الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في مشهد دهس "نيس".. مهاجرون و"داعشيون" حملوا جنسية فرنسا.. دعم باريس لمعارضي "خامنئي" وتصويتها لفلسطين وضع رقبتها على مقصلة الإرهاب

الحوادث الإرهابية
الحوادث الإرهابية بباريس

محللون:
الطرشوبي: 
"المعارضة الإيرانية" و"تجنيس المهاجرين" سبب استهداف فرنسا
طارق فهمي: 
"فلسطين" كلمة السر في حادث دهس "نيس" الفرنسية
سعيد عيسى: 
استرخاء أمني فرنسي عقب يورو 2016 شجع الإرهاب لتنفيذ حادث "نيس"
الحكومة ضعيفة ولديها ثغرات أمنية
الذئاب المنفرة عادت من جديد بحادث "نيس"
"المهاجرين نقلوا الفكر المتطرف"


"لماذا فرنسا مستهدفة" سؤالٌ يطرح نفسه عقب انتشار العمليات الإرهابية بعاصمة النور من أعمال تحمل بصمات التنظيمات الإرهابية.

84 قتيلا في حادث دهس وقع فجر الجمعة في المدينة الفرنسية "نيس".. خلف وراءه العديد من الضحايا والحالات الحرجة والخطرة في نقلة جديدة للإرهاب واستخدام "الدهس" بشاحنة كان يستقلها شاب من أصول تونسية.

لم تكن تلك الحادثة الإرهابية هى الأولى بفرنسا.. بل سبقها العديد من الحوادث على مدى السنوات الأربع الأخيرة..

والسطور القادمة تجيب عن تساؤل "لماذا فرنسا مستهدفة" ... 

"مواجهة الإرهاب بمالي والعراق وسوريا"

في البداية، أكد الدكتور محمود الطرشوبي، الباحث بالعلاقات الدولية، أن فرنسا لديها العديد من المواقف جعلتها في مقدمة الدولة الأوروبية المستهدفة بشكل كبير، ومنها فكرها المتطرف ضد التيار الإسلامي بمجمله، فضلًا عن تحركاتها لمواجهة الإرهاب بالإماراة الإسلامية بمالي وكذلك فجرليبيا أيضًا "داعش" في العراق وجميعها تنظيمات إرهابية أرادت الانتقام واستهدفت باريس.

وأوضح "الطرشوبي"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن فرنسا عدد سكانها الأصليين ثابت منذ عشرات السنين، وتعتمد على منح المهاجرين الجنسية الفرنسية، ما يمكن المتطرفين والمتشددين من الدخول إلى فرنسا للحصول على جنسية وارتكاب أعمال إرهابية بها.

وقال إن موقف فرنسا الواضح والصريح من إيران ودعمها للمعارضة الإيرانية واستضافتها على أرضها وإقامة المؤتمرات لمعارضة "خامنئي" جعلها مستهدفة.

وأضاف: "الدهس بالسيارة" هو عمل يأسي ويعيد عصر "الذئاب المنفردة" التي لا تنتمي إلى تنظيمات إرهابية، مشيرًا إلى أن العمل إذا كان إرهابيا كانت خسائره ستكون أكبر وأبشع، مشيرًا إلى أن "داعش" سيعلن مسئوليته عن الحادث للبحث عن بطولة زائفة فقط.

"مواقف فرنسا تجاه العرب"

ومن جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة الخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط عضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، أن هناك أسبابا عديدة جعلت فرنسا الدولة الأوروبية صاحبة نصيب الأسد من الهجمات الإرهابية، منها اعتبار فرنسا دولة ممر للدول الأوروبية الأخرى بذلك تعتبر مركزا لمرور بعض التابعين للتنظيمات الإرهابية وارتكازهم بها حتى ينفذوا عمليات إرهابية.

وقال "فهمي"، في تصريحات لـ"صدى البلد": "فرنسا بها العديد من التنظيمات الإرهابية تعيش بها فتسهل وقوع حادثة إرهابية، فضلًا عن دورها الإيجابي مع الدول الأخرى، فهى الدولة الأوروبية الوحيدة التي صوتت لصالح فلسطين بمجلس الأمن، فضلًا عن تقديمها لمبادرة سلام".

وأضاف أن فرنسا تعتبر عاصمة الاتحاد الأوروبي واختراقها أمنيًا ووقوع حوادث إرهابية بها يعطي رسالة للعالم بأن أوروبا مخترقة.

"الحكومة ضعيفة والذئاب المنفردة تعود"

وفي سياق متصل، أكد سعيد عيسى، الخبير بالعلوم السياسية بمركز الأهرام الاستراتيجي، أن فرنسا مستهدفة لوجود عدد كبير من أصحاب الفكر الداعشي بها، ولديهم إقامة ويحملون الجنسية الفرنسية، فضلًا على أن فرنسا لديها ثغرات أمنية كبيرة جدًا واستهدافها يعطي رسالة لأوروبا بأن داعش أستطاع أن يضرب قلب العاصمة الأوروبية.

