الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شوكة في حلق أردوغان.. مهندس العلاقات الأمريكية الكردية يتولى منصبًا رفيعًا في إدارة بايدن.. وفرص تركيا لتحسين علاقتها بأمريكا تتضاءل

بريت ماكجورك
بريت ماكجورك

- تقارير أمريكية: تعيين ماكجورك في منصبه الجديد وجه ضربة قوية لتركيا
- الدبلوماسي المخضرم لديه علاقات وثيقة مع الأكراد
- وصحيفة تركية تتوقع استخدام ماكجورك نفوذه ضد أنقرة


مع اكتمال حفل تنصيب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وحلفه اليمين الدستورية، أصبح بريت ماكجورك، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو شخص عمل مع المسؤولين الأتراك لسنوات طويلة، فماذا يعني ذلك لتركيا؟.

أثار تعيين ماكجورك في هذا المنصب غليانًا في تركيا لم يظهر بشكل علني، إذ وصفت صحيفة "ديلي صباح" التركية الموالية للحكومة ماكجورك بأنه "شوكة" في في العلاقات التركية الأمريكية، وسيستغل نفوذه على نطاق واسع لتقويض أي فرصة تذهب إلى تركيا.

وذكر تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن المسؤول الجديد في إدارة بايدن، كان المهندس الرئيسي للعلاقات التي نشأت بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وهو كيان متفرع من حزب العمال الكردستاني التركي، التي تعتبره تركيا منظمة إرهابية.

وأوضح التقرير أن تعيين ماكجورك في منصبه الجديد وجه ضربة قوية لتركيا ويؤثر بشكل كبير على محاولة تحسين العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

ولفت التقرير إلى دور ماكجورك الناجح كمبعوث لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، في عهد الرئيسين الأمريكيين باراك أوباما، ودونالد ترامب، حيث عمل بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية على إقامة شركة ناجحة للغاية مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا لهزيمة التنظيم الإرهابي.

وبينما لا تزال تركيا غاضبة من هذا التحالف، نظرًا لقرب العلاقات بين وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمردًا مسلحًا في ضد الحكومة التركية منذ عام 1984، إلا أن الحقيقة تكمن في أن تركيا تتعامل مع اي اتفاق يعزز من قوة الأكراد سواء كان في العراق أو إيران أو سوريا أو تركيا، كتهديد وجودي، وفقًا للتقرير.

ويقول تقرير "المونيتور" إن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، كان يقود حملة علنية لإقالة ماكجورك، حيث قال على الهواء مباشرة مع قناة "إن.تي.في" التركية: "سيكون من المفيد إذا تم تغيير ها الشخص".

وفي حين من السهل معرفة لماذا يثير تدريب أمريكا - الدولة الحليفة في الناتو - للأكراد غضب تركيا، فإن سبب نمو الشراكة بين واشنطن والأكراد ليس ماكجورك، بل فشل تركيا في التوصل لقوة بديلة داخل سوريا، وموقفها المتمثل في عدم منع آلاف المقاتلين الأجانب من عبور الحدود التركية باتجاه سوريا لإقامة الخلافة المزعومة، وهو ما جعل تركيا تبدو كراعية للإرهابيين.

وأوضح التقرير أن ماكجورك عمل بالفعل عن قرب مع المسؤولين الأتراك لسنوات طويلة، حيث كان يجري رحلات إلى أنقرة للقاء أردوغان، وأقام علاقات ودية مع رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، وعمل معهم على مجموعة من القضايا المعقدة، شملت العراق وتجارة النفط من خلال إقليم كردستان.

ولفت التقرير إلى أن الصياح في تركيا بشأن تعيين ماكجورك في منصبه الجديد، يشير إلى أن أنقرة لا تزال تحاول إلصاق السياسات الأمريكية التي لا تحبها بالأفراد وتواصل مزاعمها بأن هؤلاء الأفراد أصبحوا مارقين.

وتحدث مصدر غربي لـ "المونيتور" عن ماكجورك قائلًا: "إنه شخص يلتزم بشدة بتنفيذ المهام التي يكلفه بها قادته. وقد فعل ذلك مع 3 رؤساء أمريكيين.. فهو لم يؤمن قط بتقسيم سوريا ولا تقسيم العراق ويحاول تكوين شركاء محليين لتعزيز المصالح الأمريكية".

وأضاف المصدر: "كان أحد نجاحاته هو التفاوض على تبادل الأسرى مع إيران عام 2016، والذي شهد إطلاق سراح 4 أمريكيين من أصول إيرانية، من بينهم مراسل صحيفة واشنطن بوست، مقابل الإفراج عن 7 إيرانيين محتجزين بتهمة انتهاك العقوبات".