الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عقوبات ترامب والاقتصاد.. ملامح أول لقاء بين زعيم كوريا الشمالية وبوتين

كيم جونج أون وبوتين
كيم جونج أون وبوتين

يستعد زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون لزيارة روسيا "قريبا" ليجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما أكدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.

وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن اللقاء الأول يحمل طابع خاص وسيخيم على اللقاء النقاشات الأمنية، حيث يسعى زعيم كوريا الشمالية لإنجاح قمته مع الرئيس الروسي بعد فشل قمته الثانية مع الأمريكي دونالد ترامب.

ويبدو أن الزعيم الكوري يأمل في الخروج من عالمه المغلق ومحوره الغامض، لذلك يرغب في تغيير مجريات الأمور خاصة بعد توقف محادثاته مع الولايات المتحدة وحملة موازية لجلب الاستثمارات من كوريا الجنوبية.

ويصل كيم إلى موسكو محملا بعدة قضايا، منها وجود نحو 10 آلاف عامل كوري لدى روسيا ومن المقرر أن يتم طردهم نهاية العام الجاري مع سريان قرار عقوبات الأمم المتحدة على بيونج يانج، ويرغب الزعيم الكوري في بقاء هؤلاء العمال لدى روسيا إذ أنهم يمثلون مصدرا للنقد الأجنبي من خلال عملية التحويلات.

يرغب كيم أيضا في تأمين احتياجات بلاده من الغذاء في ظل وجود توقعات بنقصه خلال فصل الصيف، فيما أبدت روسيا استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية، حيث أعلنت الشهر الماضي شحن نحو ألفي طن من القمح إلى كوريا الشمالية.

ورغم اهتمام واشنطن خلال المحادثات بنزع السلاح النووي، إلأ أن أولويات زعيم كوريا الشمالية هي تأمين اقتصاد بلاده، فبعد فشل القمة الأخيرة في فبراير مع الرئيس الأمريكي وصلت المحاولات في رفع العقوبات عن بيونج يانج إلى طريق مسدود، لكن كوريا اعتمدت بشكل أساسي ولفترة طويلة على الصين كشريك تجاري لكن هذا الاعتماد يشوبه التوتر.

عمل الزعيم الكوري أيضا على توسيع المشاركة والتعاون مع جارته الجنوبية داعيا إلى وحدة الكوريتين، فيما أشارت الوكالة إلى أن مهمة أون في روسيا هي تعزيز التجارة مع موسكو لتصل إلى مليار دولار بحلول 2020، لكن هذا الأمر يتطلب تخفيف العقوبات على بيونج يانج وتغييرا في السلوك الروسي إذ أن فلاديمير بوتين لم يبدي اهتماما بالمشاريع مع كوريا الشمالية مثل خط السكك الحديد المؤدي إلى أوروبا أو خطوط الأنابيب.

تحمل القمة طابعا خاصا إذ أنها تأتي بعد نحو عام من خروج كيم جونج أون من عزلته وعقد لقاءات مع الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني وكذلك الرئيس الكوري الجنوبي، أعطى هذا دفعة للزعيم الكوري على الساحة العالمية، لكن فشل القمة الأخيرة مع ترامب في التوصل لاتفاق بشأن نزع السلاح النووي أو رفع العقوبات بين صعوبة تحقيق هذا الهدف نظرا لمواقف الطرفين المتشددة.

لكن يبدو أن كيم وبوتين يتفقان في معارضة ترامب وعدم اتفاقهما على استخدام واشنطن للعقوبات كأداة سياسية للضغط الإقليمي، إلا أن الرئيس الروسي ليه أسباب كثيرة تجعله حذرا بشأن تقديم أي التزامات جدية كبيرة لصالح كوريا الشمالية، خاصة وأنه لا يريد أن يخسر العلاقات مع الصين التي سيطير إليها لحضور اجتماع دولي حول مبادرة "الحزام والطريق".

يمكن لبوتين اختيار نهج أكثر عملة مع كوريا الشمالية يدعم التعاون معها، الأمر الذي يعقد مسار المفاوضات مع واشنطن حول نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ورغم أن بوتين يعارض عقوبات ترامب ويرغب في إضعاف نفوذ واشنطن بالمنطقة، لكنه لا يريد انهيارا لاستقرار الأوضاع في الشمال، مما قد يأتي بأثر عكسي على موسكو وبكين.

وبالنسبة إلى بوتين، فإن القمة في أي حال تؤكد تواجده كلاعب قوي على الساحة السياسية قادرا على التأثير في مجريات الأمور، أما بالنسبة لكيم جونج أون فإنه مع استمرار عقوبات واشنطن وتعرقل المفاوضات معها فمن الأفضل أن يكون منفتحا على جميع الخيارات.