الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم القراءة من المصحف بالنظر دون تحريك الشفتين

صدى البلد

ورد للدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، سؤال يقول صاحبه (هل يجب القراءة بالجهر خارج الصلاة أو حتى تحريك الشفتين أم يجوز القراءة بمجرد النظر؟ ). 

وأجاب "جمعة"، خلال لقائه بأحد الدروس الدينية، المذاعة عبر موقع اليوتيوب، أنه تجوز القراءة من المصحف بمجرد النظر فلا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى؛ لكن لا يعتبر قارئا ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله؛ لقول النبي ﷺ: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه رواه مسلم، مُشيرًا الى أنه من الأثار التي بينت فضل النظر إلى المصحف، ما رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته (ص: 145) بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدَامَ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ مَتَّعَهُ اللَّهُ بِبَصَرِهِ مَا بَقِيَ فِي الدُّنْيَا».

وأضاف أنه ورد الحثّ على النّظر في المصحف عن عدد من الصّحابة مرفوعًا، وموقوفًا، منهم: البراء بن عازب، وابن عباس، وابن مسعود، وعائشة ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم، ورد بطرق متعددة يشد بعضها بعضا، منها: ما أخرجه تمام في فوائده (1/ 130) بسنده عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ وَرَتِّلُوهُ »... الحديث، وفيه: «والنَّظرُ في المصحف عبادةٌ»، وأخرج ابن أبي شيبة في مصنّفه (2/ 240) بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: «أَدِيمُوا النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ»، وبسنده عَنْ يُونُسَ، قَالَ: «كَانَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ النَّظَرَ فِي الْمَصَاحِفِ».

وتابع: وقد نصّ الأئمة على فضل النَّظر في المصحف، قال الإمام النووي في التّبيان في آداب حملة القرآن (ص: 100)، «قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب؛ لأنّ النّظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنّظر، هكذا قاله القاضي حسين من أصحابنا، وأبو حامد الغزالي وجماعات من السلف، ونقل الغزالي في الإحياء أنّ كثيرين من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقرؤون من المصحف ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف» أ. هــ، وقال الإمام المناوي في فيض القدير (3/ 459): "والنَّظر إلى المصحف"، أي القراءة فيه نظرًا.

واستطرد : ويُستأنس أيضا بما رواه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 509) بسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ »،قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَظُّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ؟ قَالَ: «النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ، وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ، وَالِاعْتِبَارُ عِنْدَ عَجَائِبِهِ»؛ فقرن النظر في المصحف بالتّفكر والاعتبار، فالنَّظر إلى المصحف عبادة بنصّ الآثار الواردة في ذلك .. ولكن ينبغي أن يكون مقرونًا بالتّفكر والاعتبار.