الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"كليات القمة" أسطورة ابتدعتها المسلسلات والأفلام.. ورسخها مكتب التنسيق

 مكتب التنسيق
مكتب التنسيق

مسلسلات وأفلام مصرية قديمة رسخت أفضلية بعض الكليات
مكتب التنسيق زاد جذب الطلاب لكليات القمة
-طلاب لـ"صدى البلد": كليات القمة عقبة أمام أحلامنا


"كليات القمة" مفهوم طرأ على المجتمع المصرى وتغلغل بداخله خلال فترة وجيزة، ساهمت الأفلام السينمائية القديمة والمسلسلات في تجسيده بشكل كبير من خلال نماذج لشباب ألتحقوا بكليات بعينها وكان ذلك بالنسبة لذويهم الفوز العظيم، والميراث الذى يتكئون عليه من بعدهم، وما عاداها من الكليات سراب لا يجدى نفعًا.

كانت البذور الأولى لتلك الظاهرة بفيلم "قنديل أم هاشم" الذى تناول نظرة المناطق الشعبية للأبن الملتحق بكلية الطب وتفاخرهم به، وتلاه فيلم" حبيبي دائمًا" الذى أظهر فرحة الأبوين بالتحاق أبنهم بكلية الطب.

بدأت ملامحها تظهر مع مسلسل "الأيام" المعد من كتاب طه حسين، والذى وضح فرحة الأهالي القرويين العارمة بأبنهم الدارس بكلية الطب والذى لقى مصرعه بسبب انتشار وباء الكوليرا في تلك الحقبة، وظلت الأهالي ينظرون إليه نظرة احترام وتقدير.

برزت تلك الظاهرة بوضوح مع عرض الموسوم الأول من مسلسل" الليل وأخره" بطولة الفنان يحيى الفخراني، الذى تولى تعليم أخوته الصغار، وظل يسعى كثيرًا إلى أن يدخلهم كليات ذات الشهادات الكبيرة على حد قوله في المسلسل، وبالفعل أدخل أحد أخوته كلية الطب والأخر كلية الهندسة والأخير كلية الشرطة.

الشعب المصرى منذ ظهور السينما والدراما وتعلق بها كثيرًا، وأصبحت ذات تأثير قوى على مشاعرهم وأفكارهم وكذلك تصرفاتهم، فبمرور الوقت أصبحت مسألة دخول الأبناء كليات القمة مسألة حتمية ولا بد منها وكان باقي الكليات ليس لها قيمة، وبمجرد أن يصل الأبن إلى سن السابعة عشر من عمره يجد دفعًا عنيفًا ممن حوله ليدخل كلية بعينها، دون الالتفات إلى ما هي رغبته أو ما هي الكلية التي تتناسب مع قدراته وطموحه.

وبتطبيق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نظامًا يحدد ألية قبول الطلاب بالكليات ويعتمد على ملأ الرغبات الخاصة بالكليات وفقًا للأفضلية ويأتي للطلاب أحد الكليات المسجلة في قمة الخانات التي سجلها، يجعل الطلاب في صراع مستمر مع أنفسهم وزملائهم لمن يصل منهم لكليات القمة ومن لا يصل.

لذلك طالب الطلبة والطالبات بإلغائه هذا العام والأعوام القادة ولكن الوزارة إلى الآن لم توافق علي الإلغاء بل أعلنت بانه سوف يكون هناك نظام جديد من العام المقبل في نوعية التقدم للكليات ونوعية الاختبارات التي يقوم بها طلبة وطالبات الثانوية العامة.

وقالت الطالبة، مريان جمال، بالفرقة الأولى كلية الفنون الجميلة، إنها حصلت على مجموع 98% في الثانوية العامة، وفضلت أن تدخل كلية فنون جميلة لأنها رأت أنها تلائم قدراتها ومواهبها، موضحه أنها لقت استهجان ورفض من جميع أفراد العائلة واصفين إياها بال"المجنونة" فكيف تحصل على ذلك المجموع ولا تدخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أو الإعلام.

وقال الطالب بالفرقة الثالثة كلية الحقوق، أحمد جمال، إنه حصل على مجموع ضئيل في الثانوية العامة مما أدى إلى غضب والده الشديد الذى قام بطرده من البيت، وعاد إليه بعد توسط الأهل لديه، وعندما جاءت إلى كلية الحقوق من خلال التنسيق فرحت كثيرًا لأنني كنت أحبها ولا أرغب في غيرها، ووالدي لم يتقبل ذلك تماما بل ظل غاضبًا على وينعتني دائمًا بالفاشل ويعايرني بابن خالتي الذى التحق بكلية الهندسة".

وقالت الطالبة بالثانوية العامة، هنا يوسف، إن "والدها منذ دخولها عامها الأول من الثانوية العامة ويدفعها دفعًا إلى دخول كلية الصيدلة، ويستمر في القول لي أنه لن يسمح بأقل من كلية الصيدلة دون أن يسألني سواء كنت أرغب في دخولها أم لا".

وكليات القمة في مصر، بالنسبة لطلاب العلمي علوم كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة وطب العلاج الطبيعي، وكليات القمة في الشعبة الأدبية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الإعلام والألسن والآثار، وبالنسبة لطلاب العلمي رياضة كلية الهندسة والحاسبات والمعلومات والتخطيط العمراني.