الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة العربية - الصينية.. كيف يعود الاستقرار إلى المنطقة

السعودية والصين
السعودية والصين

تعقد القمة الصينية العربية الأولى في المملكة العربية السعودية في 9 ديسمبر، وهي علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية العربية وستدفع التعاون العربي الصيني إلى آفاق جديد.

ووفقا لتقرير نشرته الخارجية الصينية بعنوان "التعاون بين الصين والدول العربية في العصر الجديد"، فإن هذا الحدث يعد خطوة جيدة لتحسين جودة ونمو العلاقات الصينية العربية.

تعاون مشترك لمواجهة التحديات العالمية

وحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، ضربت العلاقات الصينية العربية مثالا يحتذى به في العديد من المجالات، وهو أمر واضح للجميع، حيث كان التعاون السلمي و الانفتاح والشمولية والتعلم والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين الموضوع الرئيسي للتبادلات التاريخية الصينية العربية. 

وأكد الموقع الصيني، أن القمة الصينية العربية مبنية على أساس منتدى التعاون الصيني العربي، الذي مر 18 عاما منذ انعقاده، لكنها ليست نسخة مطورة بسيطة فقط، بل إنها نتيجة طبيعية للتعاون الصيني العربي في مختلف المجالات الذي وصل إلى اتساع وعمق معينين. كما أن انعقاد القمة العربية الصينية هو عملية يتفق فيها الجانبان على تشكيل قوى مشتركة.

البحث عن الاستقرار

وتقع الدول العربية عند ملتقى القارتين الآسيوية والأفريقية، ومنذ الحرب العالمية الثانية، كانت هذه المنطقة مكانا تتركز فيه القضايا الإقليمية الساخنة بشكل كبير. وعلى الرغم من تمتعها بمصادر طاقة وفيرة، إلا أنها لم تكن أبدا خالية من التشابك الجيوسياسي والصراعات.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين، مرت المنطقة العربية بجولة أخرى من التأثيرات والاضطرابات الشديدة التي أطلق عليها "الربيع العربي"، وأصبح تجنب الاضطرابات السياسية وتحقيق نمو اقتصادي مستقر أملا مشتركا للعديد من الدول العربية، وأبدت العديد من الدول العربية رغبتها في التعلم من التجربة الصينية في هذا المجال، كما أن الصين أبدت استعدادها لمشاركتها مع شركائها العرب دون تحفظ. 

وعلى عكس بعض القوى الكبرى التي دخلت الشرق الأوسط و ركزت على التلاعب بالقضايا الجيوسياسية والأمنية، تشاركت الصين السراء والضراء مع الدول العربية في النضال من أجل التحرر الوطني، ودعمت بعضها البعض لفترة طويلة على المسرح السياسي الدولي، وواصلا التعاون المشترك في مواجهة العولمة الاقتصادية.

الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية المشتركة

وعلي ما يبدو أن إمكانات التعاون بين الصين والدول العربية هائلة، والجهود المشتركة التي يبذلها الجانبين هي لتحقيق هذه الإمكانات إلى أقصى حد، وتحويلها إلى طاقة إيجابية لتعزيز السلام والتنمية في الدول العربية وحل القضايا الإقليمية الساخنة بشكل أساسي.

كما أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية. في العام الماضي، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الدول العربي والصين أكثر من 300 مليار دولار أمريكي، بزيادة أكثر من الثلث عن العام السابق. و في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بلغ حجم التجارة بين الصين ودول الخليج 319.295 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 35.28%، محافظة بذلك على زخم النمو السريع.

بالإضافة إلى ذلك، وقعت 20 دولة عربية على وثائق تعاون مبادرة "الحزام والطريق" مع الصين. واتسع نطاق التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة والزراعة والاقتصاد الرقمي والاستخدام السلمي للطاقة النووية. ومن المنتظر أن يرتفع نسق التعاون بين الجانبين إلى مستوى خلال هذه القمة.

أهداف مشتركة

القوة الدافعة للتعاون الصيني العربي تذهب إلى أبعد من التعاون الاقتصادي والتجاري. حيث خلقت كل من الصين والدول العربية باعتبارهما حضارتين قديمتين، قصصا عن جمال الحضارات المختلفة والتسامح والتعلم المتبادل. 

وعلى خلفية عودة ظهور نظريات مثل "نظرية تفوق الحضارة" و "نظرية صراع الحضارات"، أصبح تشابه التفكير بين الصين والدول العربية أكثر بروزا. وتدعو كل من الصين والدول العربية إلى احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، وكلاهما يعارض التدخل الخارجي وجميع أشكال الهيمنة وسياسة القوة.

وتعتبر تلك الثقة المتبادلة وتكامل المصالح الذي بدأ منذ آلاف السنين هي أثمن مورد للعلاقات الصينية العربية. وإذا كان التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الاقتصاد والتجارة مثمرا، فإن الصدى القوي بين الجانبين من حيث القيم هو التربة العميقة والخصبة.