الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: بر الأوطان يكون بالعمل الجاد لرقيها والحفاظ على أمنها وأمانها

صدى البلد

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن بر الأوطان يكون بالعمل الجاد لرقيها والحفاظ على أمنها وأمانها، مشيرًا إلى أن العمل الصالح لا ينحصر في العبادات فقط، بل يشمل كل وجوه عمارة الكون من بناء المستشفيات، والمدارس، وتعبيد الطرق، ورعاية اليتيم، وإطعام الفقراء، وقضاء حوائج الناس.

وقال «جمعة» خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، بعنوان: «البرُّ بالأوطَانِ مِن شمائلِ الإيمَانِ»، إن العمل الصالح هو كل ما ينصلح به حال الناس في أمور دينهم ودنياهم، لافتًا إلى أن البر بالأوطان ينبغي أن يكون بالعمل والإنتاج، وترشيد الاستهلاك.

وشدد على ضرورة التخلص من صفات الشخصية الاتكالية، فقد دعانا ديننا إلى العمل وزيادة الإنتاج، مستدًلا معاليه بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلَام- كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا قَامَتِ القٍيامَة وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةً فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا»، كما دعانا إلى ترشيد الاستهلاك حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ».

ونوه بأن الوطن إحدى الكليات الست التي ينبغي المحافظة عليها، وأن الحفاظ على الأوطان مقصد من مقاصد الأديان، فقد قرر الفقهاء أن العدو إذا دخل بلدًا من بلاد المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد: رجالهم ونسائهم، كبيرهم وصغيرهم، قويهم وضعيفهم، مسلحهم وأعزلهم، كل وفق استطاعته ومكنته، حتى لو فنوا جميعًا، ولو لم يكن الدفاع عن الديار والأوطان مقصدًا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم وبدينهم، داعيًا إلى عدم الانسياق خلف الدعوات الهدامة للجماعات المتطرفة الذين يستبيحون الكذب وسفك دماء الأبرياء.

واختتم خطبته بالتأكيد على أن المؤمن إذا أخذ بالأسباب أعطاه الله التمكين في الدنيا والرحمة الواسعة في الآخرة، فإن الله -عز وجل- يعطي الأمم الكافرة إذا أخذت بالأسباب فكيف بالأمم المؤمنة.