EN 
كانت عقارب الساعة تقترب من الثانية عشرة ظهرًا، عندما ذهب الفكهاني الأربعيني إلى منزل شقيقته؛ للاطمئنان عليها، ليفاجأ بها جثة هامدة غارقة في دماءها بصالة الطابق الأرضي، ويُجاورها نجلها العشريني وملابسه مُلطخة بد.ماء والدته، التي كانت ذاهبة له منذ أول أمس الثلاثاء لتُعِد له غداءه.
كان نجلها الذي مازالت خُطاه في العشرينات من العُمر، يُعاني من خلل عقلي؛ ما جعله يتعدى عليها بالضرب، ولم تتحمل تصرفاته فذهبت للعيش مع شقيقها بمنزله دائرة مركز شرطة طما شمالي محافظة سوهاج؛ حتى تتخلص من آلامها ومشقتها مع نجلها المذكور، وظلت تذهب له كل يومين لتطمئن عليه وتُجهز له طعامًا يكفيه لمدة يومان أخران.
لتذهب يوم الثلاثاء إلى قضاءها بقدميها، ذهابًا بلا عودة، حيث ذهبت ولم تعد، فأخذ قلب شقيقها يخشى إصابتها بأية ضرر، وقرر أمس الأربعاء أن يذهب ليطمئن على شقيقته؛ ليجدها مُسجاة على الأرض، غارقة في د.ماءها، وبجوارها حجرًا مُلطخ بدماءها، يجلس بجانبها نجلها المُختل عقليًا، في هدوءًا شديدًا، ولم ينبش الحزن بقلبه لما يراه من جثة والدته التي تفترش أرض الطابق الأرضي بدماءها.
وعلى الفور اتجه الفكهاني إلى الشارع خارج المنزل، في حالة من الهلع، وتهاتف مع خط النجدة، وأبلغ عن الواقعة بصوت يقطعه شهقات الخوف وتنهيدات الوجع، وبوجهًا تملؤه دموع الحزن والندم لموافقته على خروجها وذهابها لنجلها بهذا المنزل اللعين الذي أصبحت د.ماءها تُلطخ زواياه.
تفاصيل الواقعة
وكان قد تمكن ضباط مباحث مركز شرطة طما شمالي محافظة سوهاج، من ضبط مُختل عقليًا في منتصف العشرينات من العُمر؛ إثر تعديه على والدته بـ"حجر"؛ حتى أنهى حياتها، أثناء إعدادها وجبة الغداء له منذ يومين، وذلك داخل منزلهما الذي يُقيم فيه الشاب بمفرده؛ لسوء حالته العقلية، دائرة مركز طما شمالي سوهاج.
وتلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما، يفيد بورود بلاغًا من المدعو (ياسر. ا. ع- 41 عامًا- فكهاني- ويقيم دائرة المركز)، يفيد بأن شقيقته (إنبساط. ا. ع- 49 عامًا- ربة منزل- وتقيم بذات الناحية)، تُقيم طرفه منذ حوالي اسبوعين.
وكان قد اعتاد نجلها المدعو (سليم. ر. ع- 24 عامًا- لا يعمل- مختل عقليًا- ويقيم بذات الناحية)، بالتعدي عليها بالضرب، وكانت تذهب فقط لمنزلها كل يومين؛ لإعداد الطعام لنجلها المذكور؛ لإقامته بمفرده، وبتاريخ أول أمس ذهبت لمنزلها لإعداد وجبة الغداء له.
ولم تعد طرف شقيقها المُبلغ، وبالذهاب إلى منزلها تبين وجود جثة شقيقته المذكورة مُسجاة على الأرض بصالة الطابق الأرضي.
وبالإنتقال والفحص وبمناظرة الجثة ظاهريًا، تبين أنها ترتدي كامل ملابسها وتبين إصابتها بجروح رضية بفروة الرأس، وعُثر بجوار الجثة على حجر مُلطخ بالد.ماء، وكان القاتل يجلس بجوار جثتها، والد.ماء يُلطخ ملابسه.
تم نقل الجثة إلى مستشفى طما المركزي، تحت تصرف النيابة العامة، كما تم التحفظ على القاتل.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
