الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واحدة من أهم الدول.. كيف يرى بوتين العلاقات المصرية الروسية؟

الرئيس السيسي والرئيس
الرئيس السيسي والرئيس الروسي

تتميز العلاقات المصرية الروسية بالصداقة والأخوة خاصة في الفترة الأخيرة، ويتعاون البلدان في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، ويتطلع الطرفان لاستمرار التعاون الوثيق على أساس المصلحة المشتركة للبلدين ومراعاة قواعد العلاقات الدولية والقانون الدولي.

علاقات قوية تربط روسيا ومصر

كما تتميز العلاقات المصرية الروسية بالزخم وشهدت تطورا إيجابيا خلال السنوات الماضية، خاصة فى المجال الاقتصادى، ويتعاون الطرفان لتعزيز العلاقات الثقافية بينهما، التي تعد أفضل وسيلة لبناء حاضنة مستقرة وعلاقات ممتدة وثابتة، جانب العلاقات الاقتصادية والسياسية.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن مصر واحدة من أهم الدول التي تربطنا بها علاقات قوية واستراتيجية.

وأضاف بوتين في تصريحات مُتلفزة، إن العلاقات مع مصر، تسمح بتطوير الشراكة متعددة الجوانب بين البلدين، وتابع: "ننظر إلى مصر كأحد أهم الشركاء لنا في منطقة أفريقيا والعالم العربي، ونعمل على إنجاز مشروعات كبيرة للتعاون مع مصر".

وجاءت تصريحات بوتين خلال استقباله عدداً من السفراء الجدد لدى بلاده ومن بينهم السفير المصري نزيه النجاري، تأتي بعد أيام من ترحيبه بانضمام مصر والإمارات والكويت والبحرين وقطر إلى "منظمة شنغهاي للتعاون"، ووسط مساعٍ لترسيخ ما تصفه موسكو بـ "مواجهة محاولات الهيمنة على العالم"، وبناء عالم متعدد الأقطاب.

ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن حجم الشراكة بين مصر وروسيا على المستويات الاقتصادية والسياسية، وأهم الزيارات بين البلدين، والتي جاءت كالتالي:

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى نحو 74 عاما وتحديدا منذ العام 1943، حيث دشنت أول سفارة لمصر في موسكو، وسفارة للاتحاد السوفيتي بالقاهرة وقنصلية عامة بالإسكندرية، منذ ذلك التاريخ، وأصبحتا شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.

وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وقتما كان الرئيس جمال عبدالناصر على سدة الحكم، حيث ساعد آلاف الخبراء السوفيت في إنشاء المؤسسات الإنتاجية بمصر، بينها السد العالي بأسوان ومصنع الحديد والصلب بحلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية، وتم إنجاز 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة الاتحاد السوفيتي، وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.

استثمارات روسية متعددة بمصر

ويعد التعاون المصري الروسي عميق الجذور وله تاريخ طويل في تطوره ويتشارك الطرفان وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية ويتعاونان في إطار المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة، كما أن مصر تعد أحد شركاء روسيا الرئيسيين في مجال التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن العلاقات  المصرية الروسية وأنها علاقات عميقة، يرجع إلى التقارب الكبير بين البلد، كما أن هناك حرص للأطراف المشتركة في مصر وروسيا على تنظيم وتطوير منظومة العلاقات.

وأضاف فهمي - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن منظومة العلاقات لا تتوقف على التعاون في المحطات النووية أو على العلاقات الدبلوماسية، إنما تتوقف أيضا على جملة من الأمور، وجزء من المناورات العسكرية الروسية المصرية التي جرت في توقيتات معينة بمنطقة شرق المتوسط وخارجها، ووصلت لمنطقة البحر الأسود.

وأشار فهمي، إلى وجود العديد من الاستثمارات الروسية على الأراضي المصرية سواء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى شمال الخليج، معقبا: "تجمع البلدين استثمارات بمختلف المجالات". 

