الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

40 مليون طفل في خطر.. المجاعات ونقص المياه تضرب أفريقيا| من المنقذ؟

أرشيفية
أرشيفية

تسببت موجة جفاف طويلة الأمد في إفريقيا ومتعددة المواسم بأشكال حادة في انعدام الأمن الغذائي والمائي، حيث أصبح الآن 40 مليون طفل في خطر، بسبب انعدام الأمن المائي مع تواصل ذبول المحاصيل وضعف الحيوانات مما تسبب في أزمة انعدام غذاء إضافة إلى تفشي الأمراض الوبائية الخطيرة.

إفريقيا

ثلاث أزمات تعاني منها إفريقيا

وتتصاعد الصراعات حول الموارد مع تزايد المنافسة على المياه والمراعي، وترتفع معدلات سوء التغذية في المناطق المتضررة في كل من أثيوبيا والصومال وكينيا، ما يسلط الضوء على ضرورة الحفاظ على سبل العيش الريفية التي تدعم السلام والأمن الغذائي في مختلف أنحاء القرن الأفريقي والساحل.

ولم يعد أمام القرن الافريقي والساحل سوى التشبث في الحياة حتى يحل موسم الأمطار المقبل، والأمل في إنسانية المجتمع الدول، حيث أصبح العمل الإنساني العاجل ضرورة لمنع وقوع كارثة إنسانية في القرن الافريقي والساحل.

وحذرت “منظمة اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن الأطفال في القرن الإفريقي والساحل قد يموتون بأعداد كبيرة مالم يتم توفير الدعم العاجل، خاصة وأن سوء التغذية الحاد وخطر الأمراض المنقولة بالمياه يتحدان هناك.

وأشار التقرير إلى أن عدد الأشخاص المتضررين من الجفاف في إثيوبيا وكينيا والصومال والذين لا يستطيعون الحصول على المياه الصالحة للشرب قد ارتفع من 9.5 مليون إلى 16.2 مليون في غضون خمسة أشهر، في الوقت الذى يواجه فيه الأطفال في منطقة الساحل أيضا مستويات عالية للغاية من ضعف المياه.

من جانبها قالت المديرة التنفيذية للمنظمة الدولية كاثرين راسل، إن التاريخ يؤكد أنه عندما تترافق المستويات المرتفعة من سوء التغذية الحاد الشديد لدى الأطفال مع تفشي الأمراض المميتة مثل الكوليرا أو الإسهال فإن وفيات الأطفال ترتفع بشكل كبير ومأساوي، وتكون المخاطر أضعافا، وحذرت من أن الأطفال عبر القرن الأفريقي والساحل على بعد مرض واحد فقط من الكارثة.

وقال التقرير إن الجفاف وانعدام الأمن في بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا، يؤدي إلى انعدام الأمن المائي، وأشار إلى أن حوالي 40 مليون طفل يواجهون مستويات عالية للغاية من الضعف المائي، موضحا - وفق بيانات منظمة الصحة العالمية - أن عدد من الأطفال يموتون بالفعل نتيجة المياه غير المأمونة والصرف الصحي في منطقة الساحل أكثر من أي جزء آخر من العالم.

ولفتت المنظمة الدولية إلى أن أكثر من 2.8 مليون طفل في منطقة القرن الإفريقي والساحل يعانون بالفعل من سوء التغذية الحاد الوخيم، مما يعني أنهم أكثر عرضة بنسبة 11 مرة للوفاة من الأمراض المنقولة بالمياه مقارنة بالأطفال الذين يحصلون على تغذية جيدة، ونوهت بأنه تم الإبلاغ عن تفشى الكوليرا والإسهال المائي الحاد في جميع المناطق المتضررة من الجفاف فى الصومال تقريبا، حيث تم الإبلاغ عن حوالى 8200 حالة بين شهري يناير ويونيو أي أكثر من ضعف عدد الحالات المبلغ عنها في نفس الفترة من العام الماضي.

وقال التقرير إن توافر المياه انخفض أيضا عبر منطقة الساحل الإفريقي بأكثر من 40 % في السنوات العشرين الماضية، بسبب تغير المناخ والعوامل المعقدة مثل الصراع، مما يعرض ملايين الأطفال والأسر لخطر متزايد من الأمراض المنقولة بالمياه، مشيرا إلى أن غرب ووسط إفريقيا شهدا العام الماضي فقط أسوأ تفش للكوليرا في المنطقة على مذار ست سنوات، بما في ذلك 5610 إصابات و170 حالة وفاة في وسط الساحل.

وتفيد "اليونيسف" بأنه في غضون 5 أشهر، ارتفع عدد الأشخاص المتضررين من الجفاف في إثيوبيا وكينيا والصومال، الذين لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب بنسبة 70% إلى ما مجموعه 16.2 مليون شخص (بين فبراير ويوليو)، مما يعرض الأطفال وعائلاتهم لخطر الإصابة بأمراض مثل الكوليرا والإسهال، بصورة متزايدة.

إفريقيا

40 مليون طفل يعانون من قلة المياه

ويؤدي الجفاف والصراع وانعدام الأمن، في بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا، إلى انعدام الأمن المائي، حيث يواجه 40 مليون طفل مستويات مرتفعة إلى مرتفعة للغاية من التأثر بالمياه (يرتبط التأثر بالمياه بمخاطر ندرة المياه المادية، إجهاد المياه الأساسي، التقلبات الموسمية والفصلية، انخفاض المياه الجوفية والجفاف، ومستوى خدمة المياه).

ووفقا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، يموت عدد من الأطفال بالفعل بسبب المياه غير المأمونة ومرافق الصرف الصحي في منطقة الساحل أكثر من أي جزء آخر من العالم.

