الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب روسيا وأوكرانيا تقلب موازين القوى.. ظهور أقطاب جديدة وموقف عربي مغاير

جانب من مشاركة مصر
جانب من مشاركة مصر بالمنتدى

أثرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا على النظام الدولي وأقطاب القوى حول العالم، وتغيرت ملامح العالم القديم الذي يقوم على القطب الواحد، وبرزت تكتلات سياسية جديدة لها ثقلها وتأثيرها في المشهد الدولي، وهذا ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

منتدى التفاعل وتدابير بناء الثقة

وقال الرئيس الروسي - خلال كلمة له بـ منتدى التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا "سيكا" - الذي استضافت فعاليات الدورة السادسة منه مدينة آستانا بكازاخستان، إن بلاده تفعل كل شيء لتشكيل نظام أمن متساو وغير قابل للتجزئة، مشددا على وجود تغييرات جادة تحدث في السياسة العالمية، ولعل أبرز هذه التغيرات أن العالم بات متعدد الأقطاب.

وأضاف الرئيس الروسي، أنه من الضروري استخدام العملات الوطنية بشكل أكثر فاعلية في التعاملات؛ لأن هذا سيعزز سيادة الدول، موضحا أن "موسكو تدافع عن التنمية والإزدهار في آسيا، في ظل التهديدات الحقيقة بشأن إمكانية حدوث مجاعة واضطرابات واسعة النطاق بسبب تقلب أسعار الطاقة والغذاء في العالم".

وأشار الرئيس فلاديمير بوتين - إلى أن ما يقوض الأمن في المنطقة هو الوجود الأمريكي الذي استمر 20 عاما في أفغانستان مطالبا برفع "التجميد غير القانوني عن أموال افغانستان وتعويض هذا البلد عن الأضرار التي لحقت بها من سنوات عديدة".

ويقول الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن العالم بالفعل بات متعدد الأقطاب كما صرح الرئيس بوتين، حيث أن الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، أدخلت نظام عالمي جديد لموازين القوى، والدليل على ذلك أن حلف الناتو والولايات المتحدة يقفان ضد روسيا، وفي المقابل يوجو تجمع بريكس، بقيادة روسيا والصين، إلي جانب أن الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات بعيدا عن أنها تقف على الحياد بات لها دور ونظرة مغايرة عن السابق، مما يدل على وجود عده أقطاب بدأت تظهر.

وأضاف البرديسي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن العالم ياخذ هذا المنحنى بسبب العلاقات الاستراتيجية مع روسيا أو مع دول أوروبا، كما أن "تداعيات  الحرب الروسية الأوكرانية لها تأثيرات واضحة على شكل النظام العالمي حيث يمر العالم بتكتلات تبرز ملامح تشكيل قوى جديدة".

موقف عربي مغاير لما كان سابقا

ولفت خبير العلاقات الدولية، أن العالم العربي في السابق كان ينظر له على أنه تابع لامريكا، ولكن الوضع اختلف حاليا، وبدأت الدول العربية تعترض بوضوح وترفض ما لا تريده أو ما يتعارض مع مصالحها مثل رفض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بوضوح زيادة إنتاج النفط.

وتضم منظمة سيكا 27 دولة أعضاء دائمين، و8 دول أخرى بصفة دول مراقبة و5 منظمات دولية، وتحوّلت المنظمة على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى منتدى فعال للدبلوماسية متعددة الأطراف، ويشارك فيه عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين والوزارات من مختلف دول العالم..

ومؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا هو منتدى دولي لتعزيز التعاون الهادف إلى ضمان السلام والأمن والاستقرار في القارة الآسيوية، ويقوم على فهم العلاقة المباشرة بين السلام والأمن والاستقرار في آسيا والعالم.

ومن هنا يأتي تأكيد الدول الأعضاء التزامها بميثاق الأمم المتحدة، وأن السلام والأمن في آسيا يمكن تحقيقهما من خلال الحوار والتعاون اللذين يؤديان إلى الأمن المشترك غير القابل للتجزئة في آسيا.

وتعقد قمم منتدى التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا كل 4 سنوات، أما اجتماعات وزراء خارجية الدول المشاركة فتعقد كل سنتين، وتقع الأمانة العامة في عاصمة كازاخستان.

