مهمة بدرجة عالية

قال الكاتب الصحفي الدكتور خالد التيجاني، رئيس تحرير صحيفة إيلاف السودانية، إن الزيارة المقررة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة السودانية الخرطوم مهمة بدرجة عالية سواء من ناحية التوقيت أو من ناحية القضايا، على المستوى الصناعي بين مصر والسودان أو المستوى الإقليمي.

وأضاف "التيجاني" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الزيارة تتويج لما يمكن اعتباره كتقارب يقوم على وضوح الرؤية لإدراك مدى خصوصية العلاقة بين الدولتين وكذلك استراتيجية علاقات مصير مشترك، ولا يقوم فقط على مفردات عاطفية بل مصالح حقيقية تربط الدولتين.

وتابع: أعتقد أن هذه الزيارة تأتي للتحدث في عدد من الملفات بالنسبة للسودان بما أنها في وضع انتقال لا يخلو من التعقيد يحتاج إلى الاستفادة من تجربة مصر في العديد من القضايا مثل قضايا الإصلاح الاقتصادي، لأنه الأن يشكل مشكلة كبيرة جدا بالنسبة للسودان لأن الخطر الأساسي الآن على الاستقرار في السودان يتعلق بالقضايا الاقتصادية.

وأردف: مصر لديها تجارب ناجحة في عملية الإصلاح الاقتصادي وبالتالي الاستفادة ستكون كبيرة للسودان وأيضا الاجتماع سيتحدث عن قضية أهم وهي قضية سد النهضة فهي الأن تمثل خطرا خاصة مع استمرار الجانب الإثيوبي في التعامل بنفس الطريقة مع هذا الملف،.

وقال "التيجاني"، إن مصر والسودان لم يكن لديهما أعتراض فيما ما يتعلق بإنشاء سد النهضة، ولكن الاعتراض فيما يتعلق بوجود ضمانات رسمية وملزمة بشأن عملية الملء والتخزين ليحقق لأثيوبيا مصالحها بدون الإضرار بمصالح مصر وأثيوبيا، فأثيوبيا تعمل الآن على تحويل السد من قضية اقتصادية متعلقة بالتنمية إلى ورقة سياسية للضغط للتغيرا لجغرافي السياسي في منطقة حوض النيل وتغير توازنات القوة الراهنة في المنطقة.

ولفت "التيجاني" إلى أن هذ يعد دليلا كبيرا يكشف عن النية السيئة لأثيوبيا تجاه السودان ومصر، مضيفا: لذا أعتقد أن الوقت المناسب لزيارة السيسي للسودان لان زيارته ستسهم في إطار رسائل سياسية للبلدين وعدم سماح كلا منهما بتكرار ما حدث العام الماضي، كذلك نشير بالأضافة للملف الاقتصادي وملف سد النهضة إلى أن التعاون العسكري ليس حدثا عابرا بل إشارة وتواصل للعلاقة بين الجيشيين المصري والسوداني ووجود قوة تحمي المصالح المشتركة.

واختتم "التيجاني"، أنه في مجمل القول فإن هذه الزيارة مهمة بعد التغير الذي حدث في أبريل لعام  2019 وبالتاكيد سيقدم رسائل مهم في توقيت مهم وبمضمون مهم.

نقلة نوعية شديدة الإيجابية

قالت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية السفيرة منى عمر، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم تأتي إثر اللقاء الذي عقد مع وزير الخارجية السوداني بالقاهرة أمس وتطرق لعدة موضوعات مهمة، كما تأتي كأول زيارة بعد تولي رئيس الحكومة الجديد عبد الله الحمدوك مهام عمله.

وأوضحت "عمر" في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن هناك تقاربا ونقلة نوعية شديدة الإيجابية في العلاقات المصرية السودانية خاصة بعد الزيارات المكررة من قبل قيادات الدولتين، وآخرها قيام رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمد فريد، بـ زيارة للخرطوم ومشاركته على رأس وفد رفيع المستوى من قادة القوات المسلحة في الاجتماع السابع للجنة العسكرية المشتركة المصرية السودانية.

وأكدت "عمر" إن التكافل في العلاقات بين البلدين سوف يساعد في رفع مستوى المعيشة على المستوى الاقتصادي وسيكون له تأثير أيضا على المستوى الاقليمي وتحديدا في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وأبرزها ملف سد النهضة والمفاوضات بشأن التوصل لاتفاق مُرضٍ لجميع الأطراف.

وأشارت "عمر" إلى إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل رسالة قوية للتضامن والدعم للشقيق السودان لعبور المرحلة الانتقالية بأمان ولحفظ استقرار ووحدة أراضيه وربما تتضمن تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مسبقا بين الدولتين.