الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العودة إلى المدرسة.. خبراء التعليم يوضحون كيفية إعداد الطفل بعد الاجازة الصيفية الطويلة ... ويوكدون : ضرورة تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ وممارسة الهوايات .. التغذية الصحية مفتاح التفوق

العودة للمدرسة
العودة للمدرسة

 كيف يؤهل أولياء الأمور أولادهم للعودة المدرسة   

- يجب الاهتمام بالتغذية السليمة للأبناء اثناء فترة الدراسة 

- لابد من مراجعة الطلاب لأنفسهم و معالجة مشاكل العام الدراسي السابق 

 

أيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد 2022/2023 ويعاني أولياء الأمور فى الوقت الراهن مع أولادهم الطلاب حتي يتم تأهيلهم للعودة الدراسة والمدرسة والاستيقاظ فى الصباح الباكر وترك السهر الذى كانوا قد تعودوا عليه اثناء فترة الاجازة الصيفية الطويلة .

و بانتهاء العطلة الصيفية وبداية العودة إلى المدارس ينتهي وقت التسلية ويبدأ وقت الدراسة والمذاكرة، فالتحضير للعام الدراسي الجديد أمر مهم، خاصة بعد أيام طويلة قضاها الأطفال في الإجازة قد يصبح من الصعب التأقلم مع روتين جديد يرافق العودة للمدرسة مجددًا ومن أجل ذلك يجب تهيئة الطفل نفسياً وجسديًا قبل بدء العام الدراسي.

قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوى المساعد، مدير مركز القياس والتقويم التربوى بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أنه فى البداية يجب على أولياء الأمور إعداد وترتيب روتين ثابت ويجب عدم الاخلال به سواء اثناء فترة الدراسة او الاجازات ولا يختلف واننا يجب أن نبدأ الآن فى إعداد هذا الروتين ويكون عبارة عن تحديد معاد ثابت الاستيقاظ و النوم ومعاد محدد للمذاكرة والترويح عن النفس والترفيهية.

وأضاف “حجازي” فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد، أن بعض الآسر يكون لها استعدادات خاصة لبداية واستقبال العام الدراسي ويقومون بالعديد من الأشياء التى توتر الأجواء فى المنزل وهذا الأمر غير صحيح بالمرة ومضر للغاية، لأن تلك الاستعدادات تجعل الطلاب فى حالة توتر، ويجب على أن يحرص الأهل على جعل الأجواء طبيعية داخل المنزل، ولا نشعرهم بالقلق أو الخوف.

وشرح الدكتور عاصم حجازي، كيف تقوم الأسر المصرية بإعداد ابناءها الاستعداد للعام الدراسي الجديد وكيف يستطيعون جعل الأولاد ينامون باكرا ويتركوا السهر الذى تعودوا عليه فقال: يجب فى البداية أن نتدرج فى الأمر مع الأولاد لأن التغير المفأجى الكلي هو أمر غير صحيح بالمرة ويجب أن يقوم أولياء الأمور فى المنزل، بجعل ابناءهم  يناموا ساعة مبكرة عن التى تعودوا عليها فى الإجازة الصيفية، لحين ظبط المعاد المناسب.

وتابع انه يجب علينا أيضا أن نمرن الطلاب  على ان النوم مبكرا والاستيقاظ الباكر هي افضل الأشياء ويجب أن تكون أسلوب حياتنا فى العموم وليس فى فترة المدرسة فقط، أما عن جعل الطلاب يتخلون عن الموبايل فنقوم بتحديد وقت لهم وأن نقلله يوم بيوم اثناء فترة المدرسة حتي يحصر فى عدد ساعات معينة هي التي تستمر معهم اثناء فترة الدراسة، وأن ننظم المواعيد والوقت التى سوف يقضوه فى مع تلك الأجهزة الرقمية، واننا لا نستطيع أن نمنعهم منها من كامل لأنها أصبحت تتداخل فى عملية التعليم ومزود عليها الكتب الدراسية والمناهج، لذلك يجب علينا  التنظيم لا المنع.