ويعتمد معظم سكان القرن الإفريقي على المياه التي يقدمها الباعة على شاحنات أو عربات تجرها الدواب، ولم تعد أسر عديدة تقدر على تحمّل تكاليف المياه في المناطق الأكثر تضررا من الجفاف.

في كينيا، شهدت 23 مقاطعة ارتفاعات كبيرة في أسعار المياه، تصدرتها منطقة مانديرا بنسبة 400%، وغاريسا بنسبة 260% مقارنة بشهر يناير 2021.

في إثيوبيا، تضاعفت تكلفة المياه في منطقة أوروميا، خلال شهر يونيو من هذا العام، وزادت بنسبة 50% في المنطقة الصومالية مقارنة ببداية الجفاف في أكتوبر 2021.

أما في الصومال، فقد ارتفع متوسط أسعار المياه بنسبة 85% في جنوب مودوغ، وبنسبة 55 و75% على التوالي في بورهاكابا وسيل بيردي، مقارنة بالأسعار في يناير 2022.

وفقا لليونيسف، يعاني أكثر من 2.8 مليون طفل في كلتا المنطقتين بالفعل من سوء التغذية الحاد الوخيم، مما يعني أنهم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 11 مرة من جراء الأمراض المنقولة بالمياه مقارنة بالأطفال الذين يحصلون على تغذية جيدة.

وفي الصومال، تم الإبلاغ عن تفشي الإسهال المائي الحاد والكوليرا في جميع المناطق المتضررة من الجفاف تقريبا، حيث تم الإبلاغ عن 8200 حالة في الفترة الواقعة بين يناير ويونيو، أي أكثر من ضعف عدد الحالات المبلغ عنها خلال نفس الفترة من العام الماضي، وكان ما يقرب من ثلثي المصابين هم من الأطفال دون سن الخامسة.

وذكرت اليونيسف أنها عالجت مع شركائها، في الفترة الواقعة بين يونيو 2021 ويونيو 2022، أكثر من 1.2 مليون حالة إسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة في أكثر المناطق تضررا من الجفاف في إثيوبيا.

وفي كينيا، جف أو نفد أكثر من 90% من مصادر المياه المفتوحة، مثل البرك والآبار المفتوحة، في المناطق المتضررة من الجفاف، مما يشكل خطرا جسيما لانتشار الأمراض.

وعبر أنحاء منطقة الساحل، انخفض توافر المياه أيضا بأكثر من 40%، خلال السنوات العشرين الماضية بسبب تغير المناخ والعوامل المعقدة مثل الصراع، مما يعرض ملايين الأطفال والأسر لخطر متزايد من الأمراض المنقولة بالمياه.

وفي العام الماضي وحده، شهدت منطقة غرب ووسط إفريقيا أسوأ تفشٍ للكوليرا في المنطقة في السنوات الست الماضية، بما في ذلك 5610 حالات إصابة و170 حالة وفاة في وسط الساحل.

وأوضحت اليونيسف أن نداءها المخصص لتحسين قدرة صمود الأسر على المدى الطويل في منطقة القرن الإفريقي ووقف الجفاف المدمر لم يتلقَ سوى 3% فقط من المبلغ المطلوب، ومن هذا المبلغ، لم تحصل اليونيسف على أي أموال تقريبا للقسم المخصص للمياه والصرف الصحي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ.

في منطقة وسط الساحل، تلقى نداء اليونيسف المخصص لتلبية احتياجات الأطفال والأسر الضعيفة، من خلال برامج المياه والصرف الصحي والنظافة، 22% فقط من التمويل المطلوب.

وقد سبق أن دُقّ ناقوس الخطر - والآن يتطلب الوضع تصعيد الإجراءات، وقد سبق واتخذت منظمة الأغذية والزراعة إجراءات استباقية خلال النصف الثاني من عام 2021 في إثيوبيا والصومال وكينيا للتخفيف من آثار الجفاف عن كاهل أكثر من مليون من سكان الريف، ولكن الأمر يحتاج إلى الكثير من الجهود الأخرى بموازاة تدهور الوضع ومع زيادة الأزمة بالأمراض الوبائية المنتشرة والجفاف.

إفريقيا

خطة لمساعدة الأسر الريفية على التأقلم

في إطار خطة منظمة الأغذية والزراعة الجديدة للاستجابة للجفاف في القرن الأفريقي، هناك حاجة ملحة إلى مبلغ 130 مليون دولار أمريكي من أجل توفير مساعدات في فترة زمنية محددة لصالح المجتمعات الشديدة الانكشاف في المناطق المتأثرة بالجفاف في البلدان الثلاثة. وتدعم الخطة إنتاج ما يصل إلى 90 مليون لتر من الحليب وحتى 000 40 طن من المحاصيل الغذائية الأساسية في الجزء الأول من عام 2022، ما يضع أكثر من مليون شخص ممن يعانون درجات عالية من انعدام الأمن الغذائي، في حالة مأمونة.

وبالنسبة إلى الأسر الرعوية، هدفت منظمة الأغذية والزراعة إلى تسليم علف الحيوانات والمكملات الغذائية، وتوفير عيادات متنقلة للصحة البيطرية، ونقل خزانات مياه قابلة للطي سعتها 000 10 لتر إلى المناطق النائية، وتحسين الآبار الموجودة لتشغيلها بواسطة الطاقة الشمسية.

وبالنسبة إلى الأسر الزراعية، سعت المنظمة إلى توزيع أصناف من الذرة الرفيعة والعادية ولوبياء العين السوداء وغيرها من الحبوب والخضروات المقاومة للجفاف والمبكرة النضج.

وتقوم المنظمة أيضًا بتحويل مبالغ نقدية وبتنفيذ برامج النقد لقاء العمل بغية ضمان حصول أكثر الفئات على الغذاء.