الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة مثمرة للرئيس السيسي..4 لقاءات في برلين رسمت ملامح التعاون المصري الألماني

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع المستشار الألماني

أختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته إلى العاصمة الألمانية برلين، اليوم، وهي الزيارة التي جاءت للمشاركة في للمشاركة في حوار بطرسبرج للمناخ التي تعقده ألمانيا برئاسة مشتركة مع مصر بصفتها البلد المنظم لقمة المناخ القادمة والتي ستقام في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل.

وشهدت الزيارة العديد من اللقاءات مع الرئيس السيسي، حيث عقد الرئيس لقاءات مع مع عدد من المسئولين الألمان، وعلى رأسهم الرئيس الألماني فرانك شتاينماير والمستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، في إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي مع قادة دولة ألمانيا الاتحادية خلال الزيارة..

استقبال الرئيس السيسي مع شركة لورسن

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في برلين السيد بيتر لورسن، مالك ورئيس مجلس إدارة شركة لورسن الألمانية العالمية للصناعات البحرية، وذلك بحضور الفريق أحمد خالد قائد القيادة الاستراتيجية والمشرف على التصنيع العسكري، والسفير المصري في برلين خالد جلال.

وشهد اللقاء متابعة أطر التعاون بين الجانب المصري والشركة الألمانية التي تمتلك خبرات عميقة في مجال الصناعات البحرية وتطوير الترسانات إلى جانب برامج تدريب العمالة الفنية ورفع قدرات الكوادر المصرية في تلك المجالات طبقاً للمواصفات القياسية العالمية بالتعاون مع إحدى أكبر قلاع السفن على مستوى العالم.

وقد أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على الأهمية التي توليها مصر للتعاون مع الشركة الألمانية بالنظر إلى السمعة المهنية العالمية التي تتمتع بها في مجال الصناعات البحرية، ومن جانبه عبر رئيس مجلس إدارة شركة لورسن باعتزازه بمسيرة التعاون المشترك مع مصر في مجالات عمل الشركة فضلاًً عن الفرص الواعدة للاستثمار المباشر في مصر، خاصةً مع التطور الشامل الذى قامت به الدولة في قطاعات البنية التحتية خلال السنوات الماضية.

لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الألماني

وقد التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع فرانك شتاينماير، رئيس ألمانيا الاتحادية، وخلال اللقاء أعرب الرئيس السيسي عن التقدير لحفاوة الاستقبال الألماني، مشيداً سيادته بعلاقات الصداقة المصرية الألمانية الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة.

كما أعرب عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خاصةً في ظل أن ألمانيا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة الكبيرة حالياً للتواجد في السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال.

من جانبه، رحب الرئيس الألماني بالرئيس السيسي في برلين، معرباً عن تقدير ألمانيا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين. كما أشاد الرئيس الألماني بالمشروعات القومية التنموية الجاري تنفيذها، مؤكداً حرص ألمانيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

وقد شهد اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تطورات الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن الأزمتين الليبية واليمنية، وكذلك القضية الفلسطينية التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لأحكام المرجعيات الدولية.

كما أشاد شتاينماير بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث أكد السيد الرئيس الموقف المصري الثابت المستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها، وكذا يساعد على شغل الفراغ الذي أتاح للجماعات الإرهابية التمدد والانتشار.

لقاء الرئيس السيسي مع المستشار الألماني

كما التقى الرئيس السيسي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك بمقر المستشارية الألمانية في برلين، حيث ثمن السيسي مثمناً الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، والزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية لاسيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، ومؤكداً أن مصر تعد أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة.

كما أشاد بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا في كافة المجالات، ومؤكداً تطلع مصر لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وأشار الرئيس السيسي خلال اللقاء إلى التطلع لمزيد من انخراط ألمانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلاً عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر خاصة فى ضوء الفرص الواعدة المتاحة بالمشروعات القومية الكبرى.