وأكمل الخبير التربوي، ان من الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الأهل لتأهيل الأولاد في الفترة الحالية الاستعداد للمدرسة، أن نقوم باستغلال عدد الساعات الكبيرة التي يقضيها ابناءنا مع الموبايل واللاب توب، أن نرشدهم إلى بعض المواقع المفيدة والهامه وأن نقول لهم لماذا لا تحاولون أن تجمعوا أكبر كم عن  موضوع من موضوعات العام الدراسي الجديد او أن يقوموا فى عمل بحث فى امر من أمور المنهج الدراسي وبذلك نكون قد أهلنا الطلاب للدخول فى أجواء الدراسة بالتدريج وبصورة غير مباشرة وجذابه للطلاب نحقق من خلالها متعة التعلم عندما يبحث الطالب عن المعلومات ويكتشفها بنفسه فلا ينسها ابدآ.

وأضاف الخبير التربوي، انه يجب على أولياء الأمور مع بداية العام الدراسي الجديد أن يكون هناك تواصل كبير بين البيت وبين المعلمين فى المدرسة، واننا نرى فى الوقت الحالي تواصل بين الاهل وأصحاب الدروس الخصوصية فقط ولا نشهد هذا التواصل مع المدرسة، ولذلك علينا أن نحرص على زيادة التواصل مع بداية العام الدراسي، ومع المدرسين للذين يدرسون للأبناء فى فصول المدرسة وأن يكون هناك تعاون كبير بينهم وعمل خطة مشتركة بين المدرسة وولي الأمر لعملية تعلم الأبناء، ومناقشة أي معوقات تظهر على الطالب فى المذاكرة فيما بينهم، وأن ذلك التعاون والتكامل بين المدرسة والأسرة هام للغاية .

ولفت إلى ضرورة اهتمام الاسر المصرية بإن يتناول الطالب اثناء الدراسة غذاء صحي كامل ولا نعتمد على أي وجبات جاهزة او تكي واي، وأن تعد الأم خطة لتغذية الطفل أيام الدراسة، وأن تلك الجزائية يتغافل عنها العديد من الأمهات يتعمدوا على أن يقوموا بإعطاء أموال لا بناهم ويجلبوا أي شيء يراق لهم.

ويجب على الأسرة المصرية أن تعي وتعرف أن التغذية السليمة هي أساس الفهم وتحقيق النجاح وأن أى كائن يحتاج إلى التغذية وأن تكون الدورة الدموية مستمرة بانتظام حتي يقوم بإعطاء نتائج عقلية وفكرية.

وأوضح  الدكتور عاصم حجازي إلى ضرورة تخصيص وقت لممارسة الرياضة والهواية وأن يحرص أولياء الأمور على هذا الأمر ولا يتم اهمالها  لأنها فى غاية الأهمية، لأن التركيز على الدراسة فقط وتجنيب مهارات وهوايات الطالب يضمر تلك المواهب ولا يصقلها .

ومن جانبه قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، يجب علينا أن نجهز الاحتياجات المدرسية من (ملابس، وشنط ، وكشاكيل، وكراسات، وغيرها من المستلزمات المدرسية)   قبل وقت كاف من الدراسة،  فلا داعي لتأخير شراء تلك الاحتياجات قبل بدء الدراسة مباشرة وبالتالي التعرض لضغوط الوقت، والاضطرار إلي شراء ما  سيكون متبقي . فضلا عن توفير وقت للراحة للطفل قبل أيام من  الذهاب للمدرسة، و تعويد الطفل علي  النوم والاستيقاظ مبكرا قبل فترة كافية من بدء الدراسة ، حتى لا يعاني من صعوبات في ذلك عند بداية الدراسة مما يؤثر علي تركيزه واستيعابه.

