الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلوكيات الطلاب داخل المدارس.. خبراء: علاج التنمر يكتمل بالتوعية المنزلية والمدرسية معًا.. وخطة للحد من الظواهر السلبية

التنمر بالمدارس
التنمر بالمدارس

خبراء التعليم:

الحلول الرادعة للتخلص من ظاهرة التنمر بالمدارس

دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في مكافحة ظاهرة التنمر بالمدارس

ضرورة تكاتف أولياء الأمور والهيئة التعليمية لهذه المشاكل السلوكية

علاج التنمر يكتمل في التوعية المنزلية والمدرسية معًا

على المدارس وضع ضمن خطتها السنوية برامج للحد من الظواهر السلبية

 

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بذل الجهود الممكنة لمكافحة ظاهرة التنمر بمختلف أشكاله في المدارس خلال العام الدراسي، بما في ذلك السخرية والاستهزاء والتمييز والعنف وغيرها من أشكال التنمر بين الطلاب، وما يصدر عن المعلمين تجاه الطلاب.

وأكدت الوزارة تفعيل دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في التصدي لهذه الممارسات بين الطلاب، ومتابعة سلوكيات الطلاب داخل المدارس من كل الجوانب التربوية، والتعليمية، والصحية، والنفسية، بما يضمن الانضباط الذاتي للطلاب داخل وخارج المدرسة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن البرامج التي تطلقها المؤسسات التعليمية ستساهم في الحد من التنمر في المدارس بشكل كبير وتحسين العلاقة بين الطلبة، مشيرًا إلى أهمية تكاتف الجهود من قبل الجميع من أولياء الأمور والهيئة التعليمية والمشرفين والأخصائيين الاجتماعيين للتصدي للتنمر ووضع الحلول الناجعة لهذه المشاكل السلوكية التي تقابل الطلاب في البيئة المدرسية.

وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التنمر أمر مرفوض في المجتمع التعليمي سواء من الطالب أو المعلم، لانة يعتبر حاجزاً بين المعلم والطالب، ينتج عنه نتائج سلبية ويضيع جهود المعلم التعليمية، مهما كان حجمها، أو الجهد المبذول منه فضلا عن فقدان الطلبة الدافعية نحو التعليم، والتهرب من المدرسة، وعدم رغبتهم في ذهاب مدارسهم، وجميعها النتائج تؤثر سلباً في مخرجات التعليم.                                                                           

وقال أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إن علاج التنمر يكتمل في التوعية المنزلية والمدرسية معًا، من خلال غرس القيم والمبادئ في نفوس الطلبة، بالاضافة إلى وجود الأنشطة لشغل أوقات فراغ الطلاب بما ينفع، مع أهمية بناء جسور من الثقة والمحبة والاحترام بين البيئة المدرسية وأبنائهم الطلبة.

وتابع: "المدارس التي تعتمد على الأنشطة الدراسية فقط وتهمل الأنشطة الرياضية والاجتماعية، تنتشر فيها الظاهرة بصورة كبيرة، وذلك لأن الطلاب لا يجدون وسيلة للتنفيس عن أنفسهم، غير اللجوء إلى العنف، مبينة أنه للوقاية من التنمر يجب على الآباء العمل جاهدا مع المدرسة على وضع خطة فعالة للحد من تصرفات الطفل المتنمر".

وشدد الدكتور محمد فتح الله، علي ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة المعنية وبذل المزيد من الجهد ومواصلة القضاء على ظاهرة التنمر المدرسي، لأن هذه الجهود لا بد أن تكون مدعومة بقوة أكبر من قبل المجتمع ومؤسساته المختلفة، وخاصة الأسرة التي تعد الحاضنة الأولى للطالب منذ نشأته، والتي يجب أن تقوم بدور كبير في توجيهه وإكسابه القيم السلوكية الإيجابية التي تمكنة من أن يكون عضو فاعل في المجتمع. 

ومن جانبه أكد الدكتور رضا مسعد الخبير التربوي والرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن ظاهرة التنمر المدرسي ساعدت بصورة كبيرة في زيادة العمل الإجرامي في صفوف هذه الفئة العمرية ما أدى إلى وقوف عدد من الطلبة أمام الدولة كمتهمين، داعين إلى ضرورة التنبه لخطورة المشكلة التي توجد في بعض المدارس، مطالبين بدعم ضحايا التنمر بالمدارس من النواحي التعليمية والنفسية والعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم. 

وأوضح الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن على المدارس أن تضع ضمن خطتها السنوية برامج للحد من الظواهر السلبية وعلى رأسها ظاهرة التنمر التي تظهر في حال عدم وجود علاقة قوية بين الطالب والمدرسة، موضحًا أن التنمر من الظواهر السلبية التي لها آثار خطيرة على صحة وسلامة الطلاب سواء في الحاضر أو المستقبل، والتي من بينها زيادة العدوانية لدى الطلاب وتدني المستوى العلمي.

وأشار الخبير التربوي، إلى ضرورة وجود عقاب قوي ورادع وسريع للمتنمر، خاصة التنمر على العلن لأنه تشهير بالضحايا، حتى لو عن طريق غرامة مالية كبيرة، وكلما كان الضرر النفسي كبير كلما ما تكون العقوبة أكبر، أيضا يجب التنويه لأهمية دور العبادة والواعظ الديني والتوعية من خلالهم، والتوعية في المدارس من خلال الدروس المدرسية حتى يدرك خطورة الأمر من الصغر، فضلا عن دور التلفزيون والإعلام من خلال تسليط الضوء على مثل هذا النوع من القضايا والتنديد بها.

