الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: لا يوجد صراع بين العلم والإيمان

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، إن  العلم له درجات، والعلم له تنوع ، منه سطحى إنك تعرف الخارج فقط، ومنه عميق وهو أن تعرف ماهية الشيء وحقيقته ،ومنه مستنير وهو أن تنسب الكون وهذا العلم لله يقول الله تعالى :{وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمْ} .

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: ثلاث أعماق: سطحي وعميق ومستنير، السطحى إنك تعرف معلومات، العميق إنك تدخل بالبحث وتدرك المهايا والحقائق، المستنير إنك بعد ما ترى كل هذا تقول : سبحان الله، لا إله إلا الله، ربطت فى قلبك بين ما توصلت إليه فرأيت الله فى الكون..وفى كل شئ له آية * تدل على أنه واحد، رأيت الله فى الإتساق ، رأيت الله فى الإبداع ، رأيت الله فى الحكمة البالغة.

 

وتابع: إذن الاستنارة هذه تكليف ؛لأنك بعد ما وصلت إلى العلم السطحى وبعدما وصلت إلى العلم العميق تكَلَّف بربط هذا بالله رب العالمين، فالعالم على قسمين: من امتثل لهذا فربط العلم بالإيمان، ومن لم يمتثل فنزع الإيمان من العلم ونزع العلم من الإيمان وأوجد بينهما مناقضة موهومة وأوجد بينهما صراعاً فهذا جاهل ؛ لأنه ليس هناك صراع بين العلم وبين الإيمان بل العلم يؤدى إلى الإيمان ،والعلم هو محراب الإيمان، وهذا ينطبق على كل علم سواء أكان شرعياً يتعلق بالوحى أو كونياً يتعلق بالكون.

 

وفي وقت سابق قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء إن مصر تميزت بوجود العلماء فيها منذ الفتح الإسلامي وإلى يومنا هذا، والعلماء المصريون كانوا حريصين دائما على العلم ومنهجه الدقيق، وكان من كبار علماء الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، الذي عاش ومات في مصر، وتميز بدقة روايته للحديث النبوي الشريف، وكان عبد الله من العابدين الأتقياء، من أهل القرن الأول الهجري، والربط بين العلم والتقوى نجده في قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ فالعلم ليس مجموعة من المعلومات فحسب، بل هو أيضا تقوى، وخوف من الله، ونية صادقة لنفع النفس.

 

وأكمل: وكان الإمام أحمد بن حنبل يقول «ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم الخشية» وهو كلام يفتح آفاق البحث العلمي إلى أقصى الحدود بحيث لا يكون هناك قيد عليه، وفي نفس الوقت يضع الضوابط الأخلاقية على استعمال النتائج التي توصلنا إليها من هذا البحث العلمي، بحيث أن يكون نافعا للخلق، معمرا للكون.

 

وأضاف جمعة عبر الفيسبوك، من الأئمة الأعلام المصريين الذين ماتوا بمصر [توفي سنة 205 هجرية] وساهموا في رسم المنهج العلمي وتأكيده كان الإمام الشافعي -رضي الله تعالى عنه-وهو الذي وضع أصول الفقه، وأصول الفقه معرفة دلائل الفقه إجمالا، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد، وهي الثلاثة الأركان التي تكون أي منهج علمي لدراسة أي علم كان : معرفة المصادر، وطرق البحث بما تشتمل على أدوات وسياقات، وشروط الباحث.

 

وأوضح أن المنهج العلمي بهذه النظرة كانت له مجالات مختلفة، فهناك مجال العلوم العقلية، وهناك مجال العلوم الحسية التجريبية، وهناك مجال العلوم النقلية، وهناك مجال العلوم الشرعية، لكن الأمر يوصف بأنه علم عندما تحدد مصادره وطرق بحثه، وشروط باحثه، ومن خلال شروط الباحث نجد بيانا للعلوم المساعدة التي ينبغي أن يدركها ذلك الباحث لتصب في علم الأصيل، وتخصصه الدقيق.

وأضاف: كتاب الرسالة للإمام الشافعي جاء فتحا جديدا في هذا المضمار، وتلخيصا للعمليات العقلية التي كان يتناقلها الطلبة عن أساتذتهم بصورة عفوية وملكات تجريبية من المعاشرة وطول العشرة والمجاورة، ولكن الإمام الشافعي نجح في تقعيدها وصياغتها بصورة قابلة للتعلم وللتراكم المعرفي، وللزيادة فيه، والانطلاق به.

 

وتابع: تعد عملية صياغة العمليات العقلية من أهم عمليات حفظ المجهود البشري المجهول في العلوم؛ لأن يحول الفكر والملكة إلى صياغات علمية دقيقة قابلة للنقل والتدريس والمناقشة والزيادة والتطوير.