الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشنطة فيها كتاب دين





فى المدارس كان أي تلميذ يريد أن يهرب من أي شيء أو عقاب،  أو أن يحمى نفسه من أي عواقب وخيمة كان يسارع بقول ؛ الشنطة فيها كتاب دين . وهكذا تعلم النشء منذ الصغر أن الدين اداة ووسيلة للنصب والاتجار وليس للعبادة والتعبد .

من هؤلاء التلاميذ من كبر وأصبح مقاولا أو غنيا ذو مال وأموال ..

فالمقاول اذا بنى على ارض الدولة أو ارض الغير يحرص على بناء دور عبادة وبما أن المسلمين اغلبية فهو يبنى مسجدا وفى هذه الحالة يضمن بقاء المنزل المخالف أو الكمبوند بأسره لأن به كتاب دين اقصد مسجد .

ونفس الشىء يحرص عليه المقاول اذا بنى وشيد فى اماكن بها اغلبية مسيحية، كما هو الحال فى بعض قرى صعيد مصر فهو يبنى كنيسة فاذا ماحدث ووجهت له اصابع الاتهام بأنه انشأ ما أنشأ على ارض ليست له فيقول وبكل ثقة تعالوا هدوا بيت الله .

الأغنياء ايضا عندما يشيدوا مبانيهم الفارهة يحرصون كل الحرص اذا مااقاموها على ارض ليست خالصة الملكية لهم أو انها وضع يد يحرصون على بناء مسجد حتى يضمنوا أن الشنطة بها كتاب دين .

 

المواطن العادى اذا انعم الله واعطاه من النعيم يبنى فى اول دور مسجد ليس حبا لله أو تقربا منه ولكن انطلاقا من مبدأ أن الشنطة بها كتاب دين وعليه ضمن مزايا كثيرة لاتمنح الا لمن يضعون فى حقائبهم كتب دين .

كتاب الدين هذا هو الارث التربوى الذى تعلمه الابناء وهو سفينة نوح التى حرص كل المربيين على أن ينموا قيمتها لدى الاطفال والكبار ولكن من تلقى التعليم لم يستوعب الذى يرمى اليه اهل العلم والتعليم فقط تأكدوا من كون أن الشنطه فيها كتاب دين فهذا يعطيك جواز مرور لكل ماهو ممنوع ومحظور . الكل اصبح يتعامل بهذا المنطق المخزى واصبحوا لايرون من قيم الدين ولا من تعاليمه سوى أن وجود كتاب الله فى حقيبتك يعطيك الباسبور الامريكى فى كل تعاملاتك أن صح الوصف والتشبيه . حتى فى بيوتنا عندما تحتد الام على ابناءها وتهم بقذفهم بأى شيء يحذرونها بهلع ؛اوعى ياماما الشنطه فيها كتاب دين . هذه القيمة الوريثة هى الوحيدة التى حرص عليها جيل وربما اجيال لم يفتحوا كتاب الدين ويعرفون مافيه من عبادات وتشريعات سماوية منجية من المهالك فاتحة ابواب الجنان كلها . كتاب الدين لم يعد الا استغفر الله شيء يوضع فى حقيبه اذا اقتضت الضرورة نصرخ ونقول اوعى تعمل كده الشنطه فيها كتاب دين،  الدين اصبح خانة فى شهادة الميلاد والسلوكيات اصبحت كل شيء واى شيء الا مايمت للدين بصلة من قريب أو بعيد .. الدين صار مجرد شعيرة وترنيمه بينما السلوكيات يتبرأ منها الدين ومن يدينون به . شنطة كتاب الدين اعياها خوفها من أن تلقى وبها الكتاب واصبحت ترجو أن يفتح الكتاب ويقتدى بآياته وشعائره،  شنطة كتاب الدين آمنت بالكتاب الذى تحمله ونحن توارثنا خانة الديانة وبعدنا عن الدين وعن كتابه...


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط