أحكام وفتاوى
هل يقبل الله الصوم من المتخاصمين؟
ما معنى عضل النساء المذكور في القرآن الكريم وحكمه
لماذا وصف القرآن الكريم منكروا تحويل القبلة بالسفه؟
نشر موقع صدى البلد عدد من الفتاوى والأحكام الهامة من بينها حكم العمل الصالح والعبادة والصوم للمتخاصمين وهل يؤثر ذلك من أجرهما.
وحول معنى عضل النساء المذكور في قوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾ [البقرة: 232]؟ مع بيان حكمه. قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 232]، وقد روى البخاري في "صحيحه": أَنَّ أُخْتَ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا فَتَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَخَطَبَهَا، فَأَبَى مَعْقِلٌ؛ فنزلت: ﴿فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ﴾ [البقرة: 232]؛ وقد بين العلماء أنَّ معنى العضل الوارد في الآية الكريمة هو منع الرجل المرأة من التزويج بمن هو كفءٌ لها؛ قال الإمام الشافعي في "الأم" (5/ 14، ط. دار المعرفة): [العَضْل أن تدعوَ -أي المرأة- إلى مثلها أو فوقها، فيمتنع الولي] اهـ.
وقال العلامة ابن قُدامة في "المغني" (7/ 24، ط. دار إحياء التراث العربي): [ومعنى العَضْل: منع المرأة مِن التزويج بكُفئها إذا طَلَبت ذلك، ورغب كل واحد منهما في صاحبه] اهـ.
ولفت الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن هذا نهيٌ لأولياء المرأة عن أن يمنعوها مِن نكاح مَن ترضاه مِن الأَكفاء، فإن فعلوا كان هذا هو العَضْل المنهيّ عنه.
وقال الإمام الشافعي في "الأم" (5/ 178): [وفي هذه الآية الدلالةُ على أن النكاح يتم برضا الولي والمُنكَحَة والناكح، وعلى أنَّ على الولي أن لا يَعضُل، فإذا كان عليه أن لا يعضل فعلى السلطان التزويج إذا عضل؛ لأن مَن منع حقًّا فأمْرُ السلطان جائز عليه أن يأخذه منه وإعطاؤه عليه] اهـ.
وقال العلامة الكاساني في "بدائع الصنائع" (8/ 252، ط. دار الكتب العلمية) -مِن كتب الحنفية-: [الحُرَّةُ البالغة العاقلة إذا طلبت الإنكاح مِن كُفء وَجَب عليه -أي وليها- التزويج منه؛ لأنه منهيّ عن العَضْل، والنهي عن الشيء أمر بضده، فإذا امتنع فقد أضرّ بها، والإمام نُصِب لدفع الضرر، فتنتقل الولاية إليه] اهـ.
وشدد على الآباء وأولياء الأمور أن يتَّقوا الله تعالى في بناتهم وأن يتصرَّفوا معهن بما تقتضيه مصالحهن العامة والخاصة، وأن يستحضروا ما في ذلك مِن الثواب الجزيل عند تحقّقه، والوعيد الأكيد عند تخلّفه؛ وقد روى الشيخان في "صحيحيهما" عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» الحديث. وروى البيهقي في "سننه الكبرى" عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ».
وروى البخاري في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ شَيْئًا، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ».
وحول سؤال: هل يقبل الله الصوم من المتخاصمين؟.. قال الدكتور أحمد وسام من خلال البث المباشر للصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك يقول: عن المولى عز وجل عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ )، وعليه يكون الصيام مقبولا بإذن الله (لان القبول من عدمه هذا الامر بيد الله وحده ونحن نحتسب القبول بفضل الله).
وتابع أمين الفتوى: أن الخصام من الأفعال التي تنقص من أجر وثواب العبادات، بل وتكون أحيانا شريطة لقبول العبادة وبها لا تقبل العبادة، وعن الغرض من الصيام فقال إن الغرض منه هذه العبادة وهو الصوم إعمالا بقول الله تعالي {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.. "لعلكم تتقون" شريط لا يتحقق لا بالصيام الصحيح.وأوضح وسام أن الصيام تنقية للنفس وتصفية للقلوب من الأحقاد والضغائن والخصومات، فبها يجب أن يتعلم الإنسان كيف يتعامل مع الله وكيف يتعامل مع الخلق، فعلي الصائم الحق التخلص والتخلي عن كل ما يعكر صفو النفس البشرية والارتفاع والارتقاء بها إلى مراتب النفس الراضية النقية حتى يتحقق القبول من الله عز وجل.
فيما أوضح الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي سبب وصف منكرو تحويل القبلة بـ«السفاهه»، إذ قال، إن «القرآن الكريم وصف منكروا تحويل القبلة بالسفه لوجهين، أن السفيه لا يميز بين ما له وما عليه، ويعدل عن طريق ما ينفعه إلى ما يضره».
وأضاف الجندي، عبر برنامجه «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة «دي ام سي»، أنه «إذا كان السفيه لا يعلم قيمة النعمة في الدنيا، كذلك السفيه هو الذي لا يعرف قيمة الخبر الذي يحرم منه الناس بسبب فتاواه».