الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار: الكنيسة المعلقة أول مقر بابوى بالقاهرة وتضم 110 أيقونات نادرة

صدى البلد

أكد خبير الآثار الدكتور حجاجى إبراهيم، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا، أن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة تعد درة الكنائس فى العالم وإحدى أجمل الكنائس فى الشرق الأوسط، وهى من أقدم الكنائس القبطية، وتم بناؤها على الطراز البازيلكى، مشيرا إلى أن الاسم الفعلى لها هو "الكنيسة الأرثوذكسية للقديسة مريم العذراء والقديسة دميانة"، ويرجع سبب شهرتها بـ"المعلقة" لإقامتها على المدخل الجنوبي فوق برجين من أبراج حصن بابليون.
وقال إبراهيم، فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط بمناسبة افتتاح الكنيسة المعلقة اليوم، السبت، بعد عمليات ترميم استغرقت 16 عاما، إن الكنيسة المعلقة تعد أقدم الكنائس القبطية، وكانت أول مقر بابوى فى القاهرة، حيث استخدمها البطريرك السادس عشر "خرستودلس" فى القرن السابع بصفة غير رسمية، واستمر ذلك حتى القرن الثالث عشر، بعدها انتقل المقر البابوى إلى كنيسة الروم بحارة الروم ثم كنيسة العذراء بحارة زويلة ثم إلى المقر البابوى بشارع كلوت بك وانتهاء بالمقر الحالى بالبطريركية المرقسية بالعباسية.
وأشاد بعمليات الترميم التى قامت بها وزارة الآثار للكنيسة، حيث كانت من أكثر المناطق تأثرا بزلزال 1992، وبدأ مشروع الترميم عام 1998، وتم علاج وصيانة الأثر دون أن يفقد أثريته ودون استخدام مواد ضارة تؤثر عليه على المدى البعيد، حيث تم ترميم الرسوم الجدارية والأيقونات إلى جانب معالجة الآثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية، مشيرا إلى أنه كان من المقرر افتتاح الكنيسة فى عام 2010 على هامش الاحتفال بمئوية المتحف القبطى ولكن تم تأجيل هذا الافتتاح.
من جانبه، كشف الأب يسطس الاورشليمى أن الكنيسة المعلقة تحتوى على مجموعة نادرة من الأيقونات، حوالى 110 أيقونات أقدمها يرجع للقرن الثامن الميلادي، وأغلب الأيقونات يرجع إلى القرن الثامن عشر، ومن أهم الأيقونات أيقونة "الملكة – السيدة العذراء" الشهيرة باسم الموناليزا والتى تظهر فيها السيدة العذراء حاملة السيد المسيح، مشيرا إلى أن الكنيسة تتميز بالزخارف رائعة الجمال والتى يظهر فيها الفن العثمانى على الأبواب والجدران، كما أن الآيات على الجدران مكتوبة بالخط الكوفى.
وقال الباحث الأثرى سامح الزهار، المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، إن الكنيسة المعلقة تقع بمنطقة مصر القديمة في موقع متميز، فهى بالقرب من مسجد عمرو بن العاص ومعبد بن عزرا "اليهودي" وكنيسة الشهيد مرقوريوس وكنيسة القديس مينا، ولذلك فيعتبر أغلب علماء الآثار أن هذه المنطقة تمثل روح المحبة والوحدة بين الأديان السماوية عبر سجلاتها الصامتة، ومن اللافت للنظر أن أقباط مصر نقشوا على حجر عبارة باللغة العربية فوق مدخل حصن بابليون نصه "سلوا تعطوا.. اطلبوا تجدوا.. اقرعوا يفتح لكم".
وأضاف الزهار أن هناك بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن الكنيسة تم بناؤها في نهاية القرن الرابع الميلادي ومطلع القرن الخامس الميلادي في المكان الذي احتمت فيه العائلة المقدسة أثناء تواجدها في مصر، ويرى البعض الآخر من المؤرخين أن الكنيسة بنيت مكان قلاية، أي مكان للخلوة كان يعيش به أحد النساك في سرداب صخري، ودفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع وكانت تقام بها محاكمات الكهنة والأساقفة.
ووصف موقع الكنيسة، حيث تقع واجهتها بالناحية الغربية على شارع ماري جرجس، وتتكون من طابقين، وقد بنيت بالطابع البازيليكي الشهير المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء، وهى مستطيلة الشكل، وصغيرة نسبيا، وتتكون من صحن رئيسي وجناحين صغيرين، وبينهما 8 أعمدة على كل جانب، وما بين الصحن والجناح الشمالي صف من 3 أعمدة عليها عقود كبيرة ذات شكل مدبب، والأعمدة التي تفصل بين الأجنحة من الرخام فيما عدا واحدا من البازلت الأسود، والملاحظ أن بها عدد من تيجان الأعمدة "كورنثية" الطراز.
وفي الجهة الشرقية من الكنيسة توجد ثلاثة هياكل هى الأوسط يحمل اسم القديسة العذراء مريم، والأيمن باسم القديس يوحنا المعمدان، والأيسر باسم القديس ماري جرجس.
وقال إنه أمام هذه الهياكل توجد أحجبة خشبية، وأهمها الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف، ويرجع إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر، ونقش عليه بأشكال هندسية وصلبان جميلة، وتعلوه أيقونات تصور السيد المسيح على عرش، وعن يمينه مريم العذراء والملاك جبرائيل والقديس بطرس، وعلى يساره يوحنا المعمدان والملاك ميخائيل والقديس بولس، وبأعلى المذبح بداخل هذا الهيكل توجد مظلة خشبية مرتكزة على أربعة أعمدة، ومن خلفه منصة جلوس رجال الكهنوت.
وأضاف أن الكنيسة جددت عدة مرات خلال العصر الإسلامي مرة في خلافة هارون الرشيد حينما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالي الإذن تجديد الكنيسة، وفي عهد العزيز بالله الفاطمي الذي سمح للبطريرك افرام السرياني بتجديد جميع كنائس مصر، وإصلاح ما تهدم، ومرة ثالثة في عهد الظاهر لإعزاز دين الله.