الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الربيع السوداني


لطالما تهكّمنا في عالمنا العربي في السنوات الأخيرة على موجات الربيع العربي - كما أطلق عليها- الغرب والتي لم تكن ربيعًا على المنطقة بأكملها بل كانت موجات ضبابية على كل البلاد العربية؛ تأثرنا جميعًا منها ولكن بنسب متفاوتة .

أما عن السودان الشقيق فكان أوفر حظَا ولم تكن مكتسبات ثورة شعبه رهن الصدفة أو مجرد مسروقات في جُعبة تيار بعينه بل حظيت السودان بمصير أفضل من المصير الذي كان من الممكن أن يلحق بها.

ربما خدم التوقيت ثورة السودان خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي والذي أعطي لمصر الفرصة السانحة للوقوف على أعتاب الشأن السوداني دون التدخل فيه ولكن جنبًا إلى جنبٍ بجوار السودان الشقيق.

ليس فقط رئاسة الاتحاد الإفريقي هي السبب في موقف مصر النبيل تجاه السودان، ولكن استكمالا لدور بدأته مصر منذ 2014م وبداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو دور المؤازرة والمساندة لكل دول إفريقيا.

تأتي أهمية دور مصر بداية من الخطوات السريعة التي اتخذتها في موقف واحد وصلب منذ بداية الثورة السودانية حتى احتضان مفاوضات قوي الحرية والتغيير والجبهة الثورية وتحصينها من الفشل والتدخل الخارجي.

وهو الدور الذي لعبته رئيسة الاتحاد الافريقى لتحمي إرادة الشعب السوادنى ومكتسبات ثورته من كثير من الأخطار ..

أولها وهو التدخل السافر من قبل أي دولة أخري مثل قطر على سبيل المثال لا الحصر، أو التدخل الغربي في شأن السودان بحجة تقريب وجهات النظر بين الأطراف هناك ، فكلما ضعفت مناعة الوطن، زادت مطامع الاستعمار وأنيابه.

ثانيا :- سرقة مكتسبات الثورة من قبل تيار الإسلام السياسي هناك والتيارات المستترة تحت عباءة الدين وهو السيناريو المعتاد الذي يطبقه ذلك التيار بعد أي ثورة في العالم العربي لينقض على الحكم، كما يحاول النهضة في تونس وكما حدث في مصر أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م.

ثالثا:- وهو آفة المماطلة والمحاصصة، السيناريو اللبناني الذي حدث في تشكيل الحكومة اللبنانية والذي استغرق وقتًا طويلا جدًا، نال من اقتصاد واستقرار لبنان ولكن تشكيل المجلس السيادي وتحديد خارطة طريق في وقت محدد وبرؤية واضحة قطع الطريق على تلك المماطلة في تقسيم المناصب التي كانت من الممكن أن تنال من السودان وتدفعه إلى مزيد من التقسيم.

رابعًا:- وهو عضوية السودان في الاتحاد الافريقى التي كان من الممكن أن تُعلق لأمد بعيد مثل ما حدث مع مصر في إطار موقف تعسفي من الاتحاد الإفريقي في 2013م، حيث أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن اقتراب عودة السودان لبيته الإفريقي، طالما هناك اتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.

إن مصر دائمًا تقف وتدعم مواقف الحكومات وإرادة الشعوب ولكن تلك المعالجة السلمية الدقيقة التي احتضنتها مصر في الوقوف بجانب السودان إيمانا منها بالقضية الإفريقية وبحسن الجوار وأن أمن إفريقيا هو من أمن مصر، هي معالجة دبلوماسية حكيمة لابد أن يذكرها أبناء السودان في تاريخهم .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط