الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ممالك النار.. وعبده موتة وفيروس


الضجة الكبيرة التي أثارها مسلسل "ممالك النار" فور بدء عرضه والذي يستعرض، حقبة مهمة في تاريخ مصر وتصدى طومان باي للغزو العثماني، وجمعه الجند والمماليك للوقوف في وجههم حتى أعدموه في النهاية، يدفع للتحرك فورا ومن جانب منتجي الدراما المصرية وكبار نجومها لإنتاج أعمال فنية ضخمة على غرار ممالك النار، تفتح صفحات مضيئة في تاريخ العرب والمسلمين وتفضح عصور الانحلال والظلمات.

ولم يعد ينطلي على أحد التحجج، بأن هذه الأعمال تكلفتها ضخمة وتأخذ عشرات الملايين من الجنيهات، بعدما تخطت ميزانيات بعض الأعمال الفنية الأخيرة حاجز الـ70 وال80 مليون جنيه وفي مقدمتها أعمال محمد رمضان والتي يصل أجره في المسلسل الواحد منها الى 45 مليون جنيه، وفي النهاية تخرج الأعمال كلها على شاكلة "عبده موتة" و"الألماني" والأسطورة و"حبيشة " و"السلطان" وموجة عاتية من الهلس والأغاني الفجة والصور القميئة يتم تصديرها للمشاهد المصري وللمراهقين الذين يتم خداعهم والسخرية منهم بهذه الأعمال، ويشكلون نواة المستقبل.

القضية أن محمد رمضان، الذي أصبح نجمًا كبيرا في عالم الدراما والسينما المصرية، ومن هم من أبناء جيله، لم يعودوا ملك أنفسهم ولا للشطحات التجارية، التي تريد وتستمر في المتاجرة بأسمائهم بأعمال رخيصة، لا تزيد عن كونها "أعمال هلس" يهدر عليها مئات الملايين من الجنيهات.

في حين تخرج تركيا بأعمال ضخمة تهز المنطقة، وتحكى التاريخ وفق ما يريده العثمانيين، مثل "قيامة أرطغرل" و"المؤسس عثمان" ، والآن يجهزون لـ" سيف العدالة.. الأتراك قادمون" وغيرها من الأعمال التي تعرض وتحقق مشاهدة عالية داخل مصر والمنطقة العربية وفي العالم أجمع.

باختصار ووضوح، إن مسلسل "ممالك النار"، الذي انتجته شركة جينوميديا الإماراتية، من تأليف محمد سليمان عبد المالك وإخراج المخرج البريطاني بيتر ويبر. وصور بأكمله في تونس بكلفة تقدر بمائة مليون دينار تونسي (40 مليون دولار أميركي) ويثر ضجة بسبب قوة الفن المقدم فيه وتصديه من خلال ورق محكم للغزوة التركية الفنية، لابد وأن يدفع في المنتجين المصريين التحرك للرد بأعمال فنية مشابهة .

فهناك حرب باسم الفن، ولا يعقل أن يتغير وعي جيل كامل من الشباب بأعمال تكتب وتنفذ فقط من وجهة نظر العثمانيين.

في نفس السياق، لا نريد أعمالا فنية مضللة ولا أعمالًا مفبركة ومكتوبة بشكل غث ورخيص على غرار الأعمال والأغاني الهابطة ل"حبيشة" و"عبدة موتة" وهذا الغث الذي دمر جيلا كاملا على مدار 10 سنوات، ويحكي أشكالا وألوانا لصنوف البلطجية والفتوات والصيّع، ولكن أعمالًا فنية رابحة تكتب باتقان شديد وينفق عليها ويتصدرها نجوم مصر الذين أصبحت لهم شعبية.

وليرى محمد رمضان، باعتباره أبرز نجوم الجيل كيف كان النجم الكبير عادل إمام يفعل في زمانه، فقد كان يقدم الأعمال الكوميدية وفي السياق معها واستغلالًا لنجوميته، يقدم أعمالًا فينة أخرى تعيش لليوم تصدت للإرهاب والفساد وقضايا عصره وحملت اسمه وأكدت نجوميته.

وحسنا فعلت الإمارات العربية المتحدة، بانتاجها مسلسل ممالك النار، لتفتح الطريق أمام المنتجين المصريين وفناني القاهرة للنظر في التاريخ العربي والإسلامي، واستغلال حالة الرواج الكبيرة لهذه النوعية من الأعمال في كتابة قصة جديدة للفن المصري.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط