الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ حافل من الدبلوماسية..العلاقات المصرية الروسية.. قفزة للمستقبل في عهد السيسي وبوتين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتميز العلاقات المصرية الروسية بالصداقة والتشعب في كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ويتطلع الطرفان لاستمرار التعاون الوثيق على أساس المصلحة المشتركة للبلدين ومراعاة قواعد العلاقات الدولية والقانون الدولي.

وكان تحقيق مصلحة الشعبين  أساس العلاقات المشتركة بين الجانبين المصري والروسي، كما ان هناك الكثير من مجالات التعاون الثنائية بين البلدين، وهناك اهتمام كبير بتطوير نسب التعاون المشترك.

وفي هذا الصدد، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية، صباح اليوم الأحد، وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف.

ويبحث السيسي مع سيرجي لافروف في المباحثات المصرية الروسية مجمل موضوعات التعاون الثنائي بين القاهرة وموسكو، كما تم تبادل الرؤى حول عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية.

ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد" أهم وأبرز المعلومات عن العلاقات المصرية الروسية.

العلاقات المصرية الروسية لها مذاق تاريخي

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ نحو 74 عاما منذ العام 1943، حيث دشنت أول سفارة لمصر فى موسكو، وسفارة للاتحاد السوفيتي فى القاهرة وقنصلية عامة فى الإسكندرية، منذ ذلك التاريخ، وأصبحتا شريكتين على الصعيدين الثنائى والدولى.

بلغت العلاقات الثنائية ذروتها فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، وقتما كان الرئيس جمال عبدالناصر على سدة الحكم، حيث ساعد آلاف الخبراء السوفيت فى إنشاء المؤسسات الإنتاجية فى مصر، بينها السد العالى فى أسوان ومصنع الحديد والصلب فى حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية، وتم إنجاز 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة الاتحاد السوفيتى، وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينيات بأسلحة سوفيتية.

ويعد التعاون المصري الروسي عميق الجذور وله تاريخ طويل في تطوره ويتشارك الطرفان وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية ويتعاونان في إطار المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة، كما أن مصر تعد أحد شركاء روسيا الرئيسيين في مجال التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

علاقات ثقافية متينة بين الطرفين 

وعلى الرغم من الجائحة العالمية لفيروس كورونا المستجد ( كوفيد -19 )، لكن هناك تنسيقا مستمرا ووثيقا على مختلف المستويات بين مصر وروسيا بما في ذلك الرئاسية والوزارية والبرلمانية، كما أن مصر ترتبط بعلاقات ثقافية متينة مع روسيا. 

وعززت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى لروسيا والرئيس بوتين لمصر من العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، حيث عكست حرص البلدين على تبادل الدعم السياسى على المستوى الإقليمى والدولى فى ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسى وتهديد الأمن القومى لكليهما وتشاركهما فى رؤية موحدة فى مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة فى دعم النمو الاقتصادى فى البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية.

ويقول الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للقاهرة اليوم كأولى محطاته في الجولة الإفريقية مهمة للغاية في هذا التوقيت الذي يشهده العالم من أحداث راهنة، وأيضًا في إطار التنسيق الروسي الإفريقي، وتعد ردا على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط الأسبوع الماضي.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الروس عيونهم ممتدة للعالم العربي والإفريقي، مشيرًا إلى الهدف من زيارته إحداث توازن في العلاقات العربية الروسية، وتأكيد الحضور الروسي في إفريقيا، مؤكدًا أن الخطاب الذي سيلقيه أمام الجامعة العربية اليوم سيحمل رسائل ودلالات مهمة  في هذا التوقيت ويؤكد أيضًا على عمق العلاقات العربية الروسية.

وأشار فهمي، إلى أن من أهم الملفات التي سيتم طرحها خلال زيارته هي الملف السوري وعودة سوريا للجامعة العربية وشغل موقعها، وإعادة ترتيب الأولويات العربية الروسية، وتأكيد الشراكة الروسية العربية الافريقية، وأيضًا الملف الليبي، لافتًا إلى أن هناك علاقات قوية تربط القاهرة وموسكو ولاسيما مع بداية تشغيل المفاعل النووي الاول بالمحطة النووية.

