الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«دالاس» تعري أمريكا.. حقوق إنسان البرلمان تهاجم عنصرية واشنطن ضد السود.. ونواب: صمت المنظمات الدولية "ازدواجية مفضوحة"

صدى البلد

  • "عازر" تدين الاستخدام المفرط للقوة ضد متظاهري دالاس الأمريكية
  • حقوق إنسان النواب: سنصدر بيانا استنكاريا للصمت الدولي إزاء عنصرية أمريكا
  • "حقوق الإنسان" بالبرلمان: على وزير الخارجية طلب استفسار من الولايات المتحدة بشأن «دالاس»
  • «بكري» يقترح مطالبة الأمم المتحدة بتطهير الشرطة الأمريكية
تمكنت «دالاس» من تعرية الازدواجية لدى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية التي لجأت للصمت التام في ظل العنصرية التي تمارسها الشرطة الأمريكية على المواطنين السود، في حين تبحث تلك المنظمات عن أي شيء لتنتقده في الدول النامية وفي مصر لتظهر على أنها ترعى حقوق الإنسان بالعالم، بينما الحقيقة أنها تتغاضى عن تلك الحقوق في الدول الكبرى.

وتشهد مدن أمريكية سلسلة مظاهرات احتجاجا على العنف الذي تمارسه الشرطة ضد السود، بعد أحداث يوم الجمعة في دالاس التي قتل فيها خمسة من الشرطة وجرح 14 آخرون برصاص قناصة خلال احتجاجات على مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة قبل أيام في ولايتي مينيسوتا وأريزونا، ويأتي ذلك في ظل صمت عالمي من عدة منظمات دولي اعتبرت مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني" جريمة لا تغتفر.

من جانبهم، رفض نواب البرلمان ازدواجية المنظمات العالمية في مواجهة العنصرية الأمريكية، واقترح بعضهم مخاطبة المجتمع الدولي لإدانتها.

وأدانت النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين في الولايات المتحدة الأمريكية والاعتداءات المتكررة من قبل الشرطة الأمريكية على المتظاهرين السود وانتهاكات حقوق الإنسان في حادثة دالاس التي كشفت عن وجه دموي للولايات المتحدة الأمريكية - على حد تعبيرها - وادعاءهم الفضيلة رغم ممارستهم العنف سواء في داخل بلادهم أو خارجها.

وقالت "عازر" إن "الولايات المتحدة الأمريكية تتشدق دائمًا وتطالب بالحريات وتناشد الدول الحفاظ على الحريات وعدم انتهاك حقوق الإنسان وهى بعيدة كل البعد تمامًا في أسلوبها في التعامل مع المتظاهرين وتنتهك الآن حريتهم وسحلهم دون مراعاة لحقوق الإنسان، ما أدى إلى خروج المواطنين بمظاهرات احتجاجية ضد الأسلوب العنيف وتعديات الشرطة ضدهم".

وأضافت أن "الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا يطالبون الدول بعدم الاعتداء على المتظاهرين والحفاظ على حقوق الإنسان، ولكنهم الآن يتجاهلون حقوق الإنسان ولا يعرفونها تمامًا، في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الشرطة الأمريكية أبشع إجراءات العنف وتعدياتها على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل ثاني أمريكي أسود على يد الشرطة خلال 48 ساعة".

وطالبت وكيل لجنة حقوق الإنسان، الجمعيات الحقوقية المصرية والدولية بإدانة كل ما يحدث من انتهاكات وأعمال عنف وقتل من قبل السلطات الأمريكية وعدم الصمت عن الأحداث العنصرية التي شهدها دالاس الأمريكية.

وقال النائب تادرس قيلدس، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن اللجنة ستصدر بيانا استنكاريا لإدانة الصمت الدولي وصمت منظمات حقوق الإنسان الدولية والاتحاد الأوروبي على التجاوزات الأمريكية وممارسة العنصرية في حق السود بعد أحداث "دالاس"، مطالبا وزارة الخارجية المصرية بإصدار بيان مماثل.

وأضاف قيلدس، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المجتمع الدولي يمارس ازدواجية مفضوحة وسخيفة ولا يطبق معايير حقوق الإنسان الدولية على الدول الكبرى، موضحا: "إنها حتى لا تخفي ذلك أو تقوم به على استحياء، لكن هناك صمتا تاما وغير مبرر على عكس ما تقوم به مع الدول النامية أو مع دولة مثل مصر".

وتابع النائب: "الولايات المتحدة تعي مفهوم حقوق الإنسان جيدا، لكنها تتحدث عنه فقط وغير حريصة بالمرة على تطبيقه".

من جانبه، طالب النائب عاطف مخاليف، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، وزير الخارجية المصري بطلب استفسار من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والسفير الأمريكي في مصر بشأن أحداث دالاس، وقال: "من حقي كعضو بلجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أن أطلب ذلك، ومن حق مصر القيام بهذه الخطوة على اعتبار أنها دولة تهتم بحقوق الإنسان".

وأضاف مخاليف، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أحداث دالاس تثبت أن الولايات المتحدة دولة تمارس العنصرية طوال الوقت، وتسمح لنفسها بانتقاد الغير لكنها لا تنظر لنفسها ولا تسمح لغيرها بانتقادها.

وتابع: "أمريكا هي الراعي الرسمي للعنصرية والازدواجية وانتهاك حقوق الإنسان والكيل بمكيالين، وتسببت في الدمار على مستوى دول أخرى لعدم مراعاتها لحقوق الإنسان، منها العراق وأفغانستان، كما أنها ترعى داعش".

وأوضح: "على الولايات المتحدة تغيير مفهومها عن حقوق الإنسان".

يأتي هذا فيما ستنكر النائب مصطفى بكري، أحداث العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة الأمريكية، منتقدا صمت المنظمات الحقوقية المحلية والأجنبية حتى الآن عن التعليق على أحداث "دالاس" التي قتلت فيها الشرطة اثنين من السود وأدت إلى تظاهرات وأعمال عنف.

واقترح بكري من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان أن تقوم بمناقشة أحداث" دالاس" وإيفاد وفد إلى الولايات المتحدة لبحث أحوال السود على الطبيعة، وتقديم تقرير إلى البرلمان المصري لرفعه إلى البرلمان الدولي ثم إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة للمطالبة بتطهير الشرطة الأمريكية من العنصريين وإعادة هيكلتها ومحاسبة القتلة أمام محاكم مختصة وقضاء عادل ونزيه.

وقال: "السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل دماء السود رخيصة في نظر هذه المنظمات إلى الدرجة التي تدفع هذه المنظمات إلى غض الطرف؟ أم أنه التمويل الأمريكي المقدم من الجهات الحكومية وفق أجندة محددة لا يمكنهم الخروج عنها؟ المحصلة النهائية أننا أمام أدوات يجري تحريكها في العلن وفي الخفاء، وهو موقف يتكرر كثيرًا عندما يكون الأمر مرتبطا بمصالح الممولين، ثم يحدثونك بعد ذلك عن حقوق الإنسان في بلادنا".