EN 
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “فيسبوك”، بقصة شاب مصري طالب بكلية الهندسة الميكانيكية الجامعة الأمريكية فاض به الكيل بسبب التفرقة المجتمعية ومعاناته منذ أن ولد وكبر في دار أيتام، دون أب وأم، ودون أن يسند اسمه للقب عائلة، فقط كل ما لديه هو اسمه "يوسف علي" وما بعده أسماء وهمية لا وجود لها، وضعت في شهادة الميلاد من قبل دار الأيتام.
اترفض بسبب إنه اتربى في دار أيتام
أوضح “يوسف” على صفحته الخاصة على فيسبوك التي تحمل اسم “joe ali” أنه عانى طيلة حياته بسبب كونه يتيما نشأ بـ دار أيتام دون أب وأم ودون أن يحمل لقب عائلة أو إسم أب، ولم تقف قسوة الدنيا عند حد غياب الأم والأب، بل استمرت لتأكل أحلامه الذي سعى بكل ما أتى من قوة لتحقيقها دون يأس منه ولكن عركتله قصة ميلاده وتربيته في دار أيتام في بداية طريقه.
وقد تم رفضه والتفرقة بينه وبين زملائه في التدريب بإحدى شركات الطيران بسبب كونه نشأ في دار أيتام.
وبدأ "يوسف" قصته عبر صفحته على "الفيسبوك": "مكنتش متخيل إن ممكن في يوم أقول كده بس أنا بجد تعبت من السخافة وتعبت من كتر ما عمال أعدي في مواقف بايخة وسخيفة بسبب حاجة أنا مخترتهاش".
وأكمل بـ غضب "أنا من يوم مفتحت عيني على الدنيا وأنا موجود في بيت لرعاية الأيتام وطبعا مش محتاج أتكلم عن كم التفرقة والعنصرية ونظرات التقليل اللي الواحد بيتعرضلها من وهو صغير".. متابعا "الحمد لله اجتهدت كتير جدًا في حياتي وطلع عيني وربنا وفقني وأخدت منحة لدراسة الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأمريكية الـ AUC، وكأي طالب في هندسة بننزل في الصيف ندور على تدريب عملي علشان ننمي مهارتنا ونتعرف على سوق العمل وكمان مينفعش نتخرج من غير عدد ساعات تدريب عملي معين".
وتابع قصته: "قدمت على تدريب صيانة تابع لـ مصر للطيران وحقيقي كنت متحمس جدًا إن هشوف ورش ضخمة ومعدات كتيرة وهسمع من مهندسين بقالهم كتير في المجال واخد من خبرتهم".. متابعا "المهم النهاردة كنت رايح أنا ومجموعة من زمايلي في الجامعة نحضر أول يوم تدريب في مصر للطيران، فضلوا ينادوا علي أسامي الناس اللي هتحضر التدريب العملي بتاع الصيانة ودوناً عن كل زمايلي اللي معايا في الجامعة اسمي متنداش".
وأكمل يوسف :"طلعت علشان أشوف المشكلة في ايه لاقيتهم بيقولولي إنهم نقلوني تدريب تاني اسمه التمثيلي أو ال simulator وطبعا ده مش في الورش والهناجر بتاعة المطار ده بيبقي في فصل عادي مفهوش حاجة عملي".. "طب نقلتوني ليه؟، وايه الأسباب؟"، فكانت الإجابات كلها هي الموافقة الأمنية التي تطلب عند التقدم لهذه الورشة، وذلك لأن هناك استمارة وهي استمارة موافقة أمنية يطلب فيها بيانات الأب والأم، وفي حالة "علي" هي خانة فارغة ليس فيها سوى غير أسماء والدين تضعهما الدولة حطتها في شهادة الميلاد دون رقم قومي أو مهنة لهما.
متابعا "قولتلهم طيب هم مش موجودين أعمل إيه؟ حاولت أفهمهم إني من دار وإن مفيش بيانات متوفرة علشان أكتبها في الخانة غير الاسم بس، قالولي مش هينفع لازم تملاها كلها، حاولت أعرض إني أجيب جواب من البيت بيثبت إني من أبناء مصر الأيتام ومقيم في دار رعاية من وأنا صغير" ولكن لا حياة لمن تنادي ولم يحصل "علي" على مراده إلا بتدخل من وزارة الطيران لـ حل المشكلة.
رواد التواصل الاجتماعي يتضامنون مع يوسف
وتضامن مع يوسف كل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعلق الكثير داعمين له وآخرين شاركوا المنشور مطالبين بحق يوسف.
وكتب إسلام غنيم، “أتمنى حد يساعده ويقف جنبه، شركة مصر للطيران مؤسسة وطنية محترمة، ولا يمكن قيادتها المحترمين يقبلوا بخسارة إنسان ممكن يكون صاحب شأن مستقبلا، أنا مش بس فخور بكونه شاب متفوق ومجتهد كمان سعيد بأسلوب عرضه للشكوى المحترم وفخره إنه ابن مصر، معتقدش إنه يتيم.. هو بطل بكل ما تحمله الكلمة من معنى”
وكتبت كريمة حسن “إتمسك بحقك اشتكي تاني وتالت”
وكتبت أية الله “ربنا يوفقك يا يوسف ويجبرك، لك حق تزعل وتحبط، بس متستسلمش، وامشي للاحر وأي حاجة تحصل تاني اقعد عافر، وكلنا معاك وهندعمك وبإذن الله هتوصل”
وكتبت أخرى “خليك ورا حقك عشان هتفتح الباب لكل الكوادر الجميل اللي نتشرف بيهم قدام الدنيا كلها انت قدوة وقد الدنيا كلها كل الدعم ليك، اعمل هاشتاج وكلنا معاك وفي ضهرك وان شاء الله يوصل لكل مسؤول في الدولة احنا بأمر الله قادرين نغير كل حاجة للأفضل.. بالتوفيق ياهندسة”
مكتب وزير الطيران يتواصل مع يوسف
وقال الطالب يوسف علي، بعد ذلك، إن مكتب وزير الطيران تواصل معه هاتفيًا لحل الأزمة المتعلقة باستبعاده من تدريب صيفي لشركة مصر للطيران بسبب أنه أحد أبناء دار أيتام ومجهول النسب، مؤكداًَ أن وزير الطيران سيستقبله غدًا في مكتبه.
