الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاستقالة أو الشنق.. اشتعال الغضب في لبنان احتجاجا على انفجار بيروت

مظاهرات بيروت
مظاهرات بيروت

انفجار مرفأ بيروت الضخم -الذي راح ضحيته ما لايقل عن 158 قتيلا- لن يمر مرور الكرام على السلطات اللبنانية، حيث انتفض الشعب اللبناني، أمس السبت، بالتظاهر في بيروت واقتحام وزارات ومبان حكومية، احتجاجا على انفجار الثلاثاء الماضي.

نزل آلاف اللبنانيين إلى الشوارع للاحتجاج، الأمر الذي قابلته الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين رشقوا الحجارة، كما سُمع دوي إطلاق نار من ساحة الشهداء المركزية.

"الاستقالة أو الشنق" كانت مطالب المتظاهرين للحكومة والسلطات اللبنانية واضحة في لافتاتهم التي رفعوها في الشوارع، كما استعرضوا حبل المشنقة حول ساحة الشهداء وعلقوا تماثيل لكبار السياسيين في البلاد، بمن فيهم زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب في خطاب متلفز إنه سيطلب انتخابات مبكرة كوسيلة للخروج من الأزمة، مؤكدا: "لا يمكننا الخروج من الأزمة الهيكلية في البلاد دون إجراء انتخابات برلمانية مبكرة". وسيناقش هذا الموضوع في مجلس الوزراء غدا الاثنين".

وحمل المتظاهرون الحكومة مسئولية الفشل في منع انفجار مستودع بيروت، الذي حمل أكثر من 2000 طن من نترات الأمونيوم، تم الاستيلاء عليهم من سفينة منذ ست سنوات ولكن لم يتم نقلها، حيث وعدت الحكومة بالعثور على المسؤولين.

أدت هذه المواد في النهاية إلى انفجار مرفأ بيروت وتدمير أجزاء من المدينة، الأمر الذي زاد من انعدام الثقة في الحكومة اللبنانية واعتبره الكثيرون رد فعل لطبقة سياسية فاسدة وغير كفؤة.

هذا بخلاف الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية التي فقدت ما لا يقل عن ثلثي قيمتها، والذي أدى إلى اندلاع حركة احتجاج مناهضة للحكومة، أكتوبر الماضي، وزاد الانفجار الأخير الطين بلة على السلطات اللبنانية.

واقتحم عشرات المتظاهرين وزارات الحكومة ومقر جمعية البنوك في البلاد، حيث بدأت المداهمات بعد دخول مجموعة من الناس هتفوا بشعارات مناهضة للحكومة وأحرقوا صورة الرئيس ميشال عون وزارة الخارجية ودعوا إلى احتلال جميع الوزارات.

ومن بين المتظاهرين في وزارة الخارجية - 100 على الأقل - من ضباط الجيش المتقاعدين، الذين أكدوا أن الدخول إلى المبنى كان سهلا لأنه تضرر من انفجار يوم الثلاثاء.

وذكرت تقارير إعلامية أن الجيش طرد المجموعة الأصلية من المتظاهرين من وزارة الخارجية بعد عدة ساعات، لكن المباني الأخرى ظلت محتلة، حيث أظهرت لقطات تلفزيونية محتجين يقتحمون وزارتي الطاقة والاقتصاد، كما شوهد جنود يقومون بدوريات في الشوارع في عربات محملة ببنادق آلية.

ويقدر عدد الحشود بما يتراوح بين 5000 و10000 تجمعوا للاحتجاج، بما في ذلك مسيرة من واحدة من أكثر المناطق تضررا بالقرب من الميناء إلى ساحة الشهداء.

بدأت المناوشات مع الشرطة في وقت مبكر، حيث قام بعض المتظاهرين بإلقاء الحجارة والعصي، وردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. كانت هناك نقاط اشتعال عند المتاريس المصممة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى البرلمان.

وأكدت الشرطة لوكالة رويترز للأنباء أن الذخيرة الحية أطلقت في وسط بيروت، لكن لم يتضح من أطلق الرصاص، كما تأكد مقتل ضابط شرطة خلال الاحتجاجات وسقط في مصعد أحد الفنادق، بعد أن طارده المحتجون هناك حسبما ورد.

وقال الصليب الأحمر المحلي إنه عالج 117 جريحًا في مكان الحادث ونقل 55 اخرون الى المستشفى.

بصرف النظر عن إظهار غضب المدينة ، كانت المسيرة تهدف أيضًا إلى إحياء ذكرى ضحايا الانفجار الذي أسفر عن إصابة 6000 شخص، وفقًا لآخر تحديث، كما أدى إلى تشريد حوالي 300 ألف شخص بلا مأوى.

جاءت مواجهة السبت عشية مؤتمر افتراضي، اليوم الأحد، يحضره زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف جمع التبرعات لمساعدة الأسر المتضررة من الانفجار.