الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. فوز "الاشتراكي" فرانسوا هولاند برئاسة فرنسا. والوضع الاقتصادي والبطالة والهجوم على المسلمين أسباب هزيمة ساركوزي


هولاند أول رئيس اشتراكي بعد ميتران
ساركوزي يهنئ هولاند هاتفيًا بعد فوزه بالرئاسة
الوضع الاقتصادي سبب الإطاحة بساركوزي
ساركوزي: أتحمل مسئولية الهزيمة بمفردي
كتب- مصطفى الرماح
فاز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند برئاسة فرنسا في جولة الإعادة مع الرئيس نيكولا ساركوزي التي أجريت اليوم.
كانت نتائج مراكز الاستطلاع اعتمادًا على آراء الناخبين فور خروجهم من مراكز التصويت أظهرت اليوم، الأحد، فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بالرئاسة في فرنسا متغلبًا على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بفارق واضح.
وبهذا سيصبح هولاند -الذي كان متفوقًا لأشهر في استطلاعات الرأي على ساركوزي المحافظ- أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ خروج فرانسوا ميتران من السلطة عام 1995.
وأقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالهزيمة أمام منافسه الاشتراكي في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة. وقال ساركوزي "تحدثت إليه (هولاند) هاتفيا للتو وتمنيت له حظا طيبا".
وأعلن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى والذى فشل فى الفوز بولاية أخرى بالاليزيه انه يستعد حاليا ليصبح مواطنا عاديا بعد مشواره السياسي الذى بدأ منذ 35 عاما.
وقال ساركوزى فى الكلمة التى القاها مساء اليوم "الأحد" أمام أنصاره بعد إعلان التقديرات الأولية للجولة الثانية من الانتخابات فوز منافسه الاشتراكى فرانسوا هولاند انه بعد 35 عاما من العمل السياسي وعشر سنوات فى تحمل المسئولية فى الحكومة الفرنسية (5 سنوات وزيرا فى عهد الرئيس جاك شيراك) وخمس سنوات على رأس الدولة فانه حان الوقت ليصبح مواطنا عاديا فى إشارة إلى إعتزال الحياة السياسية.
وحقق نيكولا ساركوزي ، 57 عاما، المنحدر من أب مجري مهاجر وأم باريسية محامية، حلم حياته فأصبح رئيسا لفرنسا فى 2007.. وتجاوز كل العقبات التي اعترضت مسيرته بما انه لم يكن ينتمي لا إلى البرجوازية القديمة ولا إلى المعاهد الفرنسية
العريقة.
ويشيد مناصروه بطاقته التي لا تنضب وتصميمه، وهم مقتنعون بانه كان سيتمكن من اخراج فرنسا من الوضع الصعب الذي تواجهه وخاصة من الناحية الاقتصادية، بينما يصفه معارضوه بانه "عنيف" ويشبهونه بـ"قيصر صغير" .
ودخل نيكولا ساركوزي الحياة السياسية الفرنسية في التاسعة عشرة من عمره وبرز بسرعة في محيط جاك شيراك زعيم اكبر احزاب اليمين أنذاك.. وفي الثامنة والعشرين، من عمره انتخب رئيسا لبلدية نويي احدى الضواحي الباريسية الراقية..
وفي الرابعة والثلاثين من عمره اصبح نائبا وبعد اربعة اعوام عين وزيرا.
وفي 2004، انتخب ساركوزي الذي درس المحاماة رئيسا للحزب الحاكم "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الذي انشأه جاك شيراك في 2004 ليحل محل الحزب الديجولي "التجمع من أجل الجمهورية".
وعمل ساركوزى وزير الداخلية على تسليط أضواء الإعلام على أدائه في مكافحة انعدام الامن والهجرة غير الشرعية ..وعند وصوله إلى السلطة في مايو 2007 بفوزه بـ53% من أصوات الناخبين وعد باصلاح فرنسا، ولكن ومع إقتراب موعد نهاية فترة رئاسته كشفت استطلاعات الرأي أن ساركوزي أصبح الرئيس الاقل شعبية في فرنسا لفترة طويلة.
ويعتبرالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي - الذى تولى مقاليد الحكم منذ عام 2007 بعد فوزه على منافسته الاشتراكية (القوية) سيجولين رويال - الرجل القوي في اليمين الحاكم الفرنسي، وهو من الداعين إلى القطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث
"تغيير عميق"في البلاد.
ولكن انقلب الواقع الانتخابي الفرنسي في الأشهر الستة الأخيرة ضد الرئيس الفرنسي، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن نصف الناخبين الفرنسيين غيروا توجههم الانتخابي خلال تلك الفترة وغالبية أصحاب الأصوات المتغيرة هم من الذين انتخبوا
ساركوزي في عام 2007، ويبدو من الجو العام الذي يسود الشارع الفرنسي حاليا، أن الفرنسيين لا يتوقعون المعجزات من فرنسوا هولند المرشح الاشتراكى لكنهم سئموا من ساركوزي واستعراضاته الفارغة، والبعض يشير إلى أن قضية "تولوز" أنتجت مفعولا عكسيا أضر بساركوزي الذي حاول تحويل الأنظار والاهتمامات إلى الشأن الأمني بدلا من الشأن الاقتصادي، في استغلال واضح لهذه القضية.
وعلى الرغم مما أظهره ساركوزى خلال جولاته ومهرجانته الإنتخابية من قوة إلا انه يعيش فى الفترة الأخيرة هاجس ما بعد خروجه من سدة الرئاسة، خصوصا أن لائحة خصومه تطول، وهم ينتظرون الفرصة لينتقموا منه لاسيما رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان الذي تسبب ساركوزي فى دخوله إلى المحاكم، وكاد يسجن جراء قضية "كلير ستريم" الشهيرة التي ادعى من خلالها ساركوزي على دوفيلبان بتهمة التزوير وزج اسمه في قضية يقول (دو فيلبان) انه لا علاقة له بها.
ومن خصوم ساركوزي أيضا الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي ينتمى إلى نفس الحزب اليمينى الحاكم (بل هو مؤسسه أيضا) أعلن انه سوف ينتخب المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، ما شكل صاعقة لدى اليمين الفرنسي وحزب الاتحاد من أجل أكثرية رئاسية.
وأشارت بعض المصادر الصحفية والإعلامية الفرنسية الى وضع نفسي صعب عاشه ساركوزي قبل إعلان النتائج.
وواجهت الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعثرا كبيرا بعد تخلي شخصيات بارزة عن تحفظها واعلان تأييدها منافسه الأشتراكي فرانسوا هولاند.
وكان لافتا اعلان الوزيرة السابقة فضيلة عمارة وزميلها مارتان هيرش اللذين ضمهما ساركوزي الى احدى حكوماته، عزمها التصويت لمصلحة هولاند في الجولة الأولى، ما شكل مبادرة منهما للانفتاح على اليسار. وحذا حذوهما الوزيران السابقان كورين لوباج وعزوز بيجاج الذي انضم الى فريق عمل رئيس الحكومة السابق دومينيك دوفيلبان قبل تولي ساركوزي الرئاسة.وذلك فى ظاهرة غير مألوفة في فرنسا، بسبب قاعدة التحفظ المتبعة في هذا المجال والحرص على سرية الاقتراع، ما يعكس درجة المعارضة الداخلية لأسلوب حكم ساركوزي.
وواجه ساركوزى تحديا آخر فى هذه الانتخابات تمثل فى المسلمين الذين حشدوا أصواتهم للإطاحة به لمعاقبته على لهجته التى باتت معادية للمهاجرين والإسلاميين.. تلك اللهجة التى لجأ لها بعد أحداث تولوز ومونتوبان التى ارتكبها محمد مراح الشاب
المسلم الفرنسى الجزائرى الأصل فى محاولة منه (الرئيس المنتهية ولايته) لإتقاذ شعبيته المتدهورة وكسب أصوات اليمين المتطرف بوعوده بتقليل عدد المهاجرين بسبب العدد الكبير للأجانب وخاصة من العرب فى فرنسا.
وكان يدعم الديكتاتوريات السابقة فى العالم العربى ومواقفه من الثورة التونسية فى بدايتها والتى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على حيث كان يدعم نظام الأخير بخلاف علاقاته مع الرئيس السابق حسنى مبارك ودعوته للرئيس السورى بشار الأسد لحضور العرض العسكرى بمناسبة العيد الوطنى لفرنسا فى 2008.
أما العقيد الليبى السابق معمر القذافى فكان الشبح الذى طارد ساركوزى طوال حملته حيث نفى الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته ما تردد مؤخرا حول محاولته بيع "مفاعل نووي" للعقيد الليبى الراحل معمر القذافى فى عام 2007 وهى الإتهامات التى وجهتها له فى هذا الصدد آن لوفيرجون الرئيسة السابقة لمجموعة "أريفا" النووية الفرنسية المملوكة للدولة بأنه كان يحاول بيع "طاقة نووية" لليبيا في عهد القذافي -الذى أطاحت به الثورة الليبية العام الماضى .
كما دافع ساركوزى عن نفسه فيما يتردد حول "فضيحة" تمويل الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، للحملة الانتخابية التي جاءت به إلى كرسي الرئاسة فى 2007 بعدما ترددت شائعات في الأشهر الأخيرة تتحدث عن حصوله (ساركوزي) على مبالغ طائلة من الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، لتمويل حملته الانتخابية السابقة.
ساركوزى يغادر القصر الرئاسى بعد أيام قليلة ويصبح مواطنا عاديا بعد مشوار سياسى استمر 35 عاما..وفرنسا تفتح صفحة جديدة مع اليسار بعد 31 عاما من انتخاب الرئيس اليسارى الأسبق فرانسوا ميتران.