الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إنهاء طالبة بـ هندسة حلوان لحياتها| خبراء تعليم يكشفون أسباب ودوافع محاولة الطلاب إنهاء حياتهم .. وكيفية حماية أولياء الأمور أبنائهم.. ويؤكدون: تهور شديد دون معرفة لتبعات الأمور

انهاء الطلاب حياتهم
انهاء الطلاب حياتهم

بعد واقعة فتاة هندسة حلوان.. خبراء تعليم يكشفون:

أسباب ودوافع تكرار محاولة الطلاب إنهاء حياتهم

روشتة لأولياء الأمور لحماية أبنائهم من الضغط النفسي

شدة وضغوط الأهل قد تكون سببًا قويًا للطالب يدفعه لهذا الفعل الشنيع

أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن العديد من الطلاب المراهقين الذين يحاولون إنهاء حياتهم، أو ينهوها بالفعل؛ مصابون بمرض عقلي× ونتيجة لذلك، فإنهم يعانون من مشكلات في التكيف مع الضغط النفسي المصاحب لكونهم مراهقين، مثل التعامل مع الرفض والفشل، أو صعوبات في الدراسة؛ مثل ما رأينا فتاة هندسة حلوان، سواء كان سبب إنهاء حياتها نتيجة لتحرير لمحضر غش لها، أو لاضطراب في العلاقات الأسرية.

وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن الطلاب المراهقين الذين يحاولون انهاء حياتهم، لا يتمكنون من إدراك أن انهاء حياتهم ما هو إلا رد فعل دائم لمشكلة مؤقتة وليس حلًا لها.

وأشار الخبير التربوي، إلى أننا نحن أصبحنا أمام التقدم التكنولوجي السريع، والضغوط النفسية الشديدة التي يتميز بها العصر الحالي، حيث أصبح انهاء الطلاب لحياتهم ظاهرة سلوكية واسعة الانتشار تكاد تشمل العالم بأسره، وذلك نتيجة الإحباطات التي يقابلها الطلاب وعجزهم عن ملاحقة أهدافهم التي يسعوا إليها سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، مما يدفعهم إلى التفكير في انهاء حياتهم.

وأضاف أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن التقليد الاعمي من قبل الطلاب وانتشار العديد من جرائم انهاء الاشخاص حياتهم والانشغال بالموت، دائما ما يصيب الشخص بحالة من اليأس وعدم الرغبة في القيام بمختلف الأنشطة، وتغيير الروتين العادي، بما في ذلك أنماط الأكل أو النوم، أو التهور الشديد دون معرفة لتبعات الأمور.

وتابع الدكتور محمد فتح الله: "تلك الظاهرة كانت موجودة في المجتمع ما قبل السوشيال ميديا، ولكن بطرق تختلف بعد ظهور مواقع التواصل، فكانت في الماضي محكمة إلى حد ما، أما الآن أصبحت تتمثل في أدق التفاصيل، وكيف حدثت، ومشاهدة آلاف الفيديوهات حول الواقعة، سواء كانت شنق النفس، أو الإلقاء من سطح البيت أو الجامعة، أو بطرق عدة.

 

ومن جهته، قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن تخلص أي شخص من حياته وإزهاق روحه أو فقد السيطرة على نفسه؛ يعني وجود خلل في الشخصية، ومشكلة في التفكير والثبات الانفعالي، وكيفية مواجهة ضغوط الحياة، مشيرا إلى أن ظاهرة إنهاء الطلاب حياتهم، لم تنتشر في مصر فقط؛ ولكن على مستوى العالم، ومن هنا تتعلق هذه الظاهرة بالمشاكل من ناحية نفسية بحتة.

ولفت أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” إلى أن المقدمين على انهاء حياتهم يكون لديهم خلل في الشخصية، أو الاندفاع أو عدم قدرة على مقاومة الأحداث التي يتعرض لها، فيكون قرار إنهاء حياته هو الأسهل لهم لانه يريد التخلص من الواقع الذي يعيشة بأي طريقة دون التفكير في عقاب الله وأنه في جميع الاحوال سيكون خسران ولم يحل المشكلة التي وقع بها.

وأشار الخبير التربوي، إلى أن ضغوط الأهل قد تكون سببًا قويًا للطالب يدفعه إلى الإقبال على انهاء حياته من أجل التخلص من اللوم والشعور بالذنب.

وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن أى مشكلة اصبحت الان هو عند وقوع ضحية يساعد المجتمع على عمل ضجة لها، حيث إن طريقة الشرح لتخلص الإنسان من حياته سهلت على الكثير من الأشخاص كيفية التخلص من حياتهم بكل سهولة، وهي أخطر شيء يتسبب في انتشار تلك الجرائم.

وتابع: "أصبحنا نشهد تفككا أسريا كبيرا، وهو الذي يساعد على انتشار هذه الظاهرة، وهنا السوشيال ميديا يكون لها دور كبير في انعزال الأولاد عن أسرهم، كما أن هناك العديد من الضغوط التي تؤثر على الأشخاص، ولابد أن يكون لدى المجتمع أساس في متابعة الصحة النفسية والأخلاقية والدينية، والوصول لهذه الظاهرة بهذا الشكل هو انعدام الأخلاق لدى هؤلاء الأشخاص".