زيارات متقاربة للبلدين عام 2018

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا تطورا ملحوظا منذ زيارة الرئيس السيسى لروسيا عام 2015، حيث تم تذليل الكثير من العقبات التى كانت تعترض انسياب حركة التجارة بين البلدين.

وفى 25 /9 /2018 شهد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، مراسم توقيع عقد توريد وتصنيع 1300 عربة سكة حديد جديدة للركاب فى صفقة هى الأضخم فى تاريخ السكك الحديدية، وذلك بين هيئة سكك حديد مصر والتحالف الروسى المجرى الممثل فى شركة ترانسماش هولدينج.

كما تعاقدت وزارة التموين والتجارة الداخلية من خلال مناقصة عالمية على شراء 180 ألف طن قمح روسى، فى 2 /8 /2018 ، يتم شحنها خلال الفترة من (11 إلى 20) سبتمبر 2018.

وخلال 21 /7 /2018 أفاد المكتب التجارى الروسى أن التبادل التجارى بين مصر وروسيا فى أول خمسة أشهر من عام 2018 بلغ 2.775 مليار دولار بارتفاع قدره نحو 31.5 فى المائة بالمقارنة عن نفس الفترة من عام 2017.

التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري للبلدين 

ومن التطورات الأخرى بين مصر وروسيا،  كان اتصال الرئيس السيسي هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي تناول آخر تطورات القضية الليبية، حيث استعرض الرئيس موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه القضية الليبية، والذي جسدته مبادرة "إعلان القاهرة" تحت الرعاية المصرية لحل الأزمة في ليبيا، و المتسقة مع الجهود الدولية المتعددة ذات الصلة، لا سيما فيما يتعلق بالحفاظ على المؤسسات الوطنية الليبية، وتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي تساهم في تأجيج الأزمة، والانعكاسات السلبية لذلك على أمن واستقرار الشرق الأوسط بالكامل.

وأشاد الرئيس الروسي بمبادرة "إعلان القاهرة" من حيث توقيت طرحها، والإطار الشامل لها الذي يقدم طرحا متكاملا وبناء لتسوية الأزمة، الأمر الذي يمنح قوة دفع للعملية السياسية في ليبيا، وكذا يرسخ من دور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي ومنطقة الشرق الأوسط.

وتطرق الرئيسان خلال الاتصال إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية في ظل اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل بين الجانبين، ومنها مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية بمحور قناة السويس، وكذا التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، حيث تم التوافق في هذا الخصوص بشأن استئناف الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين بالبلدين عقب انحسار جائحة كورونا.

وشهدت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي المزيد من التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري، والذي انتقل إلى مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية مشروع بناء محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة بمصر وإنشاء منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في إشارات واضحة إلى عودة التعاون بين البلدين لمستوى التحالف الإستراتيجي.

المنطقة الصناعية الروسية في مصر 

والجدير بالذكر، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا، بلغ خلال 8 أشهر الأولى من العام 2021 نحو 3 مليارات دولار بزيادة تقدر 35% عن نفس الفترة من العام السابق، ومثّلت مصر الشريك التجاري الأول لروسيا في إفريقيا بنسبة تعادل 83% من حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا، كما تحصل مصر على نسبة 33% من حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية.

ونمت قيمة التجارة بين مصر وروسيا بنسبة 13% خلال شهر يناير 2021، لتسجل نحو 369.018 مليون دولار في مقابل 327.171 مليون دولار خلال نفس الشهر من 2020، لتستحوذ على 4.5% من إجمالي تجارة مصر خلال ذلك الشهر.

وبلغت قيمة الصادرات المصرية لروسيا 356 مليون دولار بزيادة تقدر بنحو (26.5%) في عام 2018 عن العام السابق له.

وجاءت قائمة الصادرات المصرية لروسيا التالي: 

  • الفاكهة بقيمة 164.5 مليون دولار (تمثل 46.2% من جملة الصادرات).
  • الخضروات بـ 144 مليون دولار (40.4%).
  • الملابس وملحقاتها بقيمة 14 مليون دولار (4%).

وبلغ عدد الشركات الروسية في مصر حوالي 467، وتعمل بمجالات مختلفة مثل البترول والغاز، كما أن المنطقة الصناعية الروسية في مصر يتوقع أن تضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وتوفر 35 ألف فرصة عمل.