ونوه الدكتور رضا مسعد، إلى أن السوشيال ميديا كانت مهمتها تجميع الأشخاص وأن يصبح العالم قرية كونية صغيرة، والآن نحن قمنا بتحويلها لمنصة لمحاسبة الآخرين والتهكم والسخرية منهم، مما يجعل ضحايا التنمر والتهكم يصابون بأزمات اكتئابية، وهناك حالات تصل للانتحار، ويعد كل هذا نتيجة الضغوط النفسية والمجتمعية التي يتركها خلفه التنمر.

وتابع: وإيضا من أكثر أسباب التنمر هي انتشار الألعاب الإلكترونية وعدم مراقبة الأسر لأبنائها، مشددًا على ضرورة عدم التساهل مع هذه السلوكيات السلبية لأن تفاقمها يؤدي إلى نتائج سلبية تعود بالضرر على الأبناء والأسر والمجتمع.

وطالب بضرورة أن يتم معالجة التنمر من خلال الأخصائيين النفسيين في المدارس لأنهم الأقرب لفهم هذه الحالات جيدًا، مشيرًا إلى أهمية تفعيل دور البيت في جانب والتواصل الدائم مع المدارس.

ومن جانب اخر أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن  ظاهرة التنمر المدرسي هي نوع من النشاط المنحرف الذي يقوم به الطالب او مجموعة من الطلاب لغرض السيطرة على الآخرين وترهيبهم او تخويفهم بالقوة عن طريق الاعتداء عليهم او على الآخرين بغرض التقليل منه أمام زملائه، للإضرار به سواء كان الضرر نفسيا أو جسديا، ويهدف إلى اكتساب السلطة على حساب شخص آخر.

وأوضحت الخبيرة التربوية، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الكثير من المسؤولية تقع على عاتق المدرسة والمعلمين أثناء اليوم المدرسي للكف عن أي إساءة أو إيذاء عن طريق استدعاء ولي أمر الطالب المتنمر ومحاولة التعرف على الأسباب التي أدت لذلك وعلاجها بالطريقة الصحيحة لمنع تكرارها في المستقبل، كما أن على أولياء الأمور زرع الوعي لدى أبنائهم بصفات المتنمرين في المدرسة وأن أي عنف اتجاههم يجب أن يسارعوا ليبلغوا بها المدرسة لاتخاذ الإجراء المناسب.

ولفتت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن الطلاب الذين يقومون بهذا السلوك، يسعون إلى لفت انتباه الآخرين لهم، حتى يبدوا أقوياء، وبعضهم لديه رغبة قوية في السيطرة على من حوله، ويريد أن يكون قائدا، وأحيانا يتنمر الطلاب بدافع الغيرة في الدراسة أو في نشاط معين، واحيانا يكون هؤلاء الطلاب أنفسهم ضحية لهذا السلوك من قبل الآخرين، كل هذه الأسباب قد تدفع الطلاب إلى الاعتداء على زملائهم والتنمر عليهم.

وأضافت الدكتورة سامية خضر، أن الأطفال تميل دائما للطفل المتنمر لأنهم يرون فيه القوة التي يستخدمها ضد باقي الأطفال الضعاف، وهذا ينقل السلوك لدى العديد من الأطفال ويكونوا مجموعة أصدقاء من المتنمرين ويتسببون في أذية الأطفال الآخرين ويمنعهم من الذهاب الى المدرسة لخوفهم من التنمر ويجب التعرف على الطفل المتنمر لعرضه على طبيب لعلاجه .

وقالت الخبيرة التربوية، إن ظاهرة التنمر انتشرت بشكل ملفت للنظر بين الأطفال والمراهقين والشباب وخاصة في المدارس والجامعات، لذلك طالبت بقيام الجهات المعنية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية والتربوية لمعالجتها.                                             

وصرحت بأن الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة هو أحد الأركان الأساسية في العملية التعليمية فعله عامل ومسئولية للتقويم النفسي للطلاب وعلاج حالات التنمر والانطواء والخجل والميول العدوانية وعمل الأخصائي النفسي يحتاج لصبر متزايد ومثابرة وخاصة عندما يتعامل أولياء الأمور بحساسية زائدة مع حالات أبنائهم.

أهمية وجود الأخصائى النفسى فى المدرسة

وأوضح الخبير التربوي، أن وجود الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس أهمية كبيرة منها:

-تقديم الإرشاد والعلاج النفسي لمختلف الطلاب.

-يقوم بعمل مقابلات لتقديم الخدمات النفسية و تعديل السلوك العدوانى للطلاب. 

-معالجة كثير من السلوكيات غير المقبولة مثل الإهمال الزائد فى المدرسة و الواجبات المدرسية. 

-علاج مشكلات الغيرة بين الزملاء من الطلاب ومشكلات عدم التكيف النفسي و الانسحاب.

-علاج ضعف التحصيل وصعوبات التعليم.

-علاج كثير من العادات السلوكية الخاطئة وغير المقبولة مثل قضم الأظافر و مص الأصابع و التبول اللاارادى و القلق و الخوف من الامتحانات.