وتابع: "العلاقات المصرية الروسية تعد علاقات جيدة، وهناك تواصل وحب شعبي بين الدولتين وليس على مستوى القيادة السياسية فقط، ودور مصر متوازن تجاه القضايا محل الاهتمام، كما أن القاهرة حريصة على دعم العلاقات مع موسكو، وجمعت زعماء البلدين لقاءات عدة، مما ساعد في تقوية العلاقات بينهما".

ومن ناحية أخرى، شهدت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو المزيد من التعاون العسكري والاقتصادي والتجاري، والذي انتقل إلى مرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية مشروع بناء محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة بمصر وإنشاء منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في إشارات واضحة إلى عودة التعاون بين البلدين لمستوى التحالف الاستراتيجي.

والجدير بالذكر، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا، بلغ خلال 8 أشهر الأولى من العام 2021 نحو 3 مليارات دولار بزيادة تقدر 35% عن نفس الفترة من العام السابق، ومثّلت مصر الشريك التجاري الأول لروسيا في إفريقيا بنسبة تعادل 83% من حجم التجارة بين روسيا وأفريقيا، كما تحصل مصر على نسبة 33% من حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية.

شركات مصرية بتكنولوجيا روسية 

ونمت قيمة التجارة بين مصر وروسيا بنسبة 13% خلال شهر يناير 2021، لتسجل نحو 369.018 مليون دولار في مقابل 327.171 مليون دولار خلال نفس الشهر من 2020، لتستحوذ على 4.5% من إجمالي تجارة مصر خلال ذلك الشهر.

وهناك علاقات وطيدة بين مصر وروسيا سواء عسكرية أو تجارية وغيرها منذ أكثر من 78 عاما، وكان من أهم ثمار هذا التعاون السد العالي ومصانع الحديد والصلب بحلوان ومصنع نجع حمادي للألومنيوم وغيرها من المصانع ومعظم مصانع قطاع الأعمال المصري بتكنولوجيا روسية.

وبلغت عدد الشركات الروسية والاستثمار الروسي في مصر 400 شركة روسية بإجمالي استثمار 7.4 مليار دولار يوفر العديد من فرص العمل، ومن أهم المشروعات التي تم الاتفاق عليها مشروع الضبعة النووي بتكلفة استثمارية قدرها 29 مليار دولار منها قرض وتمويل روسي قدره 25 مليار دولار، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية في محور تنمية قناة السويس المتوقع أن تكون حجم الاستثمارات في هذه المنطقة يتجاوز الـ 8 مليارات دولار.

كما أن السياحة الروسية تمثل نسبة 25%؜ من إجمالي السياحة الوافدة لمصر، وقد تأثرت السياحة المصرية بالأزمة الروسية الأوكرانية الحالية وكانت تبلغ أعداد السياح الروس 3.2 مليون سائح، ولكنها عادت، بعد قرار عودة الطيران الروسي لمصر من جديد قرار مهم جدا الاتفاق على عودة الرحلات الجوية والذي يعمل فيه أكثر من 3.5 مليون مصري.

وسبق، وكشف السفير الروسي بالقاهرة، جيورجي بوروشينكو، تطورات أكبر صفقة من نوعها في تاريخ مصر وروسيا، موضحا أنه تم "تصنيع أكثر من 1000 عربة قطار لمصر".

وقال بوروشينكو - خلال لقاء له ببرنامج "صناع القرار"، المذاع على قناة "صدى البلد"، إن روسيا شرعت في تنفيذ 4 مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في مصر، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي مهتم جدا بالجدول الزمني لتنفيذ المشروعات المشتركة، وتابع السفير الروسي لدى القاهرة، أن روسيا فخورة كونها من أصدقاء مصر، مؤكدا أن مصر تطورت بشكل سريع في الفترة الأخيرة.

وبيّن السفير الروسي، أنه ثمّة قيودا على استخدام اليورو والدولار لذا سوف تستخدم روسيا الآن الروبل، أو الجنيه المصري في تعاملاتها الاقتصادية مردفا: "نعمل مع مصر لاعتماد العملة الروسية".