الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كل سلطان وله علامة.. بيبرس خونجة ومحمد بن قلاوون نسر وصلاح الدين أسد.. صور

صدى البلد

لم يكتف ملوك وسلاطين الحضارة الإسلامية خاصة المماليك ببناء عمائر ومنشآت ضخمة وفخمة أصبحت أثرا بعد ذلك، بل حرص أغلبهم على أن يكون له رنك"شارة أو علامة" تميزه بمجرد رؤيتها، وحرصوا على أن يكون الرنك على التحف والكنوز والعمائر التي بنوها.

ويحتفظ المتحف الإسلامي بعشرات القطع الأثرية وعليها رنوك أصحابها،ومنها كما قال لنا د.ممدوح عثمان مدير عام المتحف،كسرة من فخار مرسوم تحت الطلاء يًزينه رنك "مصر – العصر المملوكي - القرن 8 هـ / 14 م"

وأوضح أن القطعة موجودة في القاعة رقم 8،لافتا أنه تعتبر الرنوك لفظة فارسية الأصل بمعنى الشارة أو العلامة أو اللون،وهى تُعد من أهم العناصر الزخرفية التي تميزت بها التحف الفنية والعمائر في العصر المملوكي.

مزيد عن حكاية الرنوك وسر إستخدام سلاطين المماليك لها،كشفه لنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز،حيث قال أن الرنك أو الرنج رمز التملك والهيمنة والسلطة، فإذا قام سلطان ما فى العصر المملوكى ببناء منشأة أو قطعة فنية من فخار أو خشب او نسيج أو معدن أو عملة،قام بوضع رنكه أو شعاره عليهم كدليل للملكية والهيمنة.

وتابع: كذلك الأمراء بنفس العصر،أما إذا غضب سلطان ما على أحد امرائه وصادر ممتلكاته، فقام بوضع رنكه عليه فصار ملكه كنوع من التسلط والهيمنة والمصادرة،ومعنى كلمة رنك فهي معربة من الأصل الفارسى رنج أو رنگ وهي القاف الفارسية وتعنى اللون أو الشعار.

وقد عرفت الحضارات السابقة على الإسلام الشعار هذا، ولكن كان يبدو فيها رمزية أكثر منها الوظيفية، هذا وقد تطورت الرنوك فى العصر الإسلامى خاصة فى الفترة من القرن ٦ الهجرى وحتى القرن ١٢ و١٣ الهجري، حيث انتشر فى العصر العثمانى التوقيع السلطانى المعروف بالطغرائي.

أما عن الأصل الذى اخذ منه المماليك الرنوك فهم الخوارزميين،تلك الدولة التى قضى عليها التتار فى آسيا الوسطى،وكذلك السلاجقة الذين حكموا إيران وتركيا والعراق والشام،حيث الأصل العرقى بين المماليك خاصة البحرية والسلاجقة.

وقال:سبب انتشار الرنوك فى العصر المملوكى هو شعار السلطان بالنسبة للرنوك الكتابية،تماما كالعملة والدعاء على المنابر،فهو دليل مادى على الملكية الظاهرة للعيان،بعكس الوثيقة التى لا يطلع عليها إلا القليل،والتى يمكن أن تستبدل أو يتم التلاعب بها،كما أنه كان شعار الأمراء للتباهى والقوة بين اقرانهم،بكثرة مقتنياتهم المعمارية والقطع الفنيه المختلفة.

والرنوك منها البسيط والمركب والمصور والكتابى،اما المصور يحتوى علي الوظائف العديدة التى تقلدها الأمير مثل الكأس والسيف والدوادار،أو الخونجة اى المنضدة الصغيرة التى يوضع عليها الاكل،فهى رمز لمتذوق طعام السلطان المسمى الجاشنكير،والذى تولى أحدهم السلطنة مثل بيبرس الجاشنكير الذى اغتصب الحكم من الناصر محمد في عصر المماليك البحرية.

وهناك رنك القبق وهو العلامة التى يتم التصويب عليها لتعلم الرمى،ورمز البندقدار اى حامل البندق الذى يتم التصويب به،والرنك المصور المركب يحتوى على ثلاثه شطوب،وهناك الرنوك المصورة الشخصية كرنك زهرة الفرنسيسة الخاص بنور الدين زنكى والذى نجده فى بيمارستانه بدمشق.

ورنك السبع الخاص ببيبرس ونجده فى مدرسته بشارع المعز وقناطر ابى المنجا بقليوب وعلى عملاته، وتوارثه ابنه من بعده حيث تورث الرنوك احيانا،ومن الرنوك الشخصية رنك الوريدة ذات الست شحمات رمز لأسرة السلطان قلاوون،ورمز رنك النسر للناصر محمد بن قلاوون، وهناك رنوك غامضة خاصة بالقبائل التركية.

أما النوع الآخر من الرنوك فهى الكتابية، وهي بسيطة ايضا مثل عز لمولانا السلطان الناصر والمقصود هنا الناصر محمد بن قلاوون،وهناك رنوك كتابية مركبة من ثلاث شطوب خاصة بالسلاطين المماليك الجراكسة،مثل برقوق وبرسباى وقايتباى والغورى،والدواة رمز الدودار والسيف السلحدار أو السيفى،ورنك الأسد كان رمزًا لصلاح الدين الأيوبي.

وقال المنسق العام لشارع المعز أن الرنوك انتشرت ليست فقط على العمائر من مساجد ومدارس وخانقاوات وقباب ضريحية وغيرها،ولكن أيضا على القطع الفنية المختلفة، مثل الاخشاب والزجاج والمعدن والنسيج والفخار والخزف.