الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زاوية جديدة لمقتل عروس المنوفية.. كلمة السر في الاضطراب الوجداني

صورة تجمع العروس
صورة تجمع العروس المقتول بزوجها المتهم

حادث مفجع استيقظت عليه محافظة المنوفية مقتل عروس لم يتجاوز عمرها الـ19 عاما على يد زوجها بعد زفافهما بـ24 ساعة.
وأثار الحادث العديد من التساؤلات بعد العثور على الزوج المتهم المصاب فى مستشفى بنها مصابا بطعنة فى بطنه بعدما تم ملاحقته بعد فراره والقبض عليه ووضعه تحت الحراسة لكشف ملابسات الحادث كاملة.

تابعت التحقيقات الأمنية سيرها للكشف عن ملابسات ارتكاب الحادث والتى تبين من خلاله أن الزوج أقدم على مقتل زوجته (منار 19 عاما) لخوفه من الفضيحة لمعاناته عجزا، ولكن ما وراء الدافع كان الأخطر بكشف والدة المتهم عن مرض نجلها النفسي وتعاطيه أدوية مهدئة من 9 سنوات.

انشغلت وسائل الإعلام بالحديث عن ملابسات وتفاصيل الحادث ومسرح الجريمة وحالة أسرة منار التى يرثى لها كأى جريمة لمعرفة دوافع الجانى للقتل والأسباب التى دفعته لقتل عروسه فى اليوم الثانى لزواجهما. واشتعلت منصات التواصل الإجتماعى بالفاجعة التى ارتكبها الزوج فى مشهد لم ينساه أسرة العروس وهى غارقة فى دماتها.

وبعد قليل سيهدأ الحديث وترحل الصورة فى وسائل الإعلام كما رحلت منار وتبقى المأساة واحدة لتحلق بأخري مثلها وغيرها دون الوصول لحل جوهر الأزمة وهو كلمة السر وراء ارتكاب جرائم قتل سببها المرض النفسي الذى يعانى منه كثيرون.. فكيف يتم الكشف عن سلامة الزوجين نفسيا قبل الزواج لتجنب مخاطر قد تلحق بهما .. هذا ما يجيب عنه خبراء النفس فى هذا التقرير. 

من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، إن حالات القتل المشابهة لحادث عروس المنوفية سببها معاناة الزوج من مرض الاضطراب الوجدانى وهو مرض نفسي يحدث تغييرات جذرية فى تصرفات الفرد نتيجة ارتفاع هرمونى السيروتونين والدوبامين.

وأوضح "فرويز"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الاضطراب والنوبات التي قد تحدث بسبب الاضطراب الوجدانى قد ينجم عنها ارتكاب جرائم قتل مثلما حدث مع منار نتيجة نوبة الهوس التى تصيب المريض، مطالبا الأسر التى لديها ابناء يعانون مرضا نفسيا بضرورة مراجعة الطبيب النفسي من وقت لأخر لعلاج المرض النفسي.

وأضاف "فرويز"، من واقع العمل تعاملت مع حالات تعانى اضطرابات وجدانية حدث لها مضاعفات ليلة الزفاف ونجم عنهم تصرفات كارثية على سبيل المثال إحدى الحالات أصيب الزوج يوم الزفاف بحالة من الهوس دفعه بضرب زوجته ضربا مبرحا كاد يصل لحد القتل وتم التعامل معه بالعلاج على المدى القصير والطويل.

ولفت "أستاذ الطب النفسي"، إلى أن مرضى الإضطراب الوجدانى يحتاجون من أربعة أيام للوصول للإتزان النفسي مع تناول أدوية مثبطة لعمل هرمونى السيروتونين والدوبامين. وبمكن التعايش مع المرض والخضوع للعلاج الذي يصفه الطبيب لمعالجة أعراضه وللحيلولة دون حدوث المضاعفات الخطيرة مثل: أدوية مثبتات المزاج التي تساعد على الوقاية من نوبات الهوس. المعالجة النفسية والسلوكية عند الطبيب المختص التي تساعد المريض في التعامل مع النوبات وكيفية التأقلم معها والتعامل مع الآخرين والابتعاد عن العزلة.

وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن المرض النفسي أحيانا يكون دفينا داخل الفرد دون الشعور بأثاره ولكن مع الضغوط الحياتية يبدأ ظهوره خارجيا فى شكا اضطرابات سلوكية ووجدانية وعصبية.