ويغلق عليها باب ذو مصراعين من الخشب يعلوه منور من المصبعات الحديدية، ويؤدي مدخل الطاحونة إلى دركاة بها مسطاحين وهو مكان لوضع الحبوب لتجفيفها قبل عملية الطحن، ويعلو المسطاح الغربي حجرة لإقامة الطحان يتم الصعود إليها عن طريق سلم صاعد من المدار الغربي، كما يوجد سلم صاعد أيضاً في المدار الشرقي يؤدي إلى سطح الطاحونة، ويمكن الدخول بعد ذلك إلى المدارين المزودين بطاحونتين كاملتي العدة والآلة.

وتضم الطاحونة حجرة لمبيت الطحان، وإسطبل لمبيت البغال التي تدير الطواحين، ويحتوي هذا الإسطبل على حوض مياه وكان الإسطبل مخصص لاستقبال الدواب التي تحمل الحبوب والغلال المراد طحنها.

كما خصص لها أماكن لوضع العلف ومرابط وأحواض فيها مياه لسقاية الدواب، وكانت الطاحونة تمتاز بوجود قادوسين متقابلين ومنفصلين كليهما عن الأخر، وهي تستطيع أن تطحن نوعين من الحبوب في آن واحد، وكل منهما مرفق بصندوق لنقل الحركة والتحكم في درجة نعومة أو خشونة الطحين.

وظلت الطاحونة تعمل بشكل يومي، عدا يوم الجمعة، والذي كان يمثل يوم العطلة الأسبوعية، فيه يستريح الطحان من عناء العمل، وترتاح البغال من اللف حول الطاحونة، ومن ثم تتاح الفرصة لعمال الصيانة لتنظيف أحجار الطاحونة وتخليصها من الطحين والحبوب العالقة بها، مستخدماً في ذلك قطعة من الحديد مستطيلة الشكل يتم جلي الأحجار بها لتنظيفها، وكانت أجرة طحن الحبوب في ذلك الوقت تُدفع إما نقداً أو بنظام المقايضة الذي يتم عن طريق منح الطحان كمية من الحبوب التي تم طحنها بعد الانتهاء من عملية الطحن، أو بعض المحاصيل الأخرى.