أضاف الدكتور شوقي فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أنه يجب التمسك بالتفاؤل والأمل مع بداية الدراسة والحديث مع الأبناء على أنها ستكون سنة سعيدة ستنتهي بالنجاح والتفوق والارتقاء، وأن يكون الوالدين نموذجا للهدوء أمام الطفل وعدم اظهار أي علامات للقلق أو التوتر أمامه بخصوص بدء الدراسة، أو بخصوص  إمكانياتها وقدراته العقلية، وبث الثقة في نفس الطفل  من خلال التركيز على نواحي القوة والايجابية  لديه وابرازها،  تدريب الوالدين للطفل علي الحديث الإيجابي مع ذاته كأن يقول  (أنا شاطر، أنا  متفوق، أنا متميز) .

وأرشد إلى ضرورة  تحديد أهداف للطفل وأن يسعى إلى تحقيقها مثل الاستذكار بشكل يومي  ، وأن يكون تركيز الوالدين على (تعلم وإتقان) أولادهم للمعلومات والمعارف في المواد المختلفة  أكثر من تركيزهم على مجرد النجاح فقط واجتياز السنة (أي تأسيس الطفل تعليميا)، و تحديد  أفضل الأماكن في  المنزل للاستذكار بحيث تكون بعيدة عن مصادر التشتت والضوضاء وبعيدة عن أماكن النوم (مثل السرير)، تحديد توقيت معين ثابت للاستذكار يناسب الطفل ويحقق من خلاله أقصي استفادة مرجوة. 

كما يجب التدرج في عدد ساعات الاستذكار: فيمكن تخصيص ثلاث ساعات  يوميا  للاستذكار في أول أسبوع ،  ثم في الأسبوع التالي تخصيص أربع ساعات هكذا، استخدام أكثر من حاسة في الاستذكار: فقراءة الدرس بصوت مسموع أفضل من قراءته بشكل صامت فقط مما يساعد علي تثبيت المعلومات، استخدام  طرق استذكار  مختلفة حسب طبيعة المادة): (فلو المادة سهلة  يمكن استذكارها بدون أخذ وقت راحة، ، أما إذا كانت المادة صعبة أو طويلة فيمكن أخذ أوقاتا للراحة، استذكار الدروس أولا بأول وعدم تركها حتى تتراكم على بعضها، عدم استذكار المواد المتشابهة عقب بعضها  مباشرة حتى لا يحدث تداخل بينها.

ولفت إلى ضرورة تحديد الأجزاء الصعبة في كل درس وطلب إعادة شرحها سواء من الزملاء أو  من المعلم، و (تخصيص وقت يوميا للترفيه): وممارسة الطفل لهواياته المفضلة على أن يكون ذلك بعد انتهائه  من الاستذكار حتى يكون دافعا له،  وضع جداول  للاستذكار اليومي او الأسبوعي، تخصيص  وقت استذكار إضافي للمقررات الصعبة لأنها تتطلب وقتا أكبر، تخصيص يوما في الأسبوع للترفيه.

ومن جانبه أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن فترة الإجازة تجعل الطلاب في حالة من الاسترخاء وعدم تحمل المسئولية، ولكي يعود الطلاب إلى أجواء الدراسة مرة أخرى يجب تأهيل الطلاب نفسيًا، وأن تقوم الأسرة في هذا الوقت بتنظيم مواعيد النوم مرة أخرى للطلاب، واستعادة القوى النفسية والذهنية لتقبل الدراسة مرة أخرى.

وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه لابد من مراجعة الطلاب نفسة والعمل على معالجة الكسور والمشاكل السلبية التي كانت متواجدة في الفصل الدراسي الماضي، وحلها بطرق سليمة وصحيحة، وتوفير المناخ المناسب للمذاكرة.

ولفت أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى ضرورة تجنب الحديث عن الصعوبات التي يواجها الأطفال خلال فترة الدراسة، بل رفع حماسة الطلاب للعودة إلى المدارس بالنظر إلى الجوانب الإيجابية، مثل رؤية الأصدقاء والمعلمين، واكتساب معارف جديدة.