وتزامن عقد منتدى التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا يومي في 12-13 أكتوبر الجاري مع الذكرى الثلاثين لانطلاق مبادرة عقد المنتدى.

دور المنظمة كمساهم بالأمن الدولي

وألقى وزير التجارة والصناعة المصري المهندس أحمد سمير، كلمة مصر خلال فعاليات القمة السادسة لمنتدى التفاعل وتدابير بناء الثقة في أسيا "سيكا"، حيث شارك في المنتدى إلى جانب وفد ضم كل من: سفيرة مصر بكازاخستان السفيرة منال الشناوي، والوزير مفوض تجاري يحيى الواثق بالله رئيس جهاز التمثيل التجاري.

ونقل الوزير تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس جمهورية كازاخستان وكافة القادة والمشاركين في القمة وتأكيده  تقدير مصر للجهود التي بذلتها كازاخستان خلال فترة رئاستها للقمة في الفترة 2020-2022 رغم الظروف العصيبة التي يواجهها العالم بأسره بدءاً بجائحة كورونا وما تلاها من أزمات إقليمية ودولية أخرى.

وأكد سمير - الدور الهام لمنظمة مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا "سيكا" في تحقيق السلام والأمن بقارة آسيا وتحقيق الاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيراً إلى تقدير مصر للجهود الكبيرة لدولة كازاخستان في إنشاء المنظمة ودعم التزاماتها ببناء الثقة بين الدول الأعضاء على مدار 30 عاماً.

وأشاد الوزير بدور جمهورية كازاخستان في إنشاء منظمة "سيكا" خلال عام 1992 بمبادرة كريمة من رئيس جمهورية كازاخستان حينذاك، حيث كانت مصر من بين الأعضاء المؤسسين لهذه المنظمة، مشيراً إلى أن تمديد فترة رئاسة كازاخستان للقمة حتى عام 2024 يثبت دعم الدول أعضاء القمة لجهود كازاخستان وثقتهم في أهمية الدور الذي تضطلع به القمة.

وأوضح سمير، أن مصر لن تدخر جهداً في الالتزام بالمحاور الرئيسية للقمة من خلال نشر السلام والأمن والاستقرار في آسيا، ومناهضة كافة مظاهر وصور الإرهاب، إلى جانب تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار في آسيا، لافتا أن الدولة المصرية تؤمن بمستقبل وأهمية المنظمة كمساهم قوي في الأمن الدولي، حيث ترحب مصر بتدشين مفاوضات بناءة وشاملة وشفافة بشأن تحويل المنظمة تدريجياً إلى منظمة إقليمية دولية من خلال إضفاء الطابع المؤسسي عليها وتعزيز قدراتها.

المساواة واحترام الحقوق بالسيادة

وشدد الوزير على التزام مصر بأنشطة وبرامج المنظمة المستندة إلى مبادئ المساواة واحترام الحقوق في السيادة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، بالإضافة إلى سلامة الأراضي وفض المنازعات بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، وحفظ حقوق الإنسان والحريات الأساسية ، وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وأضاف أن القمة بصفتها آلية متعددة الأطراف توفر الإطار الملائم لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتضافر الجهود لمواجهة التحديات العديدة العابرة للحدود التي تواجه مختلف الدول.

وأشار سمير إلى أنه تماشياً مع التزام مصر بأنشطة المنظمة فقد تم ترشيح محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق لمجلس كبار المسؤولين المفترض إطلاقه قريبًا، وكذلك ترشيح مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لمنتدى مركز الفكر والأبحاث التابع لمنظمة سيكا.

وأضاف الوزير أن مصر تتطلع إلى تضمين التزام الدول الأعضاء بالتمسك باللغة والمواقف والمبادئ المتفق عليها مسبقًا، خاصة فيما يتعلق بقضية السلام في الشرق الأوسط التي تظل على رأس أولويات السياسات الخارجية لمصر وفلسطين والعديد من الدول العربية والإسلامية.

واختتم أن مصر ترحب بتعزيز التعاون بين منظمة سيكا ومختلف المنظمات الإقليمية لا سيما جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، كما ترحب وتدعم منح الكويت وضع دولة عضو في منظمة سيكا خلال هذه القمة.