الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزارة الدفاع الإسرائيلية تكشف خطة قديمة لضرب العراق

وزير الدفاع الإسرائيلي
وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي أرينز

ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية أفرج أمس، عن وثائق تكشف خطة لضرب العراق إبان حرب الخليج الثانية عام 1991، بعد قصف صاروخي عراقي تعرضت له تل أبيب وحيفا ومدن إسرائيلية أخرى.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش العراقي شن قصفًا صاروخيًا على إسرائيل خلال الساعات الأولى من فجر 18 يناير 1991، وأطلق 8 صواريخ من طراز سكود باتجاه تل أبيب وحيفا، أسفرت عن إصابة 7 أشخاص وتضرر العديد من المباني السكنية، كما أطلق العراق 30 صاروخًا باتجاه مدن وسط إسرائيل، أسفرت عن مصرع 13 شخصًا آخرين.

وبالأمس أفرجت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن فحوى لقاءات توثيقية أجريت مع وزير الدفاع الإسرائيلي إبان حرب الخليج موشي أرينز ورئيس الأركان دان شومرون، الذي استعاد ما حدث قائلًا "انتهى الأمر باتصال أرينز بوزير الدفاع الأمريكي ديك تشيني وقال له حسنًا. سنهاجم العراق. حركوا طائراتكم".

وقال أرينز إنه أخبر تشيني بالحاجة إلى التنسيق بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي في هذا الصدد، وأن وزير الدفاع الأمريكي حاول إثنائه عن ضرب العراق، متعللًا بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب لم يصرح للجيش بالتنسيق مع إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت تعارض تدخل إسرائيل في الحرب، والذي كان من شأنه أن يثير حساسيات لدى عدد من الدول الأعضاء بالتحالف الذي شكلته لإخراج الجيش العراقي من الكويت، والذين لا يريدون القتال في حرب واحدة إلى جانب الجيش الإسرائيلي.

وبعد القصف العراقي، بدأت طائرات التحالف تستهدف منصات ومواقع إطلاق صواريخ سكود العراقية، التي لم تنطلق باتجاه إسرائيل فحسب، وإنما استهدفت تجمعات القوات الأمريكية على الأراضي السعودية، وقتلت في إحدى المرات 28 جنديًا أمريكيًا.

وذكر أرينز أن عدد ضحايا القصف العراقي من الإسرائيليين كان ضئيلًا نسبيًا، وقال "كان هناك نوع من الإحساس بأن الصاروخ التالي قد يسبب دمارًا واسعًا أو أن يكن محملًا بمواد كيماوية، وقد لا يفلح الأمريكيون في اعتراضه، لذا يجب أن نتولى نحن الأمر".

لكن شومرون قال إنه عارض شن هجوما ضد العراق، ما لم يستهدف الأخير إسرائيل بسلاح كيماوي، في حين قال أرينز إنه لا يذكر أن رئيس الأركان عارض خطة الهجوم، التي لم تتضمن ضربات جوية فحسب، وإنما إنزال قوات برية في غرب العراق كذلك.

وأضاف رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق أن من بين الأهداف التي خُطط لقصفها في العراق أحد قصور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومقر رئاسة أركان الجيش العراقي.

وأوضح شومرون أن القيادة الإسرائيلية كانت تتخوف من شن العراق هجومًا كيماويًا ضد إسرائيل، أو أن يوسع العراق نطاق الحرب فيحتل سوريا والأردن، خاصة مع عجز المخابرات العسكرية الإسرائيلية عن معرفة ما إذا كان لدى العراق قدرة على تحميل الصواريخ بأسلحة كيماوية.

وبعد الهجوم الصاروخي العراقي على إسرائيل في 18 يناير 1991، نشرت الولايات المتحدة وهولندا بطاريات صواريخ الدفاع الجوي باتريوت في إسرائيل، لكنها كانت قليلة الكفاءة وقتها ولم تعترض سوى صاروخ عراقي واحد.

وتابعت الصحيفة أن إسرائيل قررت في النهاية ألا تقدم على خطوة مهاجمة العراق استجابة للضغوط الأمريكية، وإن أفقدها ذلك بعضًا من هيبة الردع التي كانت تتمتع بها، وربما كان ذلك أحد أسباب خسارة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذا إسحاق شامير في الانتخابات التي أجريت عام 1992.