وشدد الدكتور تامر شوقي، علي ضرورة زيادة المخاوف حول زيادة نسبة هذة الظاهرة بشكل أكبر بين المراهقين والشباب، من خلال عرض مشاهد سلبية عن هذة الظاهرة، ومخاطره بمثابة أداة تعليمية قوية لمواجهة انتشار الفكرة بينهم، ولكن يجب ان يتم هذا الأمر مع خلق حديث بناء بين المراهقين والشباب والبالغين من أولياء الأمور والمعلمين.

وأوضح أن هناك أرشادات عديدة لأولياء الأمور لحماية أبنائهم من الأفكار الانتحارية وهي:

- تحدث إليه في الحال، لا تخش استخدام هذه الكلمة، فالحديث عن إنهاء حياة البشر، لن يزرع أفكار الانتحار في رأس المراهق.

- اطلب من ابنك المراهق أن يتحدث عن مشاعره، واستمع إليه جيدًا، ولا ترفض الاعتراف بمشكلاته، بل حاول طمأنته أنك تحبه.

- ذكِّر ابنك بأنه ما من مشكلة إلا ولها حل، وأنك ترغب في مساعدته.

- اطلب المساعدة الطبية لابنك المراهق، لان عادة ما يحتاج المراهقون الذين يشعرون برغبة في انهاء حياتهم إلى زيارة طبيب نفسي أو اختصاصي علم نفس متمرس في تشخيص وعلاج الأطفال الذين لديهم مشكلات في الصحة العقلية.

 

بينما أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن هناك عدة أسباب تدفع الطلبة إلى إنهاء حياتهم، الأول الاكتئاب العقلي، وهو خلل ينتج فى كمياء المخ فحينما يمر الطالب بظروف اجتماعية صعبة، لا يستطيع معها التعامل معها بالشكل الصحيح فغالبًا ما يلجأ الى ازهاق روحة.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن السبب الرئيسي وراء دوافع الطلاب لإنهاء حياتهم، ومشاهدة والعديد من وقائع الانتحار؛ هو تراجع في دور الأسرة التربوي والتوعوي للأبناء، لأن طالبة حلوان، المشكلة التي قابلتها، هي «محضر غش»، وهو شيء لا يستدعي إنهاء حياتها.

وصرح الخبير التربوي، بأن ما يؤدي إلى ارتفاع حالات إنهاء الطلاب لحياتهم؛ هو قلة الإيمان، وهو التفسير الصحيح، لأن الإنسان حينما يدخل في دوامة المرض النفسي؛ يكون إيمانه أضعف منا بكثير، والمرض النفسي يتمكن منه، ويهدد حياته، ويجعل مناعته النفسية تضعف، ويصبح غير قادر على تحمل تلك المعاناة النفسية، ولا يجد أمامه من حل إلا إنهاء حياته.

وشدد أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، علي ضرورة التدخلات الجامعية التي تشمل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وأولياء الأمور إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها تعزيز جهود الوقاية من الانتحار وتنفيذها، لكي يمتد بسهولة إلى الطلاب وأولياء الأمور أيضًا.

وأضاف الدكتور حسن شحاتة، أن هناك العديد من الطرق والنصائح التي يجب ان يتبعها الأهل مع أطفالهم الذين هم أكثر عرضة لهذة الظاهرة، أو من ظهرت عليهم أفكار سلبية، حيث إن غالبًا ما ترتبط الأفكار حول انهاء حياتة ومحاولات انهاء حياته بالاكتئاب، وفيما يلي هناك بعض النصائح لتجنب الأفكار السلبية لانهاء حياته عند طفلك :

-عدم الاستخفاف بمشاريعهم.

-النظر إلى فكرة انهاء حياته باعتباره صرخة لطلب المساعدة.

-الإستماع لهم بشكل جيد.

-الحصول على المساعدة.

-لا تتركهم بمفردهم.

-السؤال بإستمرار عن مشاعرهم الانتحارية.

تجنب البوح بأسرارهم الخاصة أمام الجميع.

 

وشهدت جامعة حلوان واقعة مأساوية عندما اقدمت فتاة على الانتحار بإلقاء نفسها من أعلى مبنى الجامعة بسبب تحرير أحد المشرفين محضر غش لها.

وكشفت التحريات الأولية لرجال الأمن فى واقعة انتحار فتاة من أعلى المدينة الجامعية بحلوان أن الفتاة في بداية العقد الثاني من عمرها، طالبة بكلية الهندسة جامعة حلوان.

وأضافت التحريات أن الفتاة تعرضت لحالة نفسية سيئة خلال أداء أحد الامتحانات بعد تحرير محضر غش لها فى أحد المواد وقفزت من بلكونة المدينة الجامعية وتوفيت على الفور.

البداية عندما تلقت غرفة عمليات النجدة إخطارا من جامعة حلوان يفيد وجود جثة لفتاة بأحد المبانى التابعة لجامعة حلوان، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وعثرت على جثة فتاة فى بداية العقد الثاني من العمر.

وكشفت التحريات الأولية إصابتها بكسور وكدمات متفرقة بكافة أنحاء الجسد، وأضافت التحريات أن الفتاة ألقت بنفسها بعد تحرير محضر غش لها، وجرى نقل الجثة لمشرحة المستشفى، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.