وأكد المستشار شولتز حرص ألمانيا على دعم الإجراءات الطموحة التي تقوم بها مصر سعياً لتحقيق التنمية الشاملة، لاسيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الألمانية، وتم التوافق بين الجانبين في هذا الصدد على أهمية العمل على تكرار النموذج الناجح للشراكة بين مصر وكبرى الشركات الألمانية، على غرار شركة "سيمنز"، والذي أثبت نجاحاً كبيراً في السنوات الأخيرة.

وقد تناول اللقاء سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة التعاون المشترك في مجال الغاز الطبيعي المسال والطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وتطوير منظومة التعليم الأساسي في مصر.

كما تطرقت المباحثات كذلك إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا، خاصةً في ضوء كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، إلى جانب الجهود المصرية الصادقة لدعم المسار السياسي الليبي، وكذلك الدور الألماني الهام في هذا الصدد من خلال مسار برلين، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.

وقد ناقش الجانبان آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث اتفق الزعيمان على أهمية كسر الجمود الحالي في مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد. 

وتم استعراض سبل التعاون والتنسيق المشترك في إطار استضافة مصر لقمة المناخ العالمية في شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري، خاصةً في ضوء الدور البارز للدولتين في مجال قضايا البيئة والمناخ، حيث أعرب المستشار الألماني عن خالص تمنياته بنجاح مصر في استضافة هذا الحدث الدولي الضخم والخروج بنتائج ملموسة من هذه القمة تعزز من عمل المناخ الدولي، في حين أوضح السيد الرئيس أن مصر تعتزم التركيز خلال هذه القمة على عدد من الملفات الهامة، خاصةً ما يتعلق بموضوعات التكيف في أفريقيا، ومسألة التمويل لدعم جهود القارة الأفريقية في مواجهة الظاهرة الخطيرة لتغير المناخ، وأعقب اللقاء مؤتمراً صحفياً مشتركاً بين الجانبين، حيث ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة.

لقاء الرئيس السيسي بوزيرة الدفاع الألمانية

وفي ختام اللقاءات، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبريشت، التي عبرت عن تقديرها للجهود المصرية في استضافة أكثر من 6 ملايين من اللاجئين على أرض مصر وتمتعهم بالحقوق الأساسية بجانب المواطنين المصريين بالرغم ما يفرضه ذلك من أعباء ضخمة إضافية علي الدولة.

وحلال اللقاء أكد الرئيس السيسي حرص مصر على مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال الفترة المقبلة في إطار علاقة الشراكة بين البلدين، بما في ذلك المجال العسكري، وذلك في ضوء تعاظم التحديات الإقليمية وعلى رأسها الإرهاب، والذي يستدعي ضرورة تضافر المساعي للدفع قدماً بآليات مواجهة ذلك التحدي العابر للحدود على المستوى الدولي.

كما أعربت وزيرة الدفاع الألمانية عن تقدير بلادها لما تشهده العلاقات المصرية الألمانية مؤخراً من تنامي وازدهار، مؤكدةً اهتمام ألمانيا بتعميق تلك العلاقات بما لها من تاريخ ممتد. 

وأكدت لامبريشت على العمل على دعم التعاون في المجال العسكري والأمني في إطار علاقات التعاون المشترك بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود والهجرة غير الشرعية مشيدة بالجهود المصرية في استضافة اكثر من6 ملايين من اللاجئين على أرض مصر وتمتعهم بالحقوق الأساسية بجانب المواطنين المصريين بالرغم ما يفرضه ذلك من أعباء ضخمة إضافية علي الدولة.

وقد شهد اللقاء أيضا تبادل وجهات النظر بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من القضايا الإقليمية، في الشرق الأوسط وشرق المتوسط حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق المتبادل في هذا الاطار في ضوء التحديات التي تتعرض لها منطقتا الشرق الأوسط وشرق المتوسط، والتي تمتد آثارها إلى خارج المنطقة، الأمر الذي يستدعي تكثيف التعاون بين البلدين من أجل التغلب عليها.