الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا وإيران تبذلان محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق نووي تاريخي

صدى البلد

كثفت إيران والولايات المتحدة اليوم الجمعة جهودهما للتغلب على الانقسامات العميقة في المحادثات بشأن البرنامج النووي لطهران وذلك قبل ثلاثة أيام من انقضاء مهلة محددة للتوصل لاتفاق.
ومع اقتراب نهاية المهلة يوم الاثنين القادم اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف على غير المتوقع للمرة الثانية في فيينا مساء الجمعة.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بدأت الجولة الأخيرة من المفاوضات مع إيران يوم الثلاثاء على أمل التوصل لتسوية للصراع المستمر منذ عشر سنوات والحد من المطامح النووية لإيران.
غير أن مسؤولين قريبين من المحادثات قالوا في منتصف الأسبوع إن الجانبين ما زالا في طريق مسدود بسبب الخلافات بشأن قضايا رئيسية وإنه من غير المحتمل أن يتوصلا لاتفاق شامل ويرون أن الأمر قد يتطلب تمديد المهلة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وكيري اتفقا على الحاجة إلى بذل "مزيد من الجهود" للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بحلول الموعد النهائي في 24 من نوفمبر.
وقالت الوزارة في بيان بعد أن تحدث الوزيران عبر الهاتف "لم يستبعد الجانبان إمكانية عقد اجتماع وزاري للأطراف المشاركة في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا لاح في الأفق احتمال إحراز تقدم."
وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بعد اجتماعات منفصلة يوم الجمعة مع نظرائه من القوى الكبرى في فيينا "هذه قضايا معقدة ولا تزال توجد فجوات لا يستهان بها بين الأطراف وسنذهب جميعا لإجراء مناقشات فنية مع خبرائنا ونستأنف المفاوضات في عطلة نهاية الأسبوع."
وترى القوى الغربية إن إيران تسعى إلى أن تكتسب سرا القدرة على صنع قنابل نووية من أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. وتقول طهران إن برنامجها لا يهدف إلا لإنتاج الطاقة لأغراض مدنية. وأثار النزاع الذي مضى عليه نحو عشرة أعوام مخاوف من نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط.
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني ظريف ألغى خططا معلنة للعودة إلى طهران لإجراء مباحثات على مستوى رفيع مع اقتراب نهاية المهلة. ولم يتضح على الفور سبب إلغاء خططه.
وقال عضو رفيع رفض الكشف عن اسمه في الوفد الإيراني لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووكالة أنباء الطلبة "المحادثات لم تصل إلى المرحلة التي تتطلب ذهاب ظريف إلى طهران. ولذلك فإنه لن يذهب إلى طهران وسوف تستمر المحادثات."
وفي وقت سابق قال مسؤولون أمريكيون وفرنسيون إن كيري ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس سيعودان إلى باريس في وقت لاحق يوم الجمعة لإجراء مشاورات. وقال مسؤولون أمريكيون إن كيري سيسافر مع ذلك إلى باريس بعد اجتماعه مع ظريف.
وقال مصدر قريب من المحادثات لرويترز إن ظريف تسلم وثيقة من القوى الكبرى تشرح المبادئ الرئيسية لاتفاق محتمل بشأن رفع العقوبات عن طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وقال دبلوماسيون غربيون لرويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع ان اقتراحا صاغته الولايات المتحدة وعرض على إيران في محادثات تمهيدية في سلطنة عمان في وقت سابق من هذا الشهر يدعو إلى ان تخفض الجمهورية الإسلامية عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي لديها إلى 4500 وهو ما يقل كثيرا عن العدد الحالي الذي تملكه طهران وهو 19 ألف جهاز يعمل منها نحو 10 آلاف جهاز.
ويرفض المسؤولون الإيرانيون خفض كمية اليورانيوم التي يملكون القدرة على تخصيبها وهو موقف يقول مسؤولون غربيون إنه غير مقبول لأنه قد يمكن طهران من اكتساب ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لصنع قنبلة نووية في وقت قصير. وهذه نقطة شائكة في المحادثات.
وقال هاموند للصحفيين لدى وصوله "يجب أن نجد مزيدا من المرونة من الإيرانيين. ونحن مستعدون في المقابل لإبداء قدر من المرونة من جانبنا لكن الوقت قصير إننا نسابق الزمن للالتزام بالمهلة."
وكان اتفاق مرحلي تم إبرامه في 24 من نوفمبر من العام الماضي قد توصل إلى خطوات يجب أن تتخذها إيران لتقييد بعض أنشطتها النووية مثل تخصيب اليورانيوم لمستويات مرتفعة مقابل بعض التخفيف من العقوبات. وينقضي أجل ذلك الاتفاق يوم الاثنين.