الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من هم السفلة؟


واحد من الإعلاميين الذين يبحثون عن الشهرة من أقصر الطرق كتب حتى الآن تسعة مقالات فى الحديث عن فساد الأزهر ولن أذكر اسمه ليعامل بخلاف مقصوده من تحقيق الشهرة بذكر اسمه وتعريف الناس به.

فمن خلال تتبعى لمقالاته منذ اليوم الأول للنشر لم أجد لديه دليلا واحدا على ما يقول ولا مستندا لادعاءاته ولا معلومة موثقة لما ينشر؛ بل مجرد كلام مرسل , وكل ما وجدته فى مقالاته التسعة هو محاولة بائسة يائسة للشهرة، ومعلوم إعلاميا الآن أن أقصر الطرق للشهرة وأسرعها هو التطاول على الآخرين وكلما كان التطاول والتجاوز بحق شخصية هامة لها قدرها ومكانتها كلما كانت الشهرة أسرع وكلما كانت الأكاذيب أكثر كان التشجيع من قبل أعداء الوطن والدين وكارهى استقراره أكبر والجزاء على ذلك أسخى وأعظم.

وليس معنى ما نقول أننا لا نقبل النقد بل بالعكس فالنقد مطلوب، ولكن من المعلوم أن من يملك النقد لا بد أن يكون مالكًا لأدواته ووسائله، ومن القواعد الأصولية المهمة "الحكم على الشيء فرع عن تصوره"؛ فماذا تقول فيمن لا يملك أدوات التصور فضلا عن أدوات النقد الصحيح, ثم لابد أن يكون الناقد متجردًا للحق، متخليًا عن الهوى، متجنبًا إغراءات أصحاب المال والجاه.

ومن يقرأ مقالاته يتبين له للوهلة الأولى أن الكاتب يحكمه الهوى فكل كلامه يقطر بالحقد والحسد والغيرة الشديدة من شخص بعينه وهو القاضى محمد عبد السلام مستشار فضيلة الإمام الأكبر الذى لمع نجمه فى سماء المشيخة نتيجة أعماله الدائمة وجهده المستمر ونشاطه الدائم الذى يشهد به القاصى والدانى والطفرة التى حدثت فى المشيخة بصفة خاصة والأزهر الشريف بصفة عامة نتيجة لجهود الإمام الأكبر ومعاونيه المخلصين أمثال د. عباس شومان والقاضى محمد عبد السلام والذين خصهم الكاتب الطاعن فى الأزهر والمشيخة بالذكر واتهمهم بأبشع تهم الفساد واستغلال السلطة والنفوذ دون دليل والعجيب أنه يدعى أنه صديق للمستشار ومحب للإمام الأكبر وحريص على الأزهر ولا أجد وصفا لحاله أفضل من قول الله تعالى:

" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) " البقرة.

والدليل على فسقه ما تجده على حسابه على الفيس من تجاوز فى الحديث عن الله تعالى ووصفه بما لا يليق - طلبا للشهرة ولفت الأنظار - وذلك أثناء زيارته لبيت الله الحرام فرغم أن الله يسر له زيارة بيته ليتوب ويثوب إلى رشده فما كان منه إلا أن قال : (( لليوم الثانى على التوالى أبحث عن الله فى مكة ... ولا أجده ) ) مستعيرا جملة ميسون السويدان وايا كان ما يقصده فهو أراد شهرة كتلك التى حققتها ميسون السويدان حينما قالت تلك الجملة إلا أنه لم يحقق مبتغاه حيث لم ينتبه إليه إلا بعض رواد حسابه على الفيس الذين ردوا عليه بما يستحقه وأقصر عبارة وردت فى الرد عليه قول أحدهم " العمى عمى البصيرة ".

ولو كان لدى الكاتب أى دليل على ما يقول فعليه أن يتوجه إلى الإمام الأكبر بما لديه من مستندات وإلا فليذهب للجهات الرقابية والمحاسبية فى الدولة أما أن يلقى التهم جزافا على أشرف الناس وأرقاهم منزلة من العلماء الربانيين فهذا ما لا يقبله عاقل ويدل على ضعف نفس صاحبه وبيعه لدينه بدنياه وإذا أراد أن يعرف منزلته عند الله وعند الناس ومنزلة من يهاجمهم ويتهمهم بالفساد فلينظر إلى قول ابن عطاء : (إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما أقامك) فهؤلاء قد أقامهم الله تعالى فى مكانة عالية على رأس أكبر مرجعية إسلامية فى العالم وذلك لخدمة الدين الإسلامى ولمتابعة احوال المسلمين والرد عن الدين ضد كل من يسيئون إليه من أهل الإفراط والتفريط.

أما الكاتب الذى يتهمهم ويتهم الأزهر بالفساد فعمله الطعن فى الدين ومحاولات لهدم وتشويه العلماء الربانيين وبيع الدين ولا اجد وصفا يليق بهم وبه من وصف عبد الله ابن المبارك حين سئل عن الناس والملوك والسفلة.

فقد سئل عبد الله ابن المبارك: من الناس؟ فقال: العلماء
قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد.
قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط