الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماهر فرغلي: الإخوان تواجه مرحلة فارقة.. وتراجعها فى الأردن مؤشر لنهايتها عالميا

صدى البلد

قال ماهر فرغلي، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، جماعة الإخوان الإرهابية فى الأردن تواجه انقسامات كبيرة، مؤكدا: "بعد خسارة الجماعة الإخوانية فى الأردن والنتيجة الحتمية للانتخابات حسم وضع الجماعة هناك".

أضاف ماهر فرغلى، فى مداخلة هاتفية لبرنامج " مساء القاهرة " الذى يقدمه الإعلامي خالد العوامى، عبر قناة الحدث اليوم، أن تراجع الجماعة الإرهابية فى الأدرن هو إنذار بتراجعها فى كل دول العالم، فكان لها هيكل كبير وأيدلوجية دينية صعبة ولكن كل هذا يتفكك الآن، وهم حاليا فى مرحلة تراجع فارقة فالإخوان فى مصر وفى ليبيا وفى المغرب متراجعين أيضا.

وأوضح الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن الخطابات الدينية للجماعة الإخوانية مثل خطابات الخلافة، متابعا: "هم دائمًا بارعين فيها ونفس الأمر ينطبق فى شعارات الهوية فالإخوان فى الأردن ثانى أكبر جماعة بعد الجماعة الموجودة فى مصر، ولكن الناس بدأت تعى بما يفعلونه وأن الناس لا يحتاجون لهذه الرسائل وإنما يريدون تصرفات فعلية"

أما عن شهادات علماء الأزهر في جماعة الإخوان فقد استكمل فضيلته هذه الشهادات الثمينة قائلًا: لقد استشعر الشیخ محمد عبد اللطیف السبكي -عضو جماعة كبار العلماء بالأزھر- خطر الإخوان برؤية ثاقبة ومستشرفة للمستقبل  عند نقده لكتاب "معالم في الطریق" لسید قطب عام 1965م وتفنيده لما جاء فيه تفنيدًا علميًّا بعقل أزهري متفتح، بناءً على طلب الإمام الأكبر شیخ الأزھر وقتها فضيلة الشیخ حسن مأمون الذي أسند إلیه مراجعة وكتابة تقریر عن مضمون الكتاب جاء فیه: "لأول نظرة في الكتاب یدرك القارئ أن موضوعه الدعوة إلى الإسلام، ولكن أسلوبه أسلوب استفزازي، یفاجأ القارئ بما یھیِّج مشاعره الدینیة، وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء، الذین یندفعون في غیر رویة إلى دعوة الداعي باسم الدین، ویتقبَّلون ما یوحى إلیھم من أحداث، ویحسبون أنھا دعوة الحق الخالصة لوجه الله، وأن الأخذ بھا سبیل إلى الجنة".

ونوه مفتي الجمهورية بأن الشيخ الأزهري السبكي لم يُعد سيد قطب من العلماء أو الفقهاء ولا المجتهدين، بل نعته بالمؤلف؛ مما يدلل على رأيه فيه صراحة، وبوضوح.

وعلق على شهادة الشيخ السبكي، قائلًا: "ولم يختلف سيد قطب عن معاصريه من أمثاله، فقد نفى الإسلام عن الأمة، وكذلك غيَّب حسن البنا الإسلام عن الأمة، وقد طرحا العنف والتدمير كحل للصدام مع المجتمع ومع الدولة، وهو ما تحقق لاحقًا؛ مما يدلل على كذب زعمهم بتبني السلمية، ولم يختلفا عن سابقيهما من الخوارج في الصدام والتكفير والعداء للمسلمين، بل إن جماعة الإخوان أحيت مفاهيم وأفكار جماعات الخوارج الأوائل ولكن بشكل أكثر تعقيدًا وأخطر تركيبًا".

وأردف مفتي الجمهورية مستكملًا شهادة الشيخ السبكي على الإخوان مستنكرًا إنكار سيد قطب ونفيه وجود أمة إسلامیة منذ قرون كثیرة، قائلًا ومتعجبًا: "وهذا يعني أن عھود الإسلام الزاھرة، وأئمة الإسلام، وأعلام العلم والمجتهدين كانوا في جاھلیة، ولیسوا من الإسلام في شيء، على حسب زعم سيد قطب حتى یجيء هو إلى الدنیا!"

ويواصل مفتي الجمهورية عرض شهادات علماء الأزهر الأجلاء فيعرض شهادة الإمام الأكبر الشیخ جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق في كتابه "بیان للناس من الأزھر الشریف" فيقول: "ثم ظھرت في العشرینيات من القرن العشرين حركة تنادي بوجوب الاستغناء عن القوانین الوضعیة والعودة إلى القوانین الإسلامیة بحكم أننا دولة إسلامیة، وأن تاریخنا الطویل منذ عھد الفراعنة ورسالة إدریس علیه السلام یقوم على الدین، وأن حضارتنا في جمیع عصورھا مصبوغة بصبغة دینیة، إلى جانب أننا كبشر لا یصح أن نستغني عن ھدایة الله بھدایة غیر الله تمسكًا بالمادة الأولى في دستور الحیاة البشریة یوم أن أھبط الله آدم إلى الأرض... وكان من أثر ھذا الفكر انحراف في السلوك أدى إلى قتل واغتیال وتخریب وفتنة راح ضحیتھا أبریاء، نسجل للتاریخ بعض ھذه الأحداث، أھمھا: اغتیال رئیس الوزراء محمود فھمي النقراشي في 1948م، ومحاولة اغتیال جمال عبد الناصر سنة 1954م وغيرهما".

ويستكمل المفتي عرضه لشهادات العلماء فيعرض شهادة الشيخ د. عبد الله دراز قائلًا: "فقد أعلن شهادته في كلمة للإذاعة في سنة 1954م عنوانها "الإسلام دين توحيد ووحدة وسلام وأمان" يؤيد تمامًا ما جاء في قرار هيئة كبار العلماء في رفض انحرافاتها".


وأكمل: ومن المثير للعجب والدهشة أن بعض شيوخ حسن البنا نصحوه بعدم تأسيس جماعة الإخوان وهو الشیخ الأزھري الجلیل السید عبد الوھاب الحصافي شیخ الطریقة الحصافیة -التي كان البنا واحد منھا- فيقول مفتي الجمهورية: "وھو أول من نصح البنا بعدم المضي فیما مضى فیه من إنشاء جماعة الإخوان، وأن البنا مع ثقته بعلم الرجل وعقله وإخلاصه وورعه وتقواه إلا أنه رفض النصیحة، واستمر في تأسیس الجماعة حتى اعترف البنا بذلك قائلًا: "واستمرت صلتنا على أحسن حال بشیخنا السید عبد الوھاب حتى أنشئت جمعیات الإخوان المسلمین وانتشرت، وكان له فیھا رأي، ولنا فیھا رأي، وانحاز كل إلى رأیه، ولا زلنا نحفظ للسید الشيخ الحصافي –جزاه الله عنا خیرًا-