وأوضح "عيسى" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن الحكومة الفرنسية ضعيفة ولم تتخذ إجراءات صارمة منذ هجوم شارلي إبدو، وحادث نيس سيطرح إمكانية إجراءات انتخابات مبكرة.

وأضاف: "فرنسا مستهدفة أيضًا بسبب مواقفها ضد الإرهاب بسوريا والعراق وضربها للتنظيمات الإرهابية"، كذلك الأمن الفرنسي بعد أن نجح في تخطي اليورو 2016، حدثت له عملية استرخاء وجعله لم يتوقع أي هجوم إرهابي جديد ولم يستطيع تأمين الاحتفال بالعيد القومي، فلذلك يجب أن يعاد النظر بالأجهزة المخابراتية بالدولة الفرنسية وكذلك أجهزة الامن، فضلًا على دعم فرنسا للمعارضة الإيرانية ضد نظام "خامينئي"، جميعها أسباب جعلتها فريسة سهلة للإرهاب.

كما أشار إلى أن حادث "الدهس" بشاحنة يعيدنا لعصر "الذئاب المنفردة"، مؤكدًا أن هذا الحادث فردي خرج من أحد الخلايا النائمة ويجب التصدي له بالتعاون الجدي بين دول الاتحاد الأوروبي لمواجه هذا الخطر من الإرهاب كونه يبتعد عن المركزية.

ويستعرض "صدى البلد" أبرز تلك الأحداث الإرهابية التي حلت بفرنسا خلال السنوات الأخيرة.

"هجوم محمد مراح"

شهدت فرنسا بداية للهجمات الإرهابية بتنفيذ محمد مراح 3 هجمات بتولوز ومونتوبان في مارس 2012 أودت بحياة 7 أشخاص، بينهم 3 عسكريين و3 أطفال، وتمكنت الشرطة الفرنسية بعد مقاومة مدتها 30 ساعة من تصفيته، وأعلن انتمائه سابقا لتنظيم القاعدة.

"20 قتيلا في هجوم شارلي إبدو"

بدأت فرنسا عام 2015، بسلسلة هجمات، وقعت في الـ7 من يناير، عندما شن مسلحان هجوما على صحيفة شارلي إبدو، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا، واصابة 12 آخرين، ولاذ المسلحان بالفرار.

وأسفرت هذه الهجمات عن مصرع 20 شخصا، وإصابة أكثر من 22 آخرين، وأعلن تنظيم داعش، مسؤوليته عن هجوم شارلي إبدو.

"المتجر اليهودي بباريس"

شهد المتجر اليهودي ببورت دو فانسان شرق العاصمة الفرنسية باريس، أحداثا دامية راح ضحيتها 4 أشخاص في الــ 9 من يناير 2015، حيث احتجز أميداي كوليبالي رهائن بالمتجر اليهودي مطالبا بعدم ملاحقة الأخوين كواشي اللذين نفذا الهجوم المسلح على الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" في السابع من يناير.

"التخطيط لإستهداف كنائس"

19 أبريل 2015 اعتقل سيد أحمد غلام 24 عاما من باب الصدفة بعد اتصاله بالاسعاف في شرق باريس زاعما أنه أصيب برصاصة في قدمه أثناء تعرض منزله للسرقة، لكن التحقيقات بينت لاحقا أنه كان يخطط للاعتداء على كنائس في إحدى ضواحي باريس بعد العثور على خطط مفصلة في مسكنه فضلا عن مجموعة من الأسلحة والوثائق التي تشير إلى تنظيمي "داعش" و"القاعدة".

"إرهاب على القضبان"

كان قطار تاليس القادم من العاصمة الهولندية أمستردام في أغسطس من العام الماضي، يحمل على متنه 554 راكبا، عندما أطلق المغربي أيوب الخزاني النار وأصاب 3 بجروح قبل أن يتمكن ركاب من المارينز الأمريكيين، من السيطرة عليه؛ وينتمي أيوب الخزاني إلى التيار المتشدد، وكان معروفا لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية والإسبانية.

"137 قتيلا في الجمعة السوداء"

في 13 نوفمبر 2015، وقعت سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، في مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون، في الوقت الذي شهد فيه محيط ملعب فرنسا 3 تفجيرات إنتحارية، فضلا عن تفجير انتحاري آخر وسلسلة عمليات قتل جماعي في 4 مواقع.

وأسفرت هذه الهجمات الإرهابية عن مقتل أكثر من 137 شخصا، وتبنى تنظيم داعش هذه التفجيرات بعد يوم واحد فقط من وقوعها.

"هجوم نيس"

آخر الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا، كان فجر الجمعة، حيث قام فرنسي من أصول تونسية، يستقل شاحنة بمهاجمة تجمع للفرنسيين يحتفلون بالعيد الوطني، مما أسفر عن مقتل نحو 84 شخصا، وإصابة العشرات.

وتعتبر هذه الحادثة مختلفة في التنفيذ مما ينذر بنقلة نوعية في الإرهاب.