الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كلماته تخرج بميزان الذهب.. صاحب رواية أوراق شمعون المصري: روافد العلم عند أسامه الأزهري متعددة.. رجل دين جمع بين الأدب والفكر والتاريخ والفهم السياسي.. رأيت سماحته في الشيخ عابر بـ روايتي

أسامة الأزهري
أسامة الأزهري

الشاذلي: والدي رحمه الله كان يعشق برامج الأزهري وتعلمت منه ذلك

أسامة الأزهري: يأتي الناس إلى مصر بحثًا عن العلم ولو سيرًا على الأقدام

 

 

نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة تحت عنوان "الرواية والتاريخ"، تحدث فيها كلا من الدكتور أسامة الأزهري والروائي الدكتور أسامة الشاذلي، وأدار الندوة الباحث والكاتب محمد غنيمة.

وبدأ الأزهري حديثه مُعبرًا عن سعادته بوجوده في مكتبة الإسكندرية التي يعتبرها منارة للعلم، وتناول شخصية "عابر" في رواية «أوراق شمعون المصري»، مُشيدًا بالعمل، مُضيفًا أنه خطف قلبه وعقله، قائلًا:" إنه عمل عبقري مُمتع، حول حقبة من التاريخ مليئة بالحيوية وشديدة العنف، وقد نجح في البحث عن الحقيقة حول إشكاليات التاريخ والدين"، مشيدا ببراعة التعبير والحبكة في الرواية، مُضيفًا أنه يتمنى أن يكون له حظ ولو قليل من شخصية "الشيخ عابر".

وأشار "الأزهري" إلى أنه مولع وعاشق للأدب منذ صغره، قائلًا:" إنه سلك مسار قراءة الأدب، بجانب دراسة العلوم الشرعية، التي قدرها له الله، وقرأ من صنوف الأدب كثيرًا، سواء كان الأدب الإغريقي، المدرسة الرومانسية، الأدب الروسي، وصولًا إلى كتابات الأديب نجيب محفوظ.

 

وأشار إلى أنه عاشق للأدب والروايات بجوار المسار الذي أراده الله له، من دراسة العلوم الشرعية والاجتهاد في تقديم هذا الدين للناس كما أراده الله، كله رحمة وعدل وجمال وقيم وحضارة، لكن كان هناك مسار آخر انغمس فيه بقوة، وهو قراءة الأدب بمختلف مدارسه، المصري والعالمي والمترجم وما أشبه؛" قرأت في الأدب الإغريقي القديم «الإلياذة والأوديسا» لهوميروس، وقرأت في المدرسة الرومانسية وجان جاك روسو، وقرأت في المدرسة الواقعية في الفن وكتابات الروائي الفرنسي العظيم بلزاك، وكتابات دانتي الإيطالي في “الكوميديا الإلهية”، وكتابات الأدب الروسي على يد العظيم تولستوي ودوستويفسكي روايته العظمي «المقامر» وأعماله الأخرى المغرقة في دراسة النفس البشرية والغوص فيه، كما قرأت أدب الخيال العلمي لجول فيرن ورؤوف وصفي، لافكرافت وأدب الرعب، وصولا إلي كتابات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ونبيل فاروق في كل ما كتب من رجل المستحيل وملف المستقبل".

وأضاف: " بجوار كل هذه الروافد برز الدكتور أسامة عبد الرؤوف الشاذلي بصورة شديدة التميز، وكل ما قرأته من أعمال ملحمية في جانب، وهذا العمل العبقري العظيم - «أوراق شمعون المصري»- في جانب آخر، الحبكة والتتابع والخيال الخصب والتعبير الرشيق، وإخراج التاريخ من صمته، حتى يصير ثريًّا حافلا بأشخاص ومشاعر وحياة وقلوب".

وحول موسوعة «جمهرة أعلام الأزهر الشريف» أوضح الأزهري أن كلمة جمهرة هي التعبير العربي القديم لكلمة موسوعة، مؤكدًا أنه أكثر دقة وفصاحة، مُشيرًا إلى أنه استغرق ١٦ عامًا في كتابة هذا العمل، منها ١٠ أعوام في تجهيز المادة العلمية، مُضيفًا أن مصر دولة يسعى إليها الناس من كافة أنحاء العالم للحصول على العلم، حتى ولو سيأتون مَشيًا على الأقدام.

وتحدث الدكتور أسامة الشاذلي صاحب رواية «أوراق شمعون المصري» عن سعادته الكبرى بوجوده بجوار الدكتور أسامة الأزهري، مضيفًا: رجل الدين السمح الذي يمتلك الجوهر ويفهمه جيدا، وأتابعه جيدا هو والدكتور علي جمعة، فهما مدرسة السماحة ومدرسة فهم الجوهر، وحينما يتحدث الأزهري في برنامج للعامة كلماته تخرج بميزان الذهب، حينما أستمع إلى برامجه وحواراته وحديثه في التاريخ أو الفقه، وما كتبه عن روايتي «أوراق شمعون المصري» اكتشف أن الدكتور أسامة الأزهري روافد المعرفة والعلم متعددة عنده، هو رجل الدين الذي يجمع بين الأدب والفكر والتاريخ والفهم السياسي، وهو أحوج ما نحتاجه في رجل الدين".

وتابع: " الإمام الشافعي وغيره من الأئمة كانوا يتفقهون في علوم كثيرة، حتى يكون كل إمام متعددًا في روافده ومعارفه، ولما كتبت شخصية الشيخ "عابر" في رواية «أوراق شمعون المصري»، كنت أتمثل سماحة الدكتور أسامة الأزهري في الرواية"، مشيرا إلى أن والده أستاذ بجامعة الأزهر، ورغم أستاذيته كان يعشق برامج الدكتور أسامة الأزهري، وهو السبب في متابعته أيضا لبرامجه، مشيرا إلى أن والده كان يرى فيه نموذج رجل الدين كما يجب أن يكون في حواراته ومناظراته وحديثه ولقاءاته.

وأشار إلى أن الشيخ "عابر" فكرة مجردة تبحث عن الجوهر دائما، جوهر الدين وأصوله، فكرة الدين لها فكرة خالصة هي التوحيد لله سبحانه وتعالى، المشكلة تكمن في أن الناس تغوص في التفاصيل وتنسى الجوهر.