الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على قصة إسلام وحشي بن حرب قاتل حمزة عم النبي

صدى البلد

تحل اليوم ذكرى استشهاد حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأسد الله وسيد الشهداء، حيث قتله وحشي بن حرب قبل أن يعلن إسلامه للرسول -صلى الله عليه وسلم.

أسلم الصحابي وحشي بن حرب، قاتل سيدنا حمزة بن عبد المطلب يوم أحد، وشارك في قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة، وقد كان مولى طعيمة بن عدي، وقيل: مولى جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي وكان يقول‏:‏ «قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام».

إسلامه

بقى وحشي في مكة بعد عتقه حتى فتحها المسلمون، ففر إلى الطائف إلى أن خرج وفد منها للقاء النبي محمد، يقول: «فلما خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت علي الأرض بما رحبت وقلت ألحق بالشام أو اليمن أو بعض البلاد فوالله إني لفي ذلك من همي إذ قال رجل:‏ ويحك!‏ إنه والله ما يقتل أحدًا من الناس دخل في دينه‏.

فلما قال لي ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله المدينة، فلم يرعه إلا وأنا قائم على رأسه، أشهد شهادة الحق‏.‏ فلما رآني قال‏:‏ وحشي؟ قلت‏:‏ نعم‏، قال‏:‏ اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة‏.‏ فحدثته،‏ فلما فرغت من حديثي قال‏:‏ ويحك‏!‏، غيب وجهك عني، فلا أراك‏،‏ فكنت أتنكب رسول الله حيث كان، فلم يرني حتى قبضه الله‏».

وفي صحيح البخاري: «فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله رسولا، فقيل لي: إنه لا يهيج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رآني قال: آنت وحشي، قلت: نعم، قال: أنت قتلت حمزة، قلت: قد كان من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني، قال: فخرجت.

وفي رواية أخرى عن ابن عباس قال:- «بعث رسول الله إلى وحشي بن حرب قاتل عمه حمزة يدعوه للإسلام فأرسل وحشي قائلًا:-يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق أثاما ويضاعف الله له العذاب يوم القيامة، ويخلد فيه مهانا وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة ؟، وبعد هذا أنزل الله عز وجل على نبيه قوله تعالى: «إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا».

فقال وحشي هذا شرط جديد ويقصد قوله تعالى: «إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا» فلعلي لا أقدر على هذا، فأنزل الله قوله عز وجل: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ»، وبعد هذا رد وحشي قائلا يا محمد لا أدري أن يغفر الله لي أم لا ؟ فهل غير هذا فأتاه رد المولى عز وجل: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، فقال وحشي: هذا نعم وأسلم وحشي بن حرب وتاب إلى الله.

مشاركته بحرب المرتدين وقتله لمُسيلمة

فلما خرج المسلمون في حرب المرتدين انطلق وحشي معهم مستغلا الفرصة وتكفيرا لقتله حمزة بن عبد المطلب وكان ضمن الجيش الذي اتجه إلى مسيلمة الكذاب‏‏ صاحب اليمامة‏، فلما بدأت المعركة واشتدت ووصلت للحديقة أخذ وحشي حربته لضرب مسيلمة، وتهيأ رجل آخر من الأنصار، كذلك، فهز وحشي حربته ورماها على مسيلمة فوقعت في عانته، ثم شد عليه الأنصاري فضربه بالسيف، يقول وحشي: فربك أعلم أينا قتله؟.

وفاته

توفي وحشي في مدينة حمص ودفن فيها وقبره موجود في حي باب الدريب وإلى جانبه قبر ثوبان خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والجامع الذي دفنا فيه معروف بحمص باسم «وحشي ثوبان».