الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأوقاف تصدر ترجمة حماية الكنائس في الإسلام إلى اللغة الفرنسية

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

 أصدرت الأوقاف والهيئة المصرية العامة للكتاب في إطار مشروعهم الثقافي المشترك (رؤية باللغات الأجنبية) كتاب : ” حماية الكنائس في الإسلام ” الصادر عن وزارة الأوقاف مترجمًا إلى اللغة الفرنسية .

وبيرز الكتاب  أن الإيمان بالتنوع سنة من سنن الله الكونية ، حيث يقول الحق سبحانه: ”وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ” (هود 17-118)  ، فلا إكراه في الدين ولا على الدين ، حيث يقول سبحانه وتعالى :” لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ” (البقرة :255) .

ويعمل الكتاب على ترسيخ فقه العيش المشترك وأسس المواطنة المتكافئة دون تمييز بين أبناء الوطن الواحد على أساس الدين أو اللغة أو الجنس أو العرق، فالوطن لجميع أبنائه وهو بهم جميعًا .

ويفند الكتاب بالحجة والبرهان شبه المبطلين ، ويصحح كثيرًا من المفاهيم الخاطئة ، سواء أكانت هذه المفاهيم ناتجة عن سوء قصد أو سوء فهم.

قال الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، إن رسالتنا الدعوية على عدة ثوابت ومرتكزات أساسية  أولها : السماحة والتيسير  فالفقه عند أهل العلم التيسير بدليل، والفقه هو التيسير من ثقة ، حيث قال تعالى: ” يُرِيد اللَّه بِكُمْ الْيُسْر وَلَا يُرِيد بِكُمْ الْعُسْر” (البقرة : 185) ، ويقول سبحانه : ” وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ” (الحج : 78) .

وأضاف الوزير في مقال له على موقع وزارة الأوقاف: وجَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ (صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ) ، فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ حَدًّا فأقِمْهُ عَلَيَّ ، قالَ : وَحَضَرَت الصَّلَاةُ فَصَلَّى مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فأقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللهِ، قالَ: “هلْ حَضَرْتَ الصَّلَاةَ معنَا؟” قالَ: نَعَمْ، قالَ: “قدْ غُفِرَ لَكَ”، وما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) بيْنَ أمْرَيْنِ قَطُّ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه” , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه” (صحيح مسلم) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا” (صحيح البخاري).

وأوضح أن دور العلماء هو البلاغ وليس الهداية والحساب , أما الهداية فأمرها إلى الله (عز وجل) , حيث يقول سبحانه : ” إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (القصص : 56) , ويقول الله تعالى : ” إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ” (الشورى : 48) , ويقول سبحانه : ” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ” (يونس : 99) , ويقول (عز وجل): ” مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ” (الأنعام : 52) , ويقول سبحانه : ” وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” (الأنعام : 164) , ويقول الله (عز وجل) : ” كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ” (المدثر : 38) , ويقول سبحانه : ” لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ” (البقرة : 286), ويقول الحق سبحانه : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (المائدة : 105).

ونوه بأن دورنا هو عمارة الدنيا بالدين وليس تخريبها ولا تدميرها باسم الدين , فالدين فن صناعة الحياة لا فن صناعة الموت , حيث يقول سبحانه : ” وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (المائدة : 32) .

واختتم  أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان , فكل ما يقوي شوكة الدولة الوطنية هو جزء لا يتجزأ من المقاصد الشرعية , وكل ما يدعو إلى الهدم والتخريب والفساد والإفساد لا علاقة له بالأديان ولا علاقة للأديان به , ومن يقومون به فاسدون متشددون محاربون لله ورسوله, حيث يقول سبحانه : “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (المائدة : 33) .