الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإفراج عن سفينة قمح أوكراني لمصر..هل اتفاق الحبوب يعتبر بداية لنهاية الحرب؟

أرشيفية
أرشيفية

مازالت الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على العالم خاصة من الناحية الاقتصادية والغذائية، وذلك لأن روسيا وأوكرانيا تعتبران من أكبر الدول تصديرا للحبوب والمنتجات الغذائية في العالم خاصة القمح فهما يعتبران المصدر الأكبر للقمح في العالم.

وأدت الحرب إلى وقف تصدير القمح إلى الدول خاصة القمح الأوكراني وتوقف سلاسل الإمداد من الحبوب ما جعل هناك أزمة غذائية كبرى في العالم وخاصة للدول النامية التي تعتمد على القمح الأوكراني كمصدر رئيسي لها.

ولكن لم يدم الأمر طويلا فقد توصلت كل من روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق بوساطة تركية، إلى إعادة تشغيل سلاسل إمداد الحبوب إلى العالم وإمكانية تصديرها من خلال الموانئ الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية.

ومنذ ذلك الوقت تنفس العالم الصعداء وتنبأ العديد من المحللين بقرب انتهاء الأزمة الحالية سواء الاقتصادية أو الغذائية أو حتى العسكرية، ولكن يرى البعض الآخر أن الأزمة الروسية الأوكرانية لن تنتهي في القريب العاجل وأن اتفاق الحبوب الموقع بين البلدين في أنقرة ما هو إلا اتفاق بينهم على تسهيل نقل القمح إلى العالم لوقف أزمة الغذاء الحالية وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية عالميا، ولكن الأزمة السياسية والعسكرية مازالت متواجدة.

الإفراج عن سفينة حبوب لمصر

وفي هذا الإطار، أكد المبعوث الأوكراني للشرق الأوسط وإفريقيا، مكسيم صبح، الإثنين، أن الإفراج عن سفينة القمح المصرية المحتجزة سيكون قريبًا.

وقال المسئول الأوكراني في تصريحات خلال مؤتمر صحفي افتراضي، استضافته السفارة الأوكرانية بالقاهرة، إنه سيتم الإفراج عن سفينة القمح المصرية المحتجزة بأوكرانيا قريبا، وأن القاهرة ستحظى بقدر كبير من شحنات القمح الأوكراني.

وأضاف أن السلطات الأوكرانية ستسمح للسفينة المصرية المحملة بالقمح المحتجزة بأوكرانيا، لتتجه للموانئ المصرية في القريب العاجل.

وأكد في كلمته رغبة بلاده في تعميق العلاقات مع الدول العربية بما في ذلك مصر.

استمرار الحرب بين البلدين

ومن جانبه، أكد رامي إبراهيم الباحث في الشؤون الدولية، استمرار تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية جراء الحرب الروسية التي من المتوقع أن تستمر لسنوات نتيجة تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا وحلفائها من جهة أخرى.

وقال إبراهيم في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن تطورات الحرب أصبحت سريعة وعواقبها الإنسانية مدمرة خاصة وأن روسيا تحقق نجاحات عسكرية كبيرة في أوكرانيا وآخرها السيطرة على لوجانسيك، مشيرا إلى ان اغلب دول العالم تأثرت اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بهذه الحرب التي ألقت بظلالها في وقت قياسي، مقارنة بغيرها من الحروب.

ولفت إلى أن منطقة الشرق الأوسط كانت من أكبر المناطق التي تضررت اقتصاديا بعد دول الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط ودول شمال شرق إفريقيا بحكم قربها من مناطق الصراع وأنها من أكبر الشركاء التجاريين للدول الفاعلة في الأزمة الأوكرانية.

الخوف من حدوث كوارث إنسانية

وأبدى الباحث في الشؤون الدولية تخوفه، من أن يؤدي الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وروسيا وحلفائها من جهة أخرى، إلى كوارث إنسانية في العديد من الدول خاصة مع تلويح موسكو باحتمالية اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية، وأيضا تأثر امدادات السلع الغذائية على مستوى العالم ما قد ينذر بحدوث مجاعات في الدول التي لا تستطيع تحمل تبعات الأزمة الاقتصادية، أو التي كانت تعتمد بسبب كبيرة على روسيا وأوكرانيا في توفير السلع الغذائية وخاصة الحبوب.

ورأى إبراهيم، أن الدول المنتجة والمصدرة للبترول قد تستطيع تحمل تبعات الأزمة لأنها مستفيدة من أسعار الطاقة، إلا أنها ستدفع الثمن سياسيا في ظل سياسة الاستقطاب التي تابعها الدول الكبرى المتفاعلة في الأزمة الأوكرانية.

وشدد على ضرورة وضع حد لنهاية هذه الحرب واللجوء إلى حل الأزمة بالطرق السياسية، لتجنب العالم كوارث إنسانية لا يمكن تحمل تبعاتها، كما طالب بدعم الدول المتأثرة بالأزمة وخاصة الدول النامية ودول العلم الثالث، وتوفير المساعدات الإنسانية والاقتصادية لها حتى تستطيع أن تتجاوز هذه الأزمة وتداعياتها المدمرة.