في كل يوم، نسمع ونشاهد قصصًا مؤثرة تقشعر لها الأبدان نتيجة لسلسلة الحوادث التي تحصد أرواح أشخاص لهم سيرة طيبة في الحياة.
وفي هذا الإطار، نستعرض عبر منصة "صدى البلد" أحدث وأبرز هذه القصص الحزينة، والتي تتجسد في ضحايا الحادث المأساوي الذي أودى بحياة أب واثنين من أبنائه من مدينة دراو شمال أسوان، أثناء قيامهم بتوصيل ابنته وصديقتها إلى المطار للسفر إلى كليات الطب الخاصة بهما في تركيا، بسبب إنهاء الإجراءات المطلوبة منهما.
وتفاصيل القصة الكاملة لوفاة هؤلاء الثلاثة، كما قال الشيخ محمد عثمان عمدة دراو، تشير إلى أن عوض رمضان أحمد، رب الأسرة الذي وافته المنية في الحادث الأليم، كان معروفًا بحبه للخير وكان محبوبًا من كل أهالي القرية. خبر وفاته كان مأساة كبيرة، حيث توفيت زوجته قبل سنتين في حادث طريق أيضًا، وكان معها ابنه الذي نجا لكنه توفي في الحادث الجديد.
حادث أليم

وقال عمدة دراو إن الحادث وقع أثناء توجه الأسرة المكونة من الأب وثلاثة من أبنائه لتوصيل ابنته وصديقتها إلى المطار للسفر إلى كليات الطب الخاصة بهما في تركيا، بسبب إنهاء الإجراءات المطلوبة. وعند وصولهم إلى محافظة قنا، وقع الحادث بالطريق الصحراوي، الذي أودى بحياة رب الأسرة واثنين من أبنائه، بينما ما زالت ابنته في العناية المركزة بمستشفى قنا الجامعي نظراً لخطورة حالتها، حيث تعاني من غيبوبة، وابنه الذي نجا من الحادث.
وضمت قائمة الضحايا في الحادث كل من عوض رمضان أحمد، 50 سنة، رب الأسرة، واثنين من أبنائه، هما عمر رمضان عوض، 9 سنوات، ويوسف رمضان عوض، 17 سنة، وصديقة ابنته، وتدعى دينا أبو الحجاج، 22 سنة.
أما قائمة المصابين بالحادث فتضم نجلة رب الأسرة المتوفى، وهي أمينة رمضان عوض، 22 سنة، وحالتها خطرة حيث تعاني من ارتجاج في المخ وغيبوبة. وشقيقها ياسين رمضان عوض، 11 سنة، الذي حالته مستقرة نظراً لإصابته بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم، ويتلقون العلاج اللازم في مستشفى فرشوط المركزي التابعة لمحافظة قنا.
وقام أهالي قرية الغابة بمركز دراو شمال أسوان بتوديع جثامين المتوفين الثلاثة وسط حالة من الحزن والأسى على فراقهم.
وفي بداية القرية، وقف عدد من الرجال والشباب على جانب الطريق في انتظار قدوم الجثامين. وفي أحد الشوارع الجانبية بجانب المقابر، تم تخصيص مكان لعزاء السيدات. وعند وصول سيارات نقل الموتى إلى القرية، كانت هناك حالة من الرهبة الكبيرة بين الجميع، ثم توجه المئات إلى الملعب الموجود في القرية لتأدية صلاة الجنازة على الجثامين الثلاثة، قبل أن يتم نقلهم إلى المقابر لتشييعهم إلى مثواهم الأخير.


