الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية لوحة.. دومينيكو زامبيري يوثق العرافة كيومي أهم رموز الديانة المسيحية

العرافة كيومي
العرافة كيومي

تعتبر لوحة "العرافة كيومي"، إحدى اللوحات الدينية التي رسمها الفنان دومينيكو زامبيري، بناء على طلب الكاردينال بورجيزي سنة 1616، وتصور "العرافة كيومي" أحد أهم العرافات على مر التاريخ، وتعود شهرتها إلى النبوءة التي قالت فيها إن رجلًا ستحمل به امرأة عذراء في اسطبل ببيت لحم وسيكون "المُخلِّص".

واعتبر المسيحيون هذه النبوءة فيما بعد أولى البشارات التي أشارت إلى قدوم السيد المسيح عليه السلام، فصارت "العرافة كيومي" من أهم رموز الديانة المسيحية فيما بعد.

ورسم دومينيكو هذه العرافة في العديد من لوحاته، كما فعل كل من رفائيل، جان فان ايك، ومايكل أنجلو وغيرهم في أعمالهم الفنية. 

سميت كيومي بهذا الاسم نسبة إلى كيوما، المستعمرة اليونانية القديمة في غرب إيطاليا، وسكنت كيومي أحد الكهوف هناك، وكانت تكتب نبوءاتها على أوراق الشجر وتضعها على باب الكهف حتى إذا لم يأخذها أحد بعثرتها الرياح.

وتعود شهرة كيومي إلى ما قبل الميلاد حيث تم ذكرها أيضًا في الأدب القديم لكل من الشاعر الروماني أوفيدوس في كتاب التحولات وفيرجيل في ملحمة الإنيادة، والذي وصف الكهف الذي كانت تسكنه كيومي بأنه كهف تقع على تخومه بوابات كثيرة تنقل صدى صوت العرافة وهي تسرد نبوءاتها، وهو ما أثبته عالم الآثار أميدو ميوري في العالم 1932 عندما اكتشف من خلال الحفريات في مقاطعة كيوما الكهف الذي قيل أن العرافة كانت تعيش فيه، حيث أن تضاريس وبنية الكهف تتوافق تمامًا مع ما ذكره فيرجيل في ملحمته.

وزارت ماري شيلي الروائية الانجليزية الكهف وقامت بتحرير أحد نبوءات كيومي في كتابها الشهير "الرجل الأخير" والذي تروي فيه قصة أول شخص يعيش في القرن 21 سيشهد نهاية العالم بوباء سيقضي على البشرية.

ويعتبر دومينكو رسام تلك اللوحة أحد أهم الرسامين الإيطاليين في عصور النهضة، وتنسب إليه العديد من الجداريات واللوحات في القصور والكنائس الإيطالية، ويعود الفضل إليه في تطوير فن رسم المناظر الطبيعية والأحداث الدينية التاريخية التي غلبت على أعماله الفنية.