الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اعتقله آبي أحمد بعد انهيار تحالفهما.. جوهر محمد ملك الشارع ورهان قوى التغيير في إثيوبيا

صدى البلد

اعتقلت الشرطة الإثيوبية الثلاثاء الماضي جوهر محمد، المعارض البارز ورجل الإعلام والحليف السابق لرئيس الوزراء آبي أحمد، بسبب تأييده للاحتجاجات واسعة النطاق بعد مقتل المغني هاشلو هونديسا.  


ولو سُئل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قبل عام من الآن عمن كان له الفضل بعد الشعب الإثيوبي في وصوله إلى منصبه، لأجاب بلا تردد أنه جوهر محمد، الذي أدار معركة حشد التأييد الشعبي خلف آبي أحمد من مكان إقامته في الولايات المتحدة، والذي كان تأييده للأخير الرقم الصعب الحاسم في انتصاره بمعركة الانتخابات.


لكن في أكتوبر الماضي انهار التحالف بين الرجلين بعدما قرر آبي أحمد التضييق على حليفه القديم، ودفع بعناصر من قوات الأمن لمحاصرة منزل جوهر محمد في العاصمة أديس أبابا بحجة تغيير طاقم حراسته الخاصة، الحجة التي لم يبتلعها جوهر محمد ومؤيدوه الذين خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات دفاعًا عن السياسي ذائع الصيت والشعبية.


وبحسب إذاعة "فويس أوف أميركا" الأمريكية، لم يستبعد جوهر محمد خوض منافسة انتخابية ضد حليفه السابق آبي أحمد خلال الانتخابات التي كانت مقررة في أغسطس المقبل قبل أن تقرر الحكومة تأجيلها بحجة مكافحة فيروس كورونا، وإن قال إنه لم يحسم خياره بعد بشأن من سيدعمه في الانتخابات المقبلة أو ما إذا كان سيخوض المنافسة بنفسه.


ومما يبدو من مؤشرات الموقف الحالي في إثيوبيا أن جوهر محمد لديه فرصة لا بأس بها لتحدي وهزيمة آبي أحمد في منافسة انتخابية، فبغض النظر عن اعتباره الصانع الحقيقي لآبي أحمد الوافد حديثًا إلى حقل السياسة، ينتمي كلا الرجلين إلى إثنية الأورومو الكبرى في إثيوبيا، لكن أنصار جوهر محمد بدأوا يتشككون في وعود الإصلاحات الكبرى التي أوصلت آبي أحمد إلى قمة السلطة، ويتهمون الأخير بالشروع في تركيز السلطات في يده وتكميم المعارضة واعتقال الخصوم السياسيين.


وتقول منظمة العفو الدولية إنه منذ أن تولى آبي أحمد منصبه العام الماضي، شنت السلطات حملات اعتقال جماعي متتالية طالت بشكل خاص أبناء إقليم أوروميا من معارضي الحكومة، وطالت فترات السجن بالكثير منهم دون تقديمهم للمحاكمة.


ونقلت الإذاعة عن جوهر محمد قوله "صارت أغلبية الشعب تشعر أن الانتقال السياسي انحرف عن مساره باتجاه العودة إلى نظام سلطوي. سيخوض الحزب الحاكم وأيديولوجيته تحديًا حقيقيًا، ليس فقط خلال الانتخابات وإنما قبلها".


وجوهر محمد من خريجي جامعتي ستانفورد وكولومبيا الأمريكيتين، عمل كصحفي، وهو أيضا المدير التنفيذي ومؤسس "شبكة أوروميا" الإعلامية التي تتمثل أساسا في قناة أنشأها في مدينة مينيابوليس حين كان يقيم في الولايات المتحدة. وتعتبر هذه القناة التي تبث عبر الأقمار الصناعية لسان المعارضة بامتياز، واستخدمها جوهر محمد لأغراض سياسية في الماضي.


وفي نقاش أمام البرلمان الإثيوبي، ألمح رئيس الوزراء الإثيوبي، إلى أن جوهر محمد يلعب دورا ملتويا في الداخل الإثيوبي، وقال: "أولئك الذين يملكون وسائل إعلام وليست لديهم جوازات سفر إثيوبية ويلعبون ألعابا ملتوية، تجدهم في فترات السلم ويغيبون في فترات الاضطرابات"، في إشارة إلى جوهر محمد الذي يحمل جواز سفر أمريكيا.