الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لإحياء الحياة العربية القديمة.. الشريم: إقامة الفعاليات الثقافية على أرض المملكة يعكس عراقة التراث السعودي

عضو جمعية إعلاميون
عضو جمعية إعلاميون سعوديون

استطاع موسم الطائف، أو "مصيف العرب"، الذى تستضيفه المملكة العربية السعودية ويضم نحو 10 دول عربية من بينها مصر إعادة الحياة العربية القديمة إلى الواقع، جاذبًا إليه آلاف الزوار من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، بفضل نشاطه الواسع الذي جلب ألوانًا من الفنون التراثية التى تعكس عراقة الموروث الثقافى لدى هذه الدول للبقاء وسط التطور المتلاحق.

تستضيف المملكة العربية السعودية عدة فعاليات ثقافية على مدار العام حيث استضافت مدينة جدة تستضيف 150 فعالية محلية وعالمية منذ بدء العام (موسم جدة الثقافى- فتح المزارات التاريخية أمام الزوار العرب والأجانب).

إزاء الاهتمام البالغ من المملكة تجاه إحياء الثقافة والتراث، قال الدكتور طالب الشريم، عضو جمعية "إعلاميون سعوديون"، والباحث فى الفكر العربي المعاصر، إن المملكة العربية السعودية شهدت عدة فعاليات ثقافية فاعلة على مدار العام وهي متنوعة بتنوع مناطقها، لافتًا إلى حالة التنوع فى الفعاليات الثقافية ساهمت فى زيادة ثرائها الثقافي، إذ يقام المهرجان الوطني للتراث والثقافة بما يحويه من سباقات هجن، وأوبريتات وطنية، وفعاليات شعر، ومؤتمرات ثقافية، وحرف يدوية وفنون شعبية .

وأوضح "الشريم"، خلال ندوة أقيمت بموقع "صدى البلد"، أن من أهم الفعاليات الثقافية أيضًا معارض الكتاب التي استقطبت كثيرًا من دور النشر الرائدة عربيًا، وشجعت على التأليف والنشر، وقدمت للمؤلفين منصات لتوقيع الكتب وإشهارها، مشيرًا إلى أنه في السنوات الأخيرة ارتفع اهتمام الدولة بالسوق الشهيرة والعريقة ثقافيًا وهي سوق عكاظ في الطائف، وتعود بدايتها بحسب موقع السوق الإلكتروني إلى 501 للميلاد، وقد تم تحديثها من عدة جوانب أهمها الجانب التنظيمي ورفد محتواه الثقافي بفعاليات الشعر والخطابة والمسرح ومختلف الفنون الصوتية والاستعراضية وعروض الفروسية والفرسان والرواية والقصص ومشاهد الحروب والمبارزة، وتحدي اللغة والإعجاز القرآني، وتم تسويقه إعلاميا ليكون ملتقى العرب الثقافي، ومحط أنظار الكثير من خارج السعودية، ويضم في جنباته أجنحة من عدة دول عربية تقوم من خلالها بتقديم موروثاتها وفنونها في تظاهرة تستحق ما يولى لها من رعاية ومتابعة.

حول دور الصالونات والأندية الثقافية ومدى تواجدها، لفت "الشريم"، إلى أنه يوجد في المملكة العربية السعودية عدد كبير من الأندية الأدبية منتشرة في معظم مناطقها ولها أدوار ثقافية تقدمها كونها المظلة الأدبية الرسمية التي تجمع مثقفي وأدباء الوطن، وتقيم فعاليات مختلفة لخدمة الثقافة والمثقفين، وتتبنى الكثير من الإصدارات الأدبية وتقوم بطباعتها ونشرها، ولا يخفى دور الصوالين الأدبية الخاصة التي تجتهد لتقديم المهتمين بالشأن الثقافي، وإبراز ما لديهم من نتاج إلى الساحة الثقافية.

وتابع عضو جمعية إعلاميون، أن الثقافة وما يتبعها من فنون مجالات واسعة ومتاحة تستوعب من خلالها الكثير، لكن القليل من ينفذ إلى فضاء المذاهب الفكرية التي ما تزال تنشط في أماكن قليلة من الوطن العربي وإن تكن غير مبدعة لأفكارها فإنها تستوردها لتستعملها في التنظيرات الخطابية الموجهة للإسقاط على جيرانها.

وأضاف "الشريم"، أن العالم العربي يمر بثلاث مراحل للثقافة منها ما هو مهمل والآخر يتم إحياؤه.. الأولى"الثقافة الإحيائية" وهي المتجهة للخلف وتختصر في الماضي من تراث وفنون وسلوكيات وعادات وهذه مفعلة عربيا وبشكل جيد.

الثانية "الثقافة العصرية" وهي المتزامنة مع الحياة الراهنة والتي تتشكل فيها الأنا الفردية نحو أناها ونحو الآخر الذي يشكل معها طبيعة الأنا الجمعية ومعرفة مدى قدرتها على المواكبة التحديثية والاستيعاب مع إمكانية الثبات في ظل التقائها المستمر مع الثقافات الغربية التي تفد إليها عبر القارات والتي تعمل على دمج القيم عولميا.

الثالثة "الثقافة التطلّعية" وهي التي تتجه نحو المستقبل، وتتطلع إلى خلق الأجواء الابتكارية، والتفرد الوطني عن طريق امتلاك الكفايات القادرة على صنع تقانتها، وقوتها الذي يمنعها من الاحتياج، وقوتّها التي تمنعها من التدخلات الوافدة.

واستطرد: ما نحتاج إلى تعميمه وغرسه في الذهنية الوطنية على المستويات كافة، وهو المأمول والمنتظر من وزراء الثقافة والتربية والتعليم في البلدان العربية الذين نظن فيهم الظن الحسن وهم يحملون هذا الهم الذي يتعالى فوق الفنون الترفيهية.