الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستشار ترامب لـ صدى البلد: إدارة بايدن فاشلة.. وزيارته للشرق الأوسط محاولة لإنقاذ أمريكا |حوار

قمة جدة للأمن والتنمية
قمة جدة للأمن والتنمية

استضافت مدينة جدة السعودية قمة عربية أمريكية بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وشارك فيها مجموعة من زعماء دول مجلس التعاون الخليجي إضافةً إلى مصر والعراق والأردن، تحت عنوان "قمة جدة للأمن والتنمية"، وجاءت القمة فى ظرف دولى وإقليمى دقيق، يتطلب تعزيز التنسيق ومناقشة مواجهة التحديات التى تواجه المنطقة والعالم.

وبحثت القمة عدداً من القضايا الإقليمية، خاصة قضايا أمن الطاقة والغذاء والملف النووي الإيراني، وبحث سبل الحل السياسي للقضية الفلسطينية، والأزمة اليمنية وغيرها من القضايا الإقليمية الساخنة، ومن بينها الهدنة في اليمن وتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني، بما في ذلك مبادرات البنية التحتية الواعدة، إضافة إلى أمن الطاقة العالمي.

الدكتور وليد فارس

وفي هذا السياق أجرى، "صدى البلد" حوارا مع الدكتور وليد فارس، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجاء نص الحوار كالتالي:

كيف ترى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة؟

بما نفهمه هنا في واشنطن، أن انفجار حرب أوكرانيا، ودخول القوات الروسية إلى هذا البلد الأوروبي، واحتلال جزء منه، ووضع عقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على موسكو، وعدم حسم الحرب وانقسام مجلس الأمن، واستطالة زمن الحرب؛ أدى إلى أزمة اقتصادية عالمية، وأزمة في النفط والغاز تعتبر شبه كارثة في الغرب، وكانت لها نتائج كبرى في العالم ونتائج حادة في أمريكا من غلاء معيشة وغلاء البنزين، والنفط في الولايات المتحدة الأمريكية،.

كما أن سنة 2022 عام انتخابي بامتياز  للكونجرس في نوفمبر، والأوضاع الاقتصادية كما هي الآن قد تنذر بانتصار المعارضة الجمهورية في الكونجرس في نوفمبر، وبالتالي انقسام السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الـ2023 وشل قدرة إدارة بايدن بأن تقوم بمشاريع أحادية وتنفذ أجندتها الداخلية، وهذا كان السبب الأساسي لقرار إدارة بايدن بأن تذهب للعالم الخارجي للحصول على أسعار نفط وغاز أدني.

قمة جدة للأمن والتنمية

هل الوصول إلى مصادر طاقة بديلة هدف زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط؟

الرئيس بايدن وفريق عمله رفضوا أن يستخرجوا الغاز والنفط من الولايات المتحدة الأمريكية لأن ذلك سوف يحدث أزمة داخلية ضمن الحزب الديموقراطي مع الجناح الأكثر يسارية لأسباب تتعلق بالأجندة الداخلية، إذاً لم يكن على البيت الأبيض إلا أن يحاول أن يدفع بعض الدول الخارجية لإنتاج النفط، ولكسر هذه الحدة من الغلاء بهذه المواد، فكانت هناك فكرة الطلب من إيران بأن تنتج النفط ولكن الاتفاق النووي الإيراني لم يكن موقعاً بعد. 

وأتت بعدها فكرة أن تطلب من فينزويلا ولكن فينزويلا تواجه أزمات وهي أيضاً وضعت شروطا لم تتمكن إدارة بايدن من أن تتقبلها، ولم يبقَ إلا خيار واحد، وهو أن تذهب إدارة بايدن إلى الشرق الأوسط إلى كبار المنتجين، وإلى عقر دار إنتاج النفط العالمي في المملكة العربية السعودية وشركائها في المنطقة.

والسبب الأساسي ليس وعياً بين ليلة وضحاها بضرورة تحسين العلاقات مع الدول العربية أو حتى مع إسرائيل؛ لأن هذا كان ليتم قبل أو ليتم بعد، ولكنه تم في عز الأزمة النفطية العالمية فلا يخفى على أحد من المراقبين في واشنطن أن ما كانت تبغيه ولاتزال إدارة بايدن أن تقنع المملكة العربية السعودية وشركاؤها العرب بزيادة الإنتاج وتخفيف الأسعار في أوبك عالمياً؛ وهذا ما كان سيعكس تحسناً في الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية فذهبت الإدارة إلى جدة مع جعبة من الاقتراحات والمشاريع.

الأمير محمد بن سلمان يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن

ما أثر القمة على عودة الاتفاق النووي الإيراني؟

إدارة الرئيس بايدن التي فاوضت إيران منذ قدومها للبيت الأبيض منذ 2021، تابعت ملف الشرق الأوسط الذي وضعته طواقم الإدارة السابقة تحت رئاسة باراك أوباما، وبالتالي فإن أولوياتها كانت من ناحية أولى أن تعود للتوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بالرغم من نتائج هذا الاتفاق السيئة على التحالف العربي ولاسيما قدرة طهران أن تستعمل الأموال التي تجنيها من عودة الاتفاق لشراء أسلحة استراتيجية واستعمالها واقحامها في المواجهة مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة الأمريكية بما فيهم بالطبع من في اليمن. 

قامت جماعة الحوثي بإطلاق الصواريخ الباليستية بالتنسيق مع إيران ضد أخصامها في الحكومة الشرعية اليمنية وفي الجنوب وضد المملكة العربية السعودية وضد الإمارات، واستعمال إيران لهذه الأسلحة في العراق عبر ميليشياتها ضد الأكراد والقوات الأمريكية أيضاً.

قمة جد للأمن والتنمية

لذا فإن الاتفاق النووي الإيراني الذي عملت عليه إدارة بايدن كامتداد لاستراتيجية إدارة أوباما لم يكن في مصلحة الكتلة العربية، كما استمرت إدارة بايدن بأجندة الرئيس أوباما في العام 2021، وأول أشهر من 2022 مع “الجماعات الإسلامية” المسلحة المسماة في الغرب "الجهادية القتالية"، وكانت النتيجة الكبرى للأولوية التي اعتمدتها إدارة بايدن في أفغانستان بأن تنسحب القوات الأمريكية والأطلسية وأن تسلم البلاد بكاملها إلى حركة طالبان وحلفاؤها من المليشيات المقاتلة وقد تركت أسلحة أمريكية بقيمة 84 مليون دولار للطالبان وحلفاؤها. 

وهناك ملفان أولهما الإتفاق النووي الإيراني، وثانيهما الإتفاق مع طالبان في أفغانستان قد كانا مشروعان ليسا لمصلحة العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط، وقد انتقدهما أكثرية المعارضة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن لدى إدارة بايدن في العام الأول والنصف من إدارتها مشروعاً للقاء العالم العربي والتحالف العربي لاسيما مصر والمملكة العربية السعودية إلا عن طريق الإتصالات الدبلوماسية التقليدية لذا السؤال الكبير هنا “ماذا حصل ليغير موقف إدارة أوباما فجأة في بداية هذا الصيف أو نهاية الربيع وحمل هذه الإدارة لكي تجتمع مباشرة مع القيادة السعودية في جدة ويليه اجتماع مع كل القيادات الأخرى من مصر والإمارات والعراق والأردن في جدة في اطار اجتماع قمة فما هو السبب وراء هذا التغيير؟”.

ما هي أهداف كل طرف من المشاركين في القمة؟

إن لكل طرف من الذين شاركوا في قمة جدة لديهم هدف وأجندة واستراتيجية وأمل في أن يحدث تغيير في العلاقات الأمريكية العربية والعلاقات الاستراتيجية بين إدارة الرئيس بايدن وكل من الدول العربية التي شاركت لاسيما دول التحالف العربي ومنها المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر ، وهذه الأجندات اختلفت، وهناك بالطبع أجندة إدارة الرئيس بايدن، ماذا أرادت من هذا الإجتماع ولماذا تأخرت عام ونصف العام قبل أن تلبي دعوة لهذه القمة لذا هنا نطرح الأسئلة.

ولأن هناك ضمن الإدارة وضمن الحزب الديموقراطي جناحان أحدهما يريد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، والأخر يريد التواصل مع طالبان وحلفائهم من ناحية وأيضاً يريد لبايدن أن يوقع الإتفاق أولاً مع إيران وبعد ذلك يحسن بمقدار ما بإمكانه أن يحسن العلاقات مع دول التحالف العربي، والبعض يعتبر أن هذا الجناح المؤيد للإتفاق النووي فيه عناصر مؤيدة أساساً للنظام الإيراني وهي ليست لديها نوايا حسنة تجاه المملكة والدول العربية. 

وهناك جناح آخر في الإدارة والحزب الديمقراطي ما بين وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي والكونجرس، يضغط على الرئيس بايدن وإدارته ويقول لهم أولاً حسنوا العلاقات مع دول التحالف العربي لأنها الشراكة الحقيقية لنا وبعد أن تضمنوا الصداقة الاستراتيجية واستمرارها عندها تتفاوضون مع إيران ولكن بمشاركة عربية وهذا صراع جناحان سيؤدي إلى سياسة جديدة، إما أن تكون هذه السياسة هي العودة إلى الاتفاق النووي وهذا فشل لجدة أو التخلي عن هذه المعادلة مع الإتفاق النووي أو إيران والاستمرار في التحالف مع الدول العربية وبعدها العودة إلى اتفاق إقليمي أوسع، فماذا سوف تكون النتائج؟.

الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان

ما هو موقف العرب من فكرة الناتو الشرق أوسطي؟

كما أن الدول العربية نفسها لها استراتيجية جديدة وهي أنها الآن تؤمن بأن التحالف العربي هو أقصى ما يمكن أن يخرج كألية دفاعية مشتركة، ومعظم هذه الدول لا ترى أن الوقت حان لإقامة ما يسمى بناتو عربي جديد أو ناتو شرق أوسطي فمعظم هذه الدول تقول بأن الناتو العربي حالياً هو التحالف العربي أي التنسيق بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية. 

أما الناتو الشرق الأوسطي فيحتاج إلى حسم لموضوع العلاقة العربية الإسرائيلية، فبعض الدول العربية بات لها علاقة أمتن مع إسرائيل وربما البعض لها ترتيبات أمنية، ولكن بنظر التحالف بشكل عام الإنطلاق من هذه الترتيبات إلى التحالف بشكل الناتو مع إسرائيل والدول العربية وربما دول شرق أوسطية أخرى، لم يحن وقته بعد وهم لم يرفضوه ولكن لم يحن وقته بعد. 

وبناءً على ذلك يجب على إدارة الرئيس بايدن أن تختار إما العودة إلى الساتسكو السابق والاتفاق النووي وإما أنه بعد عدة أسابيع أو أشهر أن تعلن من واشنطن سياسة جديدة للشرق الأوسط، وهذا ما ننتظره هنا ليتم القرار بين الرئيس بايدن وحلفائه، ولكن ذلك يحدث في إطار انتخابات آتية وبسرعة وأزمات سياسية داخلية؛ لذلك علينا الانتظار بضعة أسابيع أو حتى أكتوبر المقبل لنرى ما إذا كانت هذه الإدارة ستنفذ روح جدة أو أنها ستعود لنقطة الصفر.