الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران تملك مفاتيح دمار المنطقة العربية والعالم.. استغلت العقوبات الأمريكية ومقتل سليماني للتنصل من التزاماتها النووية.. تسعى للوصول لهدفها الأعظم في إنتاج أخطر قنبلة ذرية

من اجتماع فيينا
من اجتماع فيينا

  • نظام طهران يتقوى بالأزمات للوصول لمآربه
  • تقديرات محللين: المفاوضات النووية وصلت مرحلة الجمود
  • فشل لاجتماع الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء مع إيران
  • لقاء فيينا: قلق جدّي بشأن تطبيق الالتزامات المنصوصة لعام 2015

 

اجتمعت الأطراف المعنية في الاتفاق النووي الإيراني في وقت متأخر من يوم أمس، الأربعاء، للمرة الأولى منذ حدوث العديد من التغييرات المهمة، مع الإشارة إلى أن مسار المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران قد هدأ قليلًا إلا أنه وصل لطريق مسدود، وفق ما رأت صحف دولية.

وواصل الأوروبيون والصين وروسيا، في فيينا، مباحثات للتوصل إلى أرضية تفاهم مع إيران حول برنامجها النووي، في أول لقاء منذ إطلاق آلية فض الخلافات ضد طهران المتهمة بانتهاك الاتفاق الموقع في عام 2015.

وقالت رئاسة الاجتماع، في بيان، بعد انتهاء المباحثات: «تم التعبير عن قلق جدّي بشأن تطبيق إيران التزامات النووية». وترأست الاجتماع هيلجا شميد، المتخصصة في الملف لدى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية جوزيب بوريل. ويشارك فيها إلى جانب إيران، ممثلون عن الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وأفاد البيان: «أقر المشاركون بأن إعادة فرض عقوبات أمريكية لم تسمح لإيران بالإفادة مليًا من رفع العقوبات. وأكد المشاركون أهمية الحفاظ على الاتفاق، مذكرين بأنه عنصر أساسي في الهندسة العالمية لعدم الانتشار النووي».

وعقد الاجتماع في إطار اللجنة المختلطة هيئة المباحثات التي نص عليها الاتفاق حول النووي الإيراني. وحاولت الأطراف التوصل إلى بداية حل قبل اتخاذ قرار حول جدوى رفعه إلى وزراء الخارجية.

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لدى انتهاء الاجتماع في أحد الفنادق: «نبقى منفتحين على أي مبادرة قد تضمن لإيران منافع الاتفاق». وأضاف: «إننا على استعداد تام للعودة عن القرارات التي اتخذناها حتى الآن، مقابل احترام الأطراف الأخرى التزاماتها بشكل كامل».

وفي حال لم يتحقق التفاهم، يمكن أن يعيد مجلس الأمن فرض العقوبات التي رفعت في إطار اتفاق فيينا، لكن الأوروبيين يؤكدون أن هذا ليس هدفهم.

 وقال السفير الصيني لدى المنظمات الدولية في فيينا وانج كون: «نحاول وضع آلية تدريجية تستند إلى التعامل بالمثل، لكي تستفيد إيران من المنافع المشروعة للاتفاق، وتعود الأطراف الأخرى إلى احترام الاتفاق كليًا».

وأضاف: «جميع المشاركين هنا يخوضون سباقًا مع الوقت لإيجاد حل محدد لإنقاذ الاتفاق».

وصرح دبلوماسي بأن المفاوضات بين إيران والأوروبيين وروسيا والصين «لم يحدد لها مهلة نهائية»، و«ما زلنا بعيدين عن تحقيق نتيجة»، إذ إنه لم يحدَّد برنامج زمني للمحادثات.

وأمام هذا يظهر أن مسار المفاوضات مع أمريكا يسير  إلى طريق مسدود وسط تبانين بين المواقف الأمريكية والروسية والصينية والأوروبية، لكن الجيد بحسب المراقبين أن جهود التهدئة صارت أفضل بعد التدهور الذي حدث خلال الشهرين الماضيين، بعد الهجوم على أماكن تجمع قوات أمريكية أدى إلى إصابات ومقتل فرد، وهو ما أدى بالولايات المتحدة لأن ترد باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 3 يناير، وردًا على ذلك، ردت إيران بصواريخ على قاعدتين بها قوات أمريكية، وأعلنت  أنها لن تلتزم بأيٍّ من حدود الصفقة النووية.

هناك جدل حول الأرقام الدقيقة، لكن من المرجح الآن أن إيران انتقلت من أقل من 300 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى حوالي أو أكثر من 1000 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب اللازم لصنع قنبلة نووية.

استجاب الاتحاد الأوروبي من خلال إعلانه رسميًا أن إيران قد تكون في انتهاك أساسي للاتفاقية يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات عالمية أشد خطورة من العقوبات الأمريكية.

يوم الجمعة الماضي، أدرجت منظمة  FATF ، وهي منظمة مصرفية دولية قوية وذات أهمية، إيران لأول مرة منذ توقيع الاتفاق النووي على لائحتها، لأن إيران فشلت في تمرير تشريعات تمويل مكافحة الإرهاب وغسل الأموال على الرغم من سنوات من التحذيرات لحثها على القيام بذلك.  

كذلك، يوم الجمعة الماضي قام المتشددون الإيرانيون بإخراج الإصلاحيين من البرلمان في الانتخابات، واستولوا على جميع قوى السلطة، بخلاف الرئيس الإيراني حسن روحاني.

أضف إلى ذلك حقيقة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أدلت بتصريحات متكررة مؤداها أن إيران انتهكت الصفقة النووية بإخفاء المواد النووية عن المفتشين في موقع توركوز أباد النووي.

خلاصة القول هي أن إيران قد اقتربت شهورًا من قدرتها على تصنيع سلاح نووي، وإذا لم يتم تدارك ذلك فقد نفاجأ بإعلانها عن قنبلة نووية، وهذا يعني تهديدا بحرب قد تكون دمارا للمنطقة والعالم.