الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبيئة العساسيف .. شاهد عيان يكشف حقيقة إخفائها عام 67 .. صور

التوابيت الخشبية
التوابيت الخشبية

سيطرت حالة من الجدل الشديد بين العاملين في الحقل الأثري والمهتمين بالشأن الأثري بسبب الاكتشاف الذي ظهر في منطقة العساسيف بالأقصر،خاصة بعد ما اعلنته وزارة الآثار علي أنه كشف جديد،فيما شكك البعض في كونه اكتشافا جديدا.

عقب ظهور الكشف للنور ظهرت بعض الآراء التي قالت أنه ليس جديدا،وانما تم دفن هذه التوابيت في هذه المنطقة عقب نقلها من مكان آخر،وذلك عام 67 حينما كانت تمر مصر حينها بظروف دعت مسئولي الآثار لدفن هذه التوابيت ضمن آثار أخري لحمايتها.

من جانبه طرح الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار تساؤلا حول إذا ما كانت هذه التوابيت قد وضعها المصري القديم هكذا أم أنها وضعت في هذا المكان حديثًا، من قبل أثريي العصر الحديث.

وأشار عبد المقصود إلي أنه إبان حرب عام 67 حيث تعرضت مدينة الأقصر لضربة من طيران العدو الصهيوني، والتي أصابت حينها مطار الأقصر الحربي، وأكد أنه تم نقل عدد كبير من الأثار التي خشي عليها من الشرق إلى الغرب في جبانة العساسيف،وتحديدا في المقبرة 33 أي بجوار التوابيت المكتشفة.

وأضاف: هل المصادفة لعبت دورها لدرجة أن المصري القديم دفن توابيته بجوار المخزن الذي نقلت إليه الأثار في 67 -يقصد مقبرة 33- وأكد أن هذه التوابيت لو بالفعل ضمن الأثار التي حافظ عليها الأثريين في 67،وهذا لا يقلل من قيمة الكشف ولا من مجهودات رجال وزارة الأثار، وأشار إلى أن الدراسات سوف تكشف المزيد.

هذا و قال الدكتور محمد صالح مدير المتحف المصري الأسبق ومفتش أثار القرنة بالأقصر من بداية الستينيات وحتى بداية السبعينيات إنه شاهد ضربات الطيران الإسرائيلي على مطار الأقصر عام 67،حيث كان الأثري المسؤول عن القرنة غربي الأقصر، وظل مشرفًا على الأثار بها حتى مايو 1970م، وأكد أنه تم استخدام مقبرة 33 كمخزن للآثار حيث تم جمعها على سنوات طويلة.

وقال صالح إنه كان شاهد عيان على ما تم من نقل الأثار، بل هو نفسه خزن بعض القطع الأثرية في المقبرة 33 والتي تخص بادي امن ايبت فهي مقبرة متسعة وتستوعب مئات التوابيت، وأكد صالح أنه ما من توابيت دفنت بأرض جبانة العساسيف حيث لم يشاهد ذلك أو يعاينه ولا يوجد له داع فالمقبرة 33 وحدها كانت تستوعب أضعاف هذه الأعداد.

وأشار إلى أن الكشف الأثري المعلن عنه في جبانة العساسيف والذي يضم 26 تابوتًا أثريًا، قد ترجع هذه التوابيت للعصر المتأخر أو اليوناني روماني، حيث من المحتمل أن يكون أعيد استخدام مقابر هذه التوابيت وتم استخراجها ووضعها بهذه الطريقة لإعادة استخدام المقابر في العصر اليوناني روماني، وهذا هو ما استنتجه من طريقة ترتيب التوابيت.

وأضاف: من المستبعد تمامًا أن تكون هذه التوابيت قد نقلت من البر الشرقي إلى البر الغربي وتم دفنها بهذه الطريقة مخافة عليها من الضرب الذي أصاب مطار الأقصر إبان حرب 67، حيث لا داعي أولًا لنقلها فمكان الدفن بالأساس في البر الغربي، ومقبرة 33 مخزن ضخم يستخدم منذ سنوات طويلة قبل 67، فما الداعي لدفنها والمخزن موجود، وأشار إلى أن الأبحاث والدراسات على التوابيت سوف تكشف إلى أي عصر تنتمي وما هي الملابسات المحيطة بها.