قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل بيع المحاصيل الزراعية بسعر أعلى بعد تخزينها يخالف الشرع؟..البحوث الإسلامية يوضح

2481|إيمان طلعت   -  

أجاب مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، عن سؤال ورد إليه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مضمونه: "أقوم بشراء المحاصيل الزراعية من الأسواق ثم أجمعها في مخازن أملكها، فإذا قَلَّ المعروض منها في الأسواق أبيعها طلبًا للربح الأكثر، فهل في ذلك ما يخالف الشرع؟".

ليرد المجمع موضحا:"إن شراء السلع وجمعها من الأسواق وقت قلَّتِها لبيعها طلبًا للربح عند شدة حاجة الناس إليها حرام شرعًا.

فقد حرصت الشريعة الإسلامية على تحقيق التكافل والتآخي بين أفراد المجتمع، وقد دلت العديد من النصوص على ذلك، ومنها قوله ﷺ: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا".

وفي سبيل تحقيق ذلك وضعت الشريعة العديد من الأحكام التي تحافظ على هذه العلاقة الإنسانية، وترفع من قيمة التعاون والتكافل، ومنها تحريم الاحتكار، والذي يعني شراء السلع وجمعها من الأسواق وقت قلَّتِها لبيعها طلبًا للربح عند شدة حاجة الناس إليها. هذا، وقد اتفق الفقهاء على حرمة الاحتكار وعده بعضهم من الكبائر كابن حجر.

ودليل حرمته قوله ﷺ (المحتكر ملعون) ، وقوله: "مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَضْرِبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ أَو الإِفْلاسِ".

وعن رسول الله ﷺ، قال: "لا يَحْتَكِرُ إلا خَاطِئٌ"، وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهُ بِلَفْظِ: "مَن احْتَكَرَ يُرِيدُ أَنْ يُغَالِيَ بِهَا الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ خَاطِئٌ، وَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ".

ودلت عموم النصوص النبوية على حرمة الاحتكار، وأنه يشمل كافة أنواع الأطعمة والمشروبات والمنظفات والأدوية؛ لأن اللفظ عام مطلق، ودلت أيضًا على الوعيد الذي ينتظر ذلك، ففي الوقت الذي يظن فيه المحتكر أنه يربح فهو عرضة للإفلاس والمرض؛ كما وقع لمن احتكر في عهد عمر رضي الله عنه، كما ننوه إلى أنه في الوقت الذي تتكاتف فيه الجهود لمواجهة الأزمات فإنه لا يليق بمسلم أن يضيق على الناس حياتهم باحتكار ما يحتاجون له، وهو مسئول عن ذلك وجزاؤه في الدنيا قبل الآخرة.

وفي الحديث: «وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِم امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ». والله أعلم.