الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كفاية إخوان


يبدو أن الإخوان المسلمين لم يستوعبوا حتى هذه اللحظة هذا الكم الهائل من الخسائر التى حصدوها كنتيجة مباشرة لسوء تقديرهم لطبيعة المواطن المصرى الرافض تماماً لإسلوب الترهيب والغدر، بالتأكيد المنتمين إلى هذه الجماعة المرفوضة بقوة من قبل معظم فصائل المجتمع يدركون بما لايدع مجالاً للشك أنهم فى حاجة إلى عدة عقود قادمة، إذ ربما يتمكنوا من استعادة جزءٍ من طموحاتهم التى فقدوها خلال تربعهم على عرش الحكم فى مصر بعدما تم تصنيفهم مؤخرا كعصابة إرهابية تُروع الأمنين، وتقتل الأبرياء وتشيع الفوضى وتفجر القنابل فى وجه شركاء الوطن دون أدنى شعور بالذنب، بالتالى وبالدليل القاطع خسر هذا الفصيل الغير مرغوب فى تواجده فيم بيننا الكثير من ثقة الناس الذين تعاطفوا معهم، ووقفوا إلى جوارهم فى الانتخابات السابقة، ولم يردوا إليهم الجميل وقت هيمنتهم على دفة الأمور.
ولم يحققوا أى من وعودهم الكاذبة بالإصلاح بل على النقيض فلقد ظهر وجههم القبيح بعدما توالت خسائرهم الفادحة، لقد خسروا الإعلام الذى دافع عنهم، ومنحهم فرصة العمر للتواجد والتعبير عن هويتهم وآرائهم عبر كافة القنوات والفضائيات بصورة غير مسبوقة من قبل، وهذا المكان يشهد على ذلك، لقد خسروا قطاع الشرطة بعدما استهدفوا رجاله جهارا نهارا بمنتهى الخسة والوحشية ومثلوا بجثثهم أمام العالم أجمع.
لقد خسروا الرأى العام الذى منحهم الفرصة، وساندهم بشتى الطرق، فأصبح اليوم نادماً على هذا الاختيار الخاطىء الذى كاد أن يشتت جمعنا ويوقع الفرقة فيم بيننا، بالتأكيد الكبار من هذه الجماعة المحظورة خسروا أيضا الكثير من شبابهم المُغيب الذين تحولوا إلى عصابات إرهابية بعد هذا الكم من الحرائق والانتهاكات الغير مسبوقة الأمر الذى أدى إلى شيوع الفوضى والخراب فى سابقة لم تحدث من قبل داخل جدران معظم الجامعات المصرية، وأظن أن مايحدث بجامعتى القاهرة والأزهر خير دليل على هذا الفجور الذى يتشح به هؤلاء الخونة المتدثرين بعباءة الدين ونأتى إلى الطامة الكبرى.
أرض سيناء الحبيبة التى نحتفل هذه الأيام بتحرير آخر نقطة من ترابها الذى ارتوى بدماء خيرة شباب الوطن، وإذا بنا اليوم ونحن نشحذ الهمم لإعادة إعمارها والاستفادة من خيراتها نصطدم بهذا الكم من الأعمال الإرهابية من قِبل تكفيريين وخونة موالين لجماعة الإخوان المتأسلمين بعدما أعلنوها حرباً ضارية على الجيش المصرى ورجاله الشرفاء فى محاولة يائسة كالعادة لزعزعة مكانته لدى قلوب الملايين من شعب مصر الواثقين بكل قوة فى قدرات قواتنا المسلحة.
من هنا أظن أنه بعد هذا الكم من التفجيرات الخسيسة التى وقعت مؤخراً فى العديد من محافظات مصر كالإسكندرية والإسماعيلية وأسوان وشمال سيناء والمنصورة والقاهرة وغيرهم، ومع التزايد المستمر فى أعداد الضحايا والمصابين من رجال الشرطة الذين يتساقطون يوميا بطريقة موجعة لقلوبنا جميعا، لابد أن يكون لنا وقفة رادعة بعدما أحرق هؤلاء الإخوان المسلمون آخر أوراقهم فى مواجهة الشعب المصرى، أصبح يتحتم اليوم أن يتفهموا جيدا أن معركتهم الآن ليست مع الجيش أو الشرطة إنما معركتهم القادمة ستكون مع كل أسرة مصرية سقط منها شهيد غالبا فى عُمر الزهور.
لقد تصور الإخوان حين اجتمعوا فى ميدانى رابعة والنهضة أن ذلك بمثابة تمهيدٍ لإعلان دولتهم المستقلة، وكأنهم انفصلوا عن هذا الشعب ،يبدو أنهم تناسوا أنهم وصلوا بالفعل إلى حكم مصر وأنهم فشلوا فى إدارة شئونها وأنهم ارتكبوا فى حق أنفسهم وحق هذا الشعب خطأ العمر حين توهموا أنهم قادرون على إقصاء كل صاحب فكر أو رأى وتصفية كل من تُسول له نفسه أن يخالف توجهاتهم المريضة.لقد سئمنا من وعودهم الجوفاء الكاذبة، لقد أرهقونا بعهود واهية تحت راية الإسلام هو الحل والحقيقة أنهم هم أنفسهم أكبر عنوان للحقد والغدر إنهم أكبر إساءة للإسلام دين الأمن والأمان.. فليتهم يرحلون عنا ولديهم قناعة مؤكدة أنه لامكان لهم بيننا بعد اليوم.