الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الشافعي فرعون يكتب : في القفص سر البقاء


عندما قرر الرئيس (السابق ) ان ينقل الحكم الى ابنه (بالتوريث ) ، احب ان يعطيه بعض خبرته في حكم الشعب ، فطلب إحضار قفصا به (10) دجاجات ، ووضعه أمام (الوريث ) ، وطلب منه فتحه ، فطارت الدجاجات الى خارج القفص ، تتقافز هنا وهناك ، وطلب منه سرعة إعادتها الى القفص مرة اخرى ، فأخذ يجري ورائها واحدة واحدة ، حتى أمسك بها وأعادها الى داخل القفص بعد جهد كبير .
فأمسك الرئيس بالقفص وأخذ يهزه بشدة ، ثم وضعه أمام (الوريث ) مرة أخرى وطلب فتحه ، فخرجت بعض الدجاجات تترنح حتى سقطت أمام القفص ، وسقط الباقي بداخله ، وقال : هكذا يجب ان تتعامل مع الشعب .
وهذا يفسر سر وجود الطابور في حياة المواطن المصري : طابور الخبز ، طابور اسطوانات الغاز ، طابور الجمعية ، وطابور الجمعيات الفئوية للموظفين ،......
حيث تقرر على المواطن المصري الإنتقال من طابور ، لطابور ، لطابور ، حتى اصبح الطابور اليومي جزء من حياته ، يقضى فيه معظم وقت فراغه ، وأحيانا يختلس بعض وقت العمل ليلحق بطابور الجمعية ليحصل على (صابونة ) وكيس عدس ، وأحيانا دجاجة ، في الوقت الذي تتطاير فيه فوق رأسه (كراتين ) الدجاج ، والبيض ، .... الى اصحاب الاستثناءات ، دون ان تسقط واحدة منها على رأسه ولو بالخطأ ، فهي تعرف طريقها تماما ، وفي نهاية اليوم يعود متعبا ، منهكا ، لايقدر سوى على النوم ، وهكذا يسلمه الطابور من يوم ، ليوم ، ليوم ،
حتى اصبح الطابور وسيلة للتعارف والصداقة ، وأحيانا سببا للمصاهرة والزواج .
وهكذا نجح النظام السابق في ربط المواطن المصري بساقية الطابور ، وجعل رغيف الخبز ، واسطوانة الغاز ، اهم في حياته من الاحزاب ، والسياسة ، والانتخابات ، فضمن لنفسه البقاء على كرسي الحكم اكثر من (30) سنة .
وعندما ذهب عم حسين (الفرارجي ) الى قصر الرئاسة لإستعادة دجاجاته العشرة وقفصها ، أبلغه الموظف المختص أن الدجاج طار ، وأن الردارات الارضية فشلت في التقاطها ، وفي تتبع مسارها ، فعاد حاملا قفصه فارغا ، حامدا الله على ان رأسه لازالت في مكانها تحت القفص ، ولم تطير كما طارت الدجاجات